حقيقة الارهاب في ارض العرب (1)
انفجارات متنوعة يتفنن منفذوها في اساليبها ، هذا يفخخ سيارة بمئات من الابرياء وذاك يفجر حزاما" ناسفا" في جسده وينهي حياته التي غالبا" ما تكون دون قيمة بالنسبة له ، معاناة دائمة من الاحباط
والاهما ل والفقر ، الذي يملاء قلبه وحياته بالكره والحقد على كل البشر وخاصة الذين يتمتعون بحياة امنة وهادئة ومستقرة وسعيده الى حد ما ، اما من يقوم بتلك الاعمال فهو غالبا" مايكون شخصا"
مر بتجربة عاطفية فاشلة وقفت الظروف الاجتماعية السيئة والبالية حائلا" امام نجاحها ، وهي نفس الظروف التي تحرم عليه الارتباط بنفس المرأة اوغيرها كصديقة ، كونها من المحرمات اجتماعيا"
اكثر منه دينيا" عند المسلمين وحتى عند غيرهم الذين يشاركونهم الوطن، في بلاد العرب ، او مشاكل عاطفية اخر في معظم الاحيان، ولم يقتصر ذلك على الشباب الذكور فحسب بل تعداه الى الاناث
اللواتي اصبحن هن الاخريات رافضات ومتمردات على الواقع الذي يعشنه ولنفس الاسباب والظروف انفة الذكر وخاصة في المجتمعات العربية والاسلامية التي اصبحت تعيش في السنوات الاخيرة
تناقضا" ملحوظا" بين التعصب الاعمى تجاه كل شيء او الانفلات المطلق من كل التقاليد والاخلاق والقيم المثلى التي بقيت تحافظ على توازن تلك المجتمعات وحمايتها لعقود طويلة من التفسخ
والانحلال،الامر الذي دفع ويدفع اؤلئك الفتيات او النساء نتيجة لكل ذلك الى انهاء حياتهن في اوقات كثيرة ليس من اجل الله والجهاد والشهاده او الوطن كما نسمع كل يوم في نشرات الاخبار بل
للهروب من الواقع المرير الذي يعشنه ولان الله حرم قتل النفس حتى لو كانت من قبل صاحبها على عكس نظرية هؤلاء التي ابتدعوها اذ تحكم بعكس تعاليم الله ، فان اؤلئك الفتيات والشباب لايجرؤن
على الانتحار خوفا" من جحيم جهنم معتقدين انهم بافعالهم الاجرامية التي يقومون بها سيظفرون بجنات النعيم ورضى الله عليهم ،والله وحده يعلم بنيات هؤلاء البشر .
وفي حالة اخرى يتفق مجموعة من هؤلاء الشباب الضائعين المحبطين المكبوتين ( وهذا ما يفسر ان معظم من يقوم بالتفجيرات والقتل والتخريب والتدمير هم من الشباب) يتفق هؤلاء على تنفيذ اعمالهم
الدموية الاجرامية وينسبون انفسهم الى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم او الى دين الاسلام ، جند محمد ومجاهدين الاسلام او غيرها من التسميات التي يحاولون بها اللعب بمشاعر المتعصبين
تعصبا" اعمى من الاسلاميين والاصوليين الذين اساؤا للاسلام اكثر من اليهود الذين يرمون بالتهم عليهم في كل مصيبة تصيب الاسلام والعرب بمئات المرات ، ويرسموا للاسلام صورة قبيحة
مشوهة على عكس الصورة السمحاء ، وبدل من يقدموا في كل فعل يقومون به نموذجا" للاسلام الحقيقي المؤمن بالحرية والمساواة والسلام والحب ، يقدمونه بانه دين الاجرام والقتل والذبح والارهاب
وها نحن كل يوم نرى مثل هؤلاء الاوباش المرضى المنحرفين ينفذون اعمالا" اجرامية تجاه هذا البلد او ذاك دون اي تمييز ودون اي هدف سوى اثارة الفزع والخوف والهلع في نفوس كل البشر
مهما كانت الوانهم واجناسهم ولغاتهم ، وليس ضد الكفر كما يدعون ترى هل يطبق هؤلاء بما فعلوه ويفعلوه ما جاء بكتاب الله ( انا خلقناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وكم من
هؤلاء يفهم معنى هذه الاية والمعنى السامي الذي ارادها الخالق من خلالها لبني البشر ؟؟ هل بقي لدى اي عاقل اي شك بان هؤلاء الضائعين المجرمين لايعملون من اجل ارضاء الله الفوز بالجنة وان
ما يدفعهم لتلك الافعال هو الحصول على حفنه من الاموال لاشباع رغباتهم الخاصة وتنفيس كبتهم ، وتشويه صورة الدين الاسلامي الحنيف باسهل واسوأ الطرق.
لكن ما يثير غرابتي هنا ان يدافع بعض المنظرين الذين افرزتهم حرب تحرير العراق من الطاغية ، والاوضاع الملتهبة والفوضى العارمة التي تعيشها ارض العرب ، وينعتونهم بالمقاومة ، فهل يا
ترى يتشرف مقاوم ومدافع عن حق له بقتل الابرياء وتدمير الخدمات العامة التي يستفيد منها البشر، وهل سمع احدكم على مر العصور او قرأ في كل كتب التاريخ عن مقاومة كهذه؟؟ وللحديث بقية
.
اكرام الراوي ـ لاهاي
13/11/2005