( ســـ ) وما بعدها ... بين الحذف والتطبيق
كان يحدثني بحماس وتومض عينيه ببريق فرح ولا أدري لما هذا الفرح هل هو نتيجة ما سمعه وآمن به وصدق أم لأنه تمكن وبدعوة وجهت له من أجتياز اطواق الامن المضروبة ولقاء الرجل
المسؤول وهو احد رؤوساء القوائم الانتخابية
لقد قال وأكد بأنه (سـ ) يعمل على رفاهية المجتمع من خلال القضاء على البطالة والبطالة المقنعة .. و( سـ ) يحسن من واقع الخدمات بما يضمن الحياة الكريمة للمواطنين .. و(سـ ) يرفع من
مستوى التعليم و( وسـ ) يحارب الفساد الاداري و(سـ) يطبق خطة أمنية جديدة و(ســ) ...
هنا لم اجد بدا من الضحك ومقاطعته معتذرا له فلقد سمعت ما يكفي من (سـ) فقلت له
أن كان (سـ) يعمل كل هذا فنحن معه ولكننا راينا خلال فترة قصيرة رجال أعتلت الكراسي ونزلت منه وأعطت لنا (سينات ) كثيرة ولم تّفعل اي من تلك السينات لتحذف ويبقى الفعل، بل ما حدث
هو ابقاء السين فعالة وحذف ما بعدها ولا أدري ابقاء السين هذه هل هي لغرض الانتخابات القادمة ؟ والتي نحن بصددها الان .
ماذا فعلت لنا القوائم الانتخابية التي خرجنا ذات يوم متحدين التهديدات لأنتخابها ؟ لا شيء ، وشماعة التقصير موجودة وجاهزة للعرض ( الارهاب ) .. فلارهاب اصبح مبررا لكل شيء حتى لسرقة
اموال الشعب والتستر على المجرمين .. لنفتح صفحة واحدة وهي صفحة الفساد الاداري .. والتي بها يستمر الارهاب ويقوى .. ماذا تم بخصوص الوزراء المرتشين والمختلسين ؟ وزير الكهرباء
السابق وزير النقل السابق ووزير الدفاع السابق ووزير الداخلية الاسبق البدران .. الم نوصل باصواتنا رجال ونضعهم تحت قبة البرلمان ليحموا مصالح الشعب بالمطالبة والاستدعاء لكشف الحقائق ام
أن مصالح الحزب الذي ينتمون اليه والكتل التي انضووا تحت لوائها أولى بالحماية ؟ فالشارع الان يتحدث عن صفقة تمت مع الشعلان الذي اتهم بسرقة مليار دولار وسلط الاعلام عليها وتأملنا خيرا
في تساقط رؤوس الفساد ، فهذه المليار كافية لبناء عشر محطات كهربائية تحسن من واقع الحياة اليومية للمواطن الذي بدا بسبب انقطاع التيار الكهربائي من المعاناة حتى في لقمة عيشه .. ما هي
الصفقة التي يتحدث عنها الشارع سأنقلها كما هي وعلى المعنيين تبراءة أنفسهم امام الناس ولا يطالبون الناس بأثبات التهم .. ان الشعلان هدد بفضح ما يملك من أثباتات من تورط احدى الحركات
بالعمليات الارهابية من تصفية وتفجير وتفخيخ وهدد بكشف اوراق تثبت تورط وضلوع رئيس أحدى القوائم الانتخابية مع دولة مجاورة لتمرير مخططاتها وتآمرها والمقابل لستر العورة هذه السكوت
عن المليار وتعمية الموضوع بالسماح للشعلان بالدخول الى الانتخابات لعدم ثبوت التهمة .. اما وزير الكهرباء السابق والذي تدور حوله الشكوك في تحمله وتعمده الاضرار بالشبكة الكهربائية
ومحطاتها ليتقاضى عمولات من صفقات يجري التعاقد معها وأغلبها صفقات وهمية على اساس تحسين القدرة الكهربائية فنراه استتر خلف المعارضة السنية ليصبح احد خطبائها وقادتها ولكي اذا ما
تم استدعائه فسيتباكى ويبكي الاخرين من الطغيان الشيعي .. ووزير النقل السابق وصفقة الطائرات الاردنية الخردة التي اشتراها من الاردن .. ووكلاء وزارات ومدراء عامون أمتلاءت مخازن
شركاتهم ووزارتهم ببضائع اقل ما يمكن ان تقال عنها انها غير مطابقة للمواصفات لكي تستقر فرق الاسعار في جيوبهم وجيوب من حولهم .. ورياح الفساد تمر ولم يستجرأ احد من رجال البرلمان
على نقل على الاقل نقل ما يدور في الشارع للمناقشة والاستفسار .. ولِمَ يفعل البرلماني ذلك ما دام انه ان ناقش او استفسر او لم يفعل سيقبض في نهاية الشهر راتبه البرلماني خمسة الاف دولار ) ..
وكما اخبرني أحدهم ( والعهدة على القائل ) أن احد النواب لم يكن يملك اربعين الف دينار طبع حين فتحها الله عليه وأصبح برلمانيا اخذ يوفر من ذلك الراتب اربعة الاف دولار او أقل قليلا ولسان
حاله يقول لو دامت لك ما وصلت غيرك على أمل أن يفتتح مشروعا في الاردن او سوريا بالمبلغ الذي تم توفيره بالمشاركة ويستخدم علاقاته التي كونها خلال وجوده في البرلمان لتصريف منتجاته
.. فهل نأمل من برلمانيين كهذا خيرا ؟ هل سيقبل هذا البرلماني ان يحرق اوراقه بالمسالة والاستدعاء للوزراء وفي راسه تدور مثل هذه الافكار ... لا أعتقد كما لا يعتقد غيري ذلك او يأمل في
امثال هؤلاء خيرا ...
أذن لمن نعطي صوتنا في الانتخابات القادمة هل نعتكف في البيوت ونقاطع الانتخابات ؟ بالتأكيد لا ولكن علينا أن نفعل صوتنا لكي لا يستغل .. علينا أن لا ننجرف خلف معسول الكلام هذه
الانتخابات ستوصل رجال لمدة اربعة سنوات فعلينا اختيار الافضل والتحري عن الافضل ولا نجعل بصائرنا في عمى عن الواقع استجابة لعاطفة .. ولا تغركم (سـ ) التي تقال الان لآنها ستبقى
ويحذف على الاغلب ما بعدها .. والله اعلم
علي الكلاواي
ali_alkalaway@yahoo.com
15/11/2005