الجواب المتأخر احسن من لا جواب


اصطلاح ( الكردايه تي ) تعني بشكل مختصر الافكار والمشاعر والممارسات القومية الكردية. هذا الاصطلاح ينطوي عليه المعاني السياسية التالية:
ـ النضال من اجل الاستقلال.
ـ النضال من اجل وحدة الكرد.
ـ ازدهار الشعب الكردي ورخاءه.
ـ النضال من اجل الحفاظ على امن وسلامة الشعب.
ـ حماية التراث والحضارة الكردية.
ـ حماية اللغة الكردية.
ـ حماية التاري الكردي.
ـ حماية تربة الوطن.
ـ حماية اديان كردستان

استنادا الى ما تم ذكره اعلاه، لا يمكن قبول اي كيان سياسي كردي الا اذا كان يطمح ولو نظريا ولو مرحليا الى تنفيذ المواد السالفة الذكر، وهذا ما ينطوي عليه ما يلي:

على المستوى الكردستاني العام
ـ اقامة جسور الصداقة والالفة مع المنظمات الكردستانية الاخرى في كردستان الكبرى.
ـ اقامة علاقات التعاون المشترك والمتبادل والمبني على الاستفادة العامة للطرفين مع المنظمات الكردستانية الاخرى.
ـ عقد الاتفاقات الامنية المشتركة لضمان سيادة الامن والسلام بين المنظمات الكردستانية وتجنب الاققتال الداخلي المسمى بالاصطلاح الساخر ( شه ر برايه تي – اقتتال الاخوة).
ـ تمثيل الكرد، كل الكرد، وليس فقط الاطراف المنتمية او المؤازرة الى احزابهم .
ـ الدفاع عن الكرد اينما كانوا.

مع شديد الاسف ، لم يولد لحد الان الحزب الكردي الذي استطاع من تنفيذ هذه البنود ، بل بالعكس من ذلك كانت الاحزب الكردية ولغاية اليوم في تناحرات مستمرة مثلهم مثل العشائر المتناحرة قبل ظهور الاحزاب في كردستان في اواسط القرن الماضي.

على صعيد العراق
نفس البنود المذكورة اعلاه مع فرق ان تمتد محيط تنفيذها الى المناطق الوسطى والجنوبية من العراق ، والتي يقطن فيها كرد الرفدين المسمون بشكل شائع بالفيليين .

مرة اخرى نبدي شديد اسفنا لعدم وجود اية مبادرات ولو نظرية من قبل اي من الاحزاب الكردية العراقية في تبني قضية كرد الرافدين بالشكل المناسب واللائق بهم ، لان هذه الاحزاب كانت وما تزال مصابة بالدوافع النركسية التي فرضت عليهم قصر النظر السياسي التي اصبحوا بموجبها كل يفكر ويعمل من منظور الحزب التابع له، واصبحت القضية الكردية في العراق تعني فقط قضية احزاب تناضل من اجل سكان كردستان شمال جبل حمرين، اما بقية كرد العراق، فلم يكن لهم اي وجود في قواميس تلك الاحزاب.

بالنسبة للاحزاب الكردية العراقية، الفيليون يعني مشكلة الجنسية واسترجاع ممتلكاتهم. لحد هذه اللحظة ، لم تبدي اية بادرة جادة من قبل اي حزب او جمعية او حتى شخص كردي عراقي من غير الفيليين لكي يطرح قضية الفيليين على شكل قضية قومية كردية، لا في المناقشات والندوات، ولا في المطبوعات.

قد يجيب احد على ذلك بالقول : هذه مسألة تخص الفيليين انفسهم. وانا متفق تماما مع هذه الفكرة، اذا ما اعترف كرد كردستان العراق بأنهم لا يمثلون الفيليين. لان الاحزاب الكردستانية من ناحية تدعي بأنها تمثل كل كرد العراق، في الوقت الذي يتجاهلون وجود ودور الفيليين كجزء اساسي من كرد العراق ( لا ابالغ ان قدرت نفوس الفيليين باكثر من مليون نسمة اي اكثر من ربع السكان الكرد العراقيين).

لكي اوضح اكثر مسألة اهمال الفيليين من قبل كرد كردستان العراق، البرلمان الكردستاني لا يحوي ولا عضو فيلي، وحتى الكتلة الكردستانية لانتخابات نهاية العام ، خالية من اية كيانات فيلية رغم ادعاء الكردستانيون بتأييد الكيانات الفيلية قاطبة لهم!

الحقيقة ان الكتلة الكردستانية تحوي على كيانات تركمانية ( نفوسها في كردستان لا يتجاوز 100000)، وكذلك المسيحية القليلة النفوس ايضا نسبة الى نفوس الفيليين!

لقد قدم الفيليون الكثير من التضحيات للحركة الكردية في العراق سواء عن طريق الاشتراك مباشرة بالكفاح المسلح ، او عن طريق الاحزاب السياسية، او عن طريق المساعدات اللوجستيكية في وسط وجنوب العراق، او عن طريق المال او الثقافة والفن. الم يكن من المنطقي ان يصار الى رد هذا الجميل لهم بشكل من الاشكال بدلا من محاربة طموحاتهم في تشكيل احزاب سياسية خاصة بهم ؟ ( اتق شر من احسنت اليه ).

