لسنا ممن ينكرون أصلهم
لم تزل النبرة العنصرية الشوفينية من الأقلام المأجورة المحسوبة على الأحزاب القومية والطائفية تصب جام غضبها على الشعب الكوردي وبالأخص الزعمين الكوردين ، وتحاول بمحاولاتها الغوغائية لتزيف الحقائق التأريخية المتعلقة بالشعب الكوردي ، وتجريد الكورد الفيلية من هويته القومية ودس السموم بين أبناء شعبنا الكوردي ( فهي عملية أخطر وأقذر من التعريب ) من خلال كتاباتها ومقالاتها المنشورة في عدد الصحف العربية ومواقع الأنترنيت مضاد ومناوئ للشعب الكوردي وقضيته العادلة ، أن قراءة هذه المقالات أوسماعة هذه الأصوات أصبحت أعتيادياً لدى الشعب الكوردي والكورد الفيلية خصوصاً لقد أكتسبوا مناعة قوية أتجاه هذه الأتهامات الكاذبة والباطلة لأن هولاء الكتاب لا تمتلك مستوى من الثقافة التأريخية والسياسية والأجتماعية لأنها من جهلة ورؤوس خاوية من العلم والمعرفة لعدم معرفتها لجهلها خصائص شعوب المنطقة لكي تتمكن من تغطية كتاباتها ومقالاتها بنجاح ، لذا تستغرب المثقفين الشرفاء عن حجم التلفيق والأكاذيب التي تروجها بكل صلافة بدون حياء أو خجل هؤلاء الكتاب .
قبل أيام قرأت مقالة لا ترتقي الى مستوى الكتابة لأنها أشبه ما يكون بتقارير مخابراتية في عديد من مواقع الأنترنيت لأحد الكتاب المأجورين والمنافقين تحمل العنوان التالي ( الفيلية في مهب ريح أكراد الحزبين ) شن فيها هجوماً ظالماً وعشوائياً على الكورد الفيلية بسبب الأصطفاف حول القيادة الكوردية الفذة ، و يحاول تجريد الكوردي الفيلي من هويته القومية بحجة تخلى الكورد الفيلية عن دينهم وجعل القومية في المقام الأول ، ولم يدافع الكورد عنهم عند تهجيرهم ومصادرة أموالهم وقتل شبابهم في السبعينات والثمانينات في القرن الماضي ، وتحريضهم عدم تصويت للقائمة الكوردستانية لأنهم خارج سكنة المحافظات الشمالية الثلاث هو يقصد خارج أقليم كوردستان ولم يستفيدوا في حالة فوزهم في أنتخابات القادمة .
قبل الخوض في الموضوع لدي وقفة متواضعة مع السيد الكاتب ، وأحب أقول له بأن أسيادك لقد حاولت بكل أجهزتها وخبراتها الأعلامية الأساءة الى الشعب الكوردي وقادته التأريخية ، وجندوا أبواقاً وأشتروا أقلاماً وضمائراً للنيل منهم ، وكان الفشل الذريع والخيبة الأمل لهذه المحاولات الخبيثة والخسيسة ، أما مقالاتك لا تستند على حقائق والى أية مصادر علمية ولا تتوفر بها المعلومات الصحيحة ، بل محاولة لزرع الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الكوردي ، لأنك لا تبكي علىمذهب شيعي من أجل عيونهم ، وأتهام الكورد الفيلية لأبتعاده عن مذهبه ، بل أنك أجير ثابت فمقالاتك ضد الكورد لأرضاء أسيادك مقابل حفنة من الدولارات ، لماذا لم تكتب أو لم تتلفظ بكلمة واحدة إدانة لقتل وأنتهاكات التركمان الشيعة في تلعفر وعمليات تفجير السيارات المفخخة وسط الأحياء التي تشكل فيها التركمان الشيعة غالبية سكانها ؟
فلنبدأ من حيث الموضوع لتلك المقالة ! أصبح واضحاً بأن الكاتب لا يمتلك مستوى من الثقافة ولم يدرس تأريخ العراق وعدم معرفته عن أقليم كوردستان العراق يمتد من مدينة بدرة وجصان الى مدينة زاخو أي الى حدود تركيا ، لقد يتصور الكاتب بأن كوردستان ثلاث محافظات فقط ، ويدعي الكاتب أن الكورد لم يقفوا بجانب الكورد الفيلية في محنتهم ، وكأن الأخرين من أخوانهم في مذهب تبنوا الدفاع عنهم ووقفوا بجانبهم حين ألقي في السجن شبابهم وصودرت هويتهم وسلبت أموالهم وهجروا الى خارج الحدود العراق ، ولا يدري الكاتب ليس الكورد الفيلية وحدهم من ضحايا البعث بل شمل جميع أخوانهم من الكورد عندما أستخدم الطاغية ألأسلحة الكيمياوية وعمليات الأنفال وتهجير الكورد من مدنهم وقراهم ، وسيطرت عرب التعريب على الأراضي الكورد وأملاكهم ، كما سيطر البعثيين على الدور الكورد الفيلية وأملاكهم في بغداد ومدن أخرى .
أقول لهذا الكاتب الأجير لا تستطيع انت ولا غيرك بأي حال من الأحوال لأنسلاخ هذه الشريحة عن جسد الأمة الكوردية ، لأن أي شخص يستطيع يغير دينه أو مذهبه ولكن لا يستطيع أن غير قوميته كما يقال عنه لقيط كل من يتخلى عن قوميته ، ومن طبيعي أن يقف كل كوردي مهما كان مذهبيه ودينه ونوعه وشكله مع القائمة الكوردستانية كي يكون قوة لجميع الكورد في العراق الجديد .
لكني لا أعتب على من يحمل الفكر الشوفيني العروبي ، لأن ساطع الحصري المقبور هو الذي أرثى هذه الفكرة الشوفينية ولقطها من بعده مشيل عفلق وسوى ، لأن الحصري نفسه كان قبل ذلك أحد الطورانيين الذين يطبلون ويزمرون لكمال أتاتورك وهذا معروف لكل من قراءة سيرته الخبيثة .
محمود الوندي
المصدر: صوت كوردستان، 16/11/2005