لماذا ياحكومتنا المنتخبة التساهل في مسألة الديون الكريهة ؟


تم الأتفاق على عقد مؤتمر الوفاق في نهاية شهر شباط من العام القادم ، أي بعد أجراء الأنتخابات بأكثر من عشرة اسابيع. عندها تبحث الدول العربية مسألة الديون العراقية وأمكانية أسقاطها أو تخفيضها .

ترى ماهو الثمن الواجب على شيعة العراق دفعه لتحقيق ذلك ؟ .
الجواب واضح وهو القبول بطائف عراقي يتجاوز الأستحقاق الأنتخابي المقبل ، أذا لم تفرز ماتشتهيه الكثير من النظم العربية الطائفية .
السؤال لماذا تقبل حكومة الدكتور الجعفري هذا الأبتزاز العربي في الوقت التي اسقطت كل الديون غير العربية على العراق ؟
السعودية تدعي بحوالي 30 مليار دولار كديون على العراق تسديده ، بالأضافة لتعويضات غزو الكويت التي تقدر بأكثر من مئة مليار دولار.هذا عدا ديون مصرية وأردنية وغيرها إإ
علما أن معظم أن لم نقل كل هذه الديون غير شرعية ، تدخل في باب الديون الكريهة ، وهي حسب القانون الدولي ’ الأستحقاقات المالية التي تتراكم على نظام غير شرعي في بلد دون رضا وموافقة شعبه ، لأسباب ليس منها الأنفاق على المواطنين .

وبالتالي أي حكومة ديمقراطية تقوم بعد أنتخابات شعبية غير مسؤولة عن هذه الديون .

ان أميركا كانت السباقة في الترويج لهذا المبدأ ، ففي سنة 1898 رفضت تسديد كوبا لديون اسبانيا ، وعزت الأسباب الى ان تلك الديون قد فرضت على شعب كوبا دون أستشارته ، ولأنها لم تستعمل لفائدة شعب كوبا .

وفي عام1921 رفض الأتحاد السوفيتي دفع ديون روسيا القيصرية وقال" ان الشعب غير ملزم بتسديد ديون كانت بمثابة أغلال قيد بها قرونا "والأمثلة كثيرة جدا .

لماذا لم تحتج الحكومة العراقية المنتخبة بهذا المبدا؟

لماذا لم يذكر الدكتور الجعفري قول بريمر " بلد العراق فقير ، ومطالب بدفع تعويضات الى بلدان أخرى يتجاوز متوسط دخلها الفردي السنوي عشر أضعاف دخل المواطن العراقي ، رغم ان الديون كانت بسبب حرب كان العراقيون ، وهم الآن في الحكومة ضدها " انتهى كلام بريمر .

نعم لقدأنفق انفق صدام هذه الأموال على مؤسسته العسكرية في حرب أيران بمباركة السعودية وغيرها مثل الأردن المستفيد الأكبر من تلك الحرب التي خربت العراق ، وبنت الأردن . وكذلك في تعزيز تلك المؤسسة بعد الحرب . ولنتذكر مثال واحد وهو كم كانت كلفة "المدفع العملاق مثلا ؟"

- ماالذي جعل السعودية مثلا أن تقدم قروضا لصدام من أجل تعزيز أمكانيته ، على حساب أرواح العراقيين في تلك الحرب العبثية التي خاضتها الزمرة العفلقية المجرمة نيابة عن السعودية والكثير من الدول الأجنبية؟

- هل كان حينها صدام يعتبر نفسه مديونا ، أجيبوني يامنصفين . أم كان فارسا وحارسا " للبوابة الشرقية "؟

- لماذا لم تقل حكومة الدكتور الجعفري في القاهرة ، انها كانت قروضا سياسية وشخصية ، وفي معظمها عسكرية ، دفع العراقي المسكين ثمنها حروبا وأنفالات ومقابر جماعية ؟ .

- انها ليست ديونا ملزمة ، بل العكس صحيح كانت لأبقاء الدكتاتورية وتشغيل مصانع الأسلحة الغربية .

-علينا ان لانطالب فقط بأسقاطها عربيا ، بعد أن أسقطت دوليا . بل أيضا يجب ان نطالب بتعويض الشعب العراقي عن المأسي التي أجلبتها تلك الديون .

تلك هي المسألة ياحكومتنا المنتخبة .
وأكتفي الآن بهذا .

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com
21/11/2005