مات أبو الثلج عزّوز وعلومه !!


أصدرالبعثيون بلاغاً أعلنوا فيه أمس موت عزت الدوري موتاً طبيعياً ( يعني الحمد لله مات على فراشه مو بساحات الوغى )، وسواء كان هذا البلاغ صحيحاً، أوكاذباً، فأن خبر موت عزت الدوري لايساوي أكثر من (ست أدراهم ) لأن عزت الدوري نفسه ، لايساوي في القياسات السياسية ، أو العسكرية، أوالأجتماعية ، أوالتعبوية أكثرمن ستة دراهم !! فقد أسقطه الشارع العراقي أسقاطاً أجتماعياً وسياسياً تاماً، وجعله( ملطشة ومنكتة ) منذ سنين بعيدة، والويل الويل لمن يدخل (مزاج العراقيين) ويصبح على لسانهم، فقد كان قبل عزت الدوري أشخاص كثيرون ، أبتلاهم الله ببلائه ، فرماهم عصفاً الى أفواه وألسنة العراقيين، ولم يغادروا تلك الأفواه الفكهة ، والألسن الباشطة ، الاَّ وقد أصبحوا مثل (حضينة الطفل) ولعل من أبرزهذه (الحضاين) أو الأسماء(عفواً) :- الرفيق المؤسس ميشيل عفلق ، وبطل أنتصارالخامس من حزيران الرئيس جمال عبد الناصر، والمناضلة القومية (حسنة ملص) والمناضل العروبي( داود اللمبجي) ورئيس الوزراء العفيف جداً طاهر يحيى(أبو فرهود) والرئيس الذي( صعد لحم ونزل فحم )عبد السلام عارف ،( وخال السيد الرئيس ) الحاج خيرالله طلفاح وكنيته( حرامي بغداد ) ، وكذلك والدة السيد الرئيس المرحومة ( صبحة ) - التي قيل فيها من التعليقات ، والتشبيهات ، والأوصاف ، والنوادر مالم يقال من قبل ، في كل قواميس الصابونجية ، والميدان ، وشارع النضال، والفوار، وأبو شعير، وشارع بشار في البصرة القديمة !! حيث لايذكر العامة أسم صبحة الاَّ ومعه ( أم سبع رجولة )!! مع أن المسكينة صبحة ، وبشهادة شيوخ تكريت وعجائزها، لم تتزوج غيرأربعة (وبس)!!

نعم لقد (لعب العراقيون طوبة) بهذه الأسماء الكريهة، وجعلوا منها أضحوكة، ومسخرة ، في الشارع العراقي، حتى أصبحت( سالفة لليشتري والمايشتري)!! وحين جاء دورعزت الدوري ، وتم أستلامه في الشارع العراقي، حيث دخل (مزاج) الناس وبدأ (الشغل عليه) مبكراً جداً، وللحق فأن عزت الدوري قدم نفسه بنفسه الى لوذعية الشارع العراقي، وكأنه يقول (يلله أجيتكم برجلي أشتغلوا ) أذ أن هيئته ( المخربطة ) وملامحه الكاريكاتورية ، وصبغته الحمراء الناشزة ،وغباءه المزعج، وهزال شخصيته وضعفها، وبلادته المعروفة ، وأميته التي تفوق بها على (زملائه) في القيادة القطرية،فضلاً عن (لواكّته) غيرالطبيعية ، وسذاجته الأستثنائية ، أضافة الى عدد آخرمن ( المواهب ) الفريدة التي يتمتع بها سيادة النائب ، ساعدت على رسم صورة فنطازية خاصة لدى المواطن العراقي البسيط، وأيضاً خلق هيئة معينة لشخصيته المضحكة في أذهان الناس، تلك الشخصية التي تلاقفها الشارع العراقي، وراح يلعب بها كما يشاء، وأقسم بأني كنت قد أنتبهت لغباءعزت الدوري مبكراً، فألتقطت صورته الهزيلة والضحلة ( يشاركني في ذلك مجموعة من الزملاء والأصدقاء) قبل ثلاثين عاماً!! حيث كنت ألعب في فريق المشاة ( سمي بعد ذلك بأسم قوات نصر) وقد كان يضم آنذاك عدداً كبيراً من اللاعبين العراقيين المرموقين،الذين كانوا يقضون خدمتهم الألزامية في الجيش العراقي ، منهم على سبيل المثال ، هادي أحمد وضرغام الحيدري، وحسن سداوي، ولطيف لبيب ، ورزاق خزعل، وعادل علوان وحسام نعمة، وكان يدرب الفريق وقتها المدرب كاظم صدام ( الشقيق الأكبر للاعبين الدوليين كريم ونعيم صدام )