لو كانت الاحزاب الكردستانية تمثل حقيقة الفيليين، لما اقدمنا على انشاء حزب بايمان
فكرة انشاء احزاب لكرد الرافدين ليست جديدة لانها تعود الى اكثر من عشرين عاما بالنسبة لي شخصيا، وبالنسبة للكثير من ابناء هذه الشريحة.
قامت الكثير من المحاولات الخجولة في السابق، غير انها كانت ( حقيقة محاولات خجولة ، لانها لم تكن متسلحة عقائديا ولم يكن لديها اهداف واستراتيجيات نابعة من اساس قضية الفيليين ، واخيرا ، لان تلك الكيانات لم تكن مستقلة او بالاحرى لم تستطع العمل بشكل مستقل، واسباب ذلك كان اهمال الاحزاب الكردستانية والعراقية قاطبة لهذه الكيانات ، وحتى محاولة احباط مساعي القائمين بها ان لم نقل محاربتها وافشالها .

لهذا اقيم حزب بايمان كرد فعل الى :
ـ
كل اولئك الذين يشعرون بانهم مهمشين في بلدهم
ـ كل اولئك الذين يحسون بخطر الانصهار القومي
ـ كل اولئك الذين سلبت ممتلكاتهم وهجروا ايران
ـ الى كل شهداء المقابر الجماعية
ـ الى من لا يريد نسيان عمليات التهجير والمقابر الجماعية
ـ الى كل من يفتخر بانتماءه القومي الكردي واصالته العراقية.
ـ الى كل من يفتخر باجداده الايلاميين والسومريين والكاسيين والميدين .
ـ الى احفاد كاوه الحداد و رستم زال وكريم خان الزندي
ـ الى من يرغب الدفاع عن الكرد الفيليين
ـ الى من برغب للاجيال الفيلية المستقبلية حق الحفاظ على لغتهم وتراثهم ومذهبهم.

التفاتة اللحظة الاخيرة
( أعرب السيد خسرو الجاف عضو البرلمان العراقي من قائمة التحالف الكردستاني عن اعتقاده بأن نجاح القائمة الكردستانية بشكل ساحق يتوقف على الكرد الفيليين....)
هذا عنوان ومقدمة مقالة ظهرت البارحة ولها ما يحزن ويفرح من الدلالات.

هذا الخبر محزن لانه جاء اكثر من نصف قرن متأخرا. فرغم مرور اكثر من ستين عاما على بداية العمل الحزبي السياسي وتشكيل الاحزاب الكردية في العراق، الان فقط حست الجهات الكردية بوجود واهمية الفيليين كجزء اساسي من كرد العراق.

مع الاسف ان ظروف الاعلان عن اهمية الفيليين تكون مغلفة بالحسابات الانتخابية الضيقة الافق .

مع كل الاسف ان هذا الاعتراف الضمني بالموقع الاستراتيجي لكرد الرافدين في هذا الوقت بالذات لا يمكن تفسيره وتفهمه الا من اطار كون احتياج الكتلة الكردستانية الى اصوات انتخابية بالضبط مثلما كانت الحركة الكردية المسلحة تستعين بهم من النواحي السياسية والعسكرية والمادية واللوجستيكية .

من طرف اخر، فلهذا الخبر دلالات مفرحة لانها تمثل طفرة نوعية في اسلوب تفكير القيادات الكردية العراقية بالنسبة لكرد الرافدين. هذا الخبر قد يمكن ترجمتها في المستقبل عن طريق مساهمة هذه الاحزاب في تشجيع ودعم التطلعات الفيلية نحو ترسيخ وتوسيع وتقوية كياناتهم السياسية وتحويلها الى احزاب سياسية بدلا من جمعيات وحسينيات و مواكب ونوادي رياضية وجمعيات خيرية.

وسواء تم تحقيق هذا المسعى ام لا، فان فكرة الحزب الفيلي لكرد الرافدين والتي دشنتها حزب بايمان سوف تنتشر وتنفرض على الساحة السياسية العراقية، ولا احد بمستطاعته الوفوف ضد عجلة سير التأريخ وكما يقال باللهجة الفيلية : أويكي رزيا ، دي نا ألكيرياد.

الخاتمة
ـ نامل ان تكون هذه المبادرة في تفييم دور الفيليبن في السياسة العراقية الحالية ، ذي افق تتجاوز حدود الانتخابات العامة في نهاية هذه السنة .
ـ نأمل ان تترجم هذه المبادرة في ادخال عدد من الكرد الفيليين في البرلمان العراقي ، وليس موظفين تابعين الي الاحزاب التقليدية والذين يحملون نفس الافكار التقليدية البالية بخصوص الفيليين (بالنسبة لهؤلاء قضية الفيليين تعني قضية الجنسية والتعويضات).

صباح دارا
21/11/2005

موقع حزب بايمان
http://mysite.wanadoo-members.co.uk/sabga
sabah@dara813.fsnet.co.uk