العراق أولا ،، أيها الكرد الفيليون !!


في مقال للكاتب محسن جوامير يدعو اخواننا واخواتنا الكرد الفيليون الى التصويت لجهة واحدة دون غيرها ..
بدعوى إن القومية لابد لها أن تعلو على ماسواها .. ووضع لنا الاخ الكاتب جملة من المبادئ العامة تصب في هذا الاتجاه .. وكانت النتيجة هي محاولة لزيادة العزلة والتفكك لأبناء الوطن الواحد ونتائج هذه الدعوات سيأتي صداها بعد فترة من الزمن .. حينها سنصل الى نتائج لايحمد عقباها .
عميلة سلخ الاكراد الفيلية من وسط وجنوب العراق ومحالة إلحاقهم بكردستان العراق كلما اتى موعد الانتخابات .. باتت عميلة مكشوفة العورة .. ولاتنطلي على الاخوة والاخوات من الكرد الفيلية . فما أن يقترب موعد الانتخابات العراقية .. سواء الانتخابات السابقة .. أو القادمة .. حتى نقرأ ونسمع ونشاهد كيف يقوم بعض من كتّاب الاحزاب الكردية من ..كيف يتباكوا بكاء التماسيح على ( مظلومية ) اخوانهم الكرد الفيلية ..وكأن هذه المظلومية فقط تأتي في المواسم !!!!؟
فمأساة الاكراد الفيلية ممتدة في عمق المأساة العراقية .. ومرتبطة بحاضرة كل شريف عراقي من زاخو الى الفاو . وهي ليست وليدة الساعة .. حتى يقوم البعض بعرضها كلما اقتضت الحاجة الى دغدغة مشاعرهم اذا كان الشيعة وكما يغني البعض دائما بأنهم لم يبالوا كثيرا لمأساة الاكراد الفيلية .. ففي المقابل ماذا فعلت لهم الاحزاب الكردية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ماذا كان متوقعا من الشيعة ان يفعلوا اثناء مأساة الفيلية ؟؟ فالمأساة شملت كل الشرفاء في العراق سواء الاكراد الفيلية أو اهل الجنوب أو اهل الشمال ..ولأن الاكراد الفيلية كانوا يحملون معا في ان واحد صفتين معا ( التشيع والكردية ) فأن مأساتهم كانت مضاعفة .. لذا فليس من حق أحد أن يسلخ الفيلية من صفة دون اخرى .. فلايصح ان يحاول البعض ان يسلخهم من مذهبهم لحساب قوميتهم ..
وكذلك لايصح ان نسلخهم من قوميتهم لحساب مذهبهم .. فهم في نظري يعتبرون حلقة الوصل بين اهل الشمال والجنوب اخيرا .. دعوا الفيليين يختاروا مايشاؤو من قوائم .. فهم ليسوا بقصّر ولاقاصرين حتى ينتظروا من يدلهم على الصواب من الخطأ .. فهم وبدون مجاملة من أرقى مكونات المجتمع العراقي .. ويستطيعون بسهولة اختيار مايناسبهم من القوائم ..
فكما أقول أنا دائما .. زمن الوصاية الفكرية وحرية الاختيار .. قد ولى والى غير رجعة كلمة اخيرة الى للاخ الكاتب محسن جوامير ... اختلاف الرأي لايفسد للود قضية.

مصطفى الحسيني

المصدر: صوت العراق، 18/11/2005