ولأن كاظم صدام صديقي، فقد أنتدبني للعب مع الفريق، على الرغم من أعتزالي اللعبة، لينقذني من ملاحقة جنود الأستخبارات العسكرية، ومراقبتهم الشديدة لي ، على الرغم من أنبثاق مايسمى (بالجبهة الوطنية)!!المهم أن فريقنا تغلب في بطولة دوري القوات المسلحة ، على فريق القوة الجوية الذي كان يضم آنذاك نصف لاعبي المنتخب الوطني ، بما فيهم اللاعب الكبير كاظم وعل،واللاعبين الدوليين ناظم شاكر وكاظم شبيب وغيرهم، وصعدنا بهذا الفوزالى المباراة النهائية، لنلعب أمام فريق الحرس الجمهوري ( الذي تشكل حديثاً ) والذي طعِّم بعدد من لاعبي منتخب الشباب العراقي ، الذي كان قد فاز تواً ببطولة آسيا ، بعد أن تغلب على منتخب شباب أيران في تلك المباراة التأريخية المشهورة ، وقد أخبرنا المسؤولون عن الفريق بأن ( السيد عزت الدوري وزيرالداخلية ، ونائب مسؤول المكتب العسكري لحزب البعث سيرعى مباراتنا النهائية ) كما أنها ستنقل من التلفزيون مباشرة ، وفعلاً حضرعزت الدوري الى ملعب الشعب، وحضر جمهور كبير، كما نقلت المباراة تلفزيونياً ، وقد أنتهت المباراة بفوز فريقنا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لفريق الحرس الجمهوري، وقد سجل هدف الخصم في مرمانا، للأسف مدافعنا الأسمرحسام نعمة ، عن طريق الخطأ ، وحين تم توزيع الميداليات على لاعبي الفريقين ، فوجئنا جميعاً بأهتمام غيرطبيعي من قبل راعي المباراة ( السيد عزت الدوري) وأحتفائه باللاعب الأسمر حسام نعمة ، ثم قال له بصوت مسموع : (أن الهدف الذي سجلته اليوم هوأجمل هدف أراه في حياتي ، فسلمت يا أبو سمرة وسلمت قدمك التي سجلت بها هذا الهدف) !! أرتبك اللاعب حسام نعمة ، وتعثرت أقدامه بقدم زميله الذي جاء بعده لتسلم ميداليته ، حتى كاد أن يسقط على الأرض ، مما جعله يمضي مسرعاً الى ( المنزع ) وهو يبكي من شدة التأثر، فقد كان حسام يظن بأن السيد الوزير كان ( يسخر منه أويستهزأ به) وما أن دخلنا المنزع ووجدنا حسام يبكي، حتى صاح به اللاعب عادل علوان ضاحكاً(لك حسام بشرفي، هذا الوزير مايستهزأ بيك ، بس هومطي وميفتهم،عباله أنت جبت الكَول على الخصم ، مو على فريقك، لأن هذا المطي مايعرف منواليلعب، وضد من يلعب)!! ضحكنا وقتها ، وخرجنا من المنزع لنفاجأ بضابط الألعاب وهو يخبرنا بأن الوزير عزت الدوري قررمنح كل لاعب سجل هدفاً مئة دينارتكريماً له ، بأستثناء اللاعب حسام نعمة ، فقد كرمه بمبلغ مائتي دينار( لأن الهدف الذي سجله حسام أجمل أهداف المباراة ، كما يقول السيد الوزير) وهنا قفزعادل علوان الى حسام وهويقول (ها أشكَتلك حسام، موكتلك السيد الوزيرمطي)؟

فتصورعزيزي القاريء، أن مسؤولاً كبيراً يرعى مباراة نهائية تستغرق ساعتين تقريباً ، ومنقولة تلفزيونياً ، ولا يعرف الفريقين اللذين يلعبان، بل ولا يميز بين مرمى هذا الفريق ، عن مرمