مؤتمر وفاق وطني أم لعودة البعثيين للسلطة؟!


القلق العربي على الوضع في العراق ، هو إجماع حكومات الدول الاقليمية المجاورة من أجل عودة حلفائهم البعثيين الى السلطة ، بعلاقاتهم المشبوهة ، حيث أن الطيور على أشكالها تقع.
هناك تخوف كبير من ملوك وحكام الدول المجاورة للعراق من تزلزل عروشها وكراسيها بعد فهم شعوبها ووعيهم لمثل هذه الحكومات العميلة والكارتونية ، التي تتشبث بالسلطة عبر وسائل القمع والإرهاب والتضليل ، بينما العراق الجديد ، هو عراق الديمقراطية والحريات والأنتخابات الحرة وتداول السلطة بشكل سلمي.
وهذا ما لا يعجب مثل هذه الحكومات التي تسلطت على رقاب شعوبها لأكثر من قرنين من الزمن.
إن العراق الجديد هو عراق الحرية والتعددية السياسية ونبذ الحكومات الجمهورية الملكية الإستبدادية ، والحكومات الملكية التي تتوارث الحكم بعيدا عن إرادة الشعب.
وبما أن العراق تسوده الأغلبية الشيعية ، هذا المارد الذي خرج من قمعمه ، ووعى حقيقة ما يدور حوله ، فإنتفض ضد الديكتاتورية وحكم الأقلية الذي كان يمارس الطائفية السياسية طيلة حكمه الديكتاتوري الشمولي.
وهذا مما أغاض الحكام العرب ، فأرادوا عبر ربيب الصهيونية العالمية عمرو موسى أن يعيد ماء الوجه من جديد ، ويسعى جاهدا لعودة صدام حسين وأعوانه الى السلطة من جديد.
فقامت الجامعة العربية وبأيعاز من رؤساء وملوك الحكومات العربية المعروفة بالشمولية والديكتاتورية بعقد مثل هذا المؤتمر، لتهيئة الظروف المناسبة لعودة البعثيين الى السلطة من جديد ، والوقوف أمام الخط الإسلامي الشيعي الأصيل من الاستمرار في تسلم زمام الأمور من جديد بعد الأنتخابات البرلمانية القادمة.
المتطرفين من السنة العرب ومن وقف معهم من أزلام النظام السابق الذين قاطعوا الاستفتاء على مسودة الدستور وبرزوا بكل ثقلهم مع نسائهم ورجالهم وشبابهم حتى يضعوا كلمة لا في صناديق الاقتراع قد خاب ضنهم عندما شاهدوا الملاييين من أبناء شعبنا العراقي وهم يزحفون زرافات زرافات الى صناديق الاقتراع وصوتوا بكلمة نعم كبيرة لصالح الدستور وأقروه بنسبة 78بالمئة ، ووجهوا صفعة جديدة للإرهاب التكفيري الناصبي ، فدهشوا كما دهش مشركي قريش عندما أكلت الآفة الصحيفة المتعارف عليها بمنع بني هاشم من كل شيء وبقيت فقط "بإسمك اللهم".
ومع أنهم قد قاطعوا التصويت على الدستور فانهم اليوم يريدون المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية من أجل لا يفوتهم القطار فيضطروا الصعود اليه وقوفا ، والذي يركب القطار وقوفا لا يعار له أهمية يتربص بعينيه الحزينة يمينا وشمالا عله يرى مقعدا شاغرا ليجلس عليه.
لقد تكشفت الأمور للشعب العراقي وأحراره وأحرار العالم بعد إنكشاف الأمر وهدف زيارة عمرو موسى للعراق والتي أراد منها اللقاء بصدام المجرم والتحدث اليه بموافقة أميركية للعودة الى السلطة من جديد؟؟!!
فالحكام العرب ومعهم الجامعة العربية وبعض القوى السياسية الطامحة للوصول الى الحكم وعلى رأسهم أياد علاوي يسعون جاهدين الى العودة الى المربع الأول ، عبر مؤتمر ما يسمى بالمصالحة الوطنية ، بالتشبث بعودة الارهابيين وما يسمون أنفسهم بالمقاومة وأزلام النظام البائد ومعهم المتطرفين من السنة العرب.
وكل هذا التحشيد لهذا المؤتمر المؤامرة ما هو الا خوفا من مجيء حكومة ذات أغلبية شيعية على الحكم مما يهدد مصالح هذه الحكومات في بلدانهم ويؤجج الرأي العام لشعوبهم للمطالبة بحقوقهم السياسية والمشاركة في الحكم بعد غياب الإرادة الشعبية لتقرير المصير وإستفراد الحكومات الملكية بالسلطة.
ومن المؤسف بأن أياد علاوي سيكون حصان طراودة لهذه المؤتمر حيث سيجول بهذا المؤتمر ويصول وعندما تنتهي مهمته في العراق ويستقوي أنصار هذه الدول ، سوف تهمشه الحكومات الاقليمية وحلفائهم الداخليين من البعثيين للوصول الى مقاصدهم الدنيئة.

حزب الطليعة الاسلامي
alslamic_talleaparty@yahoo.com
19/11/2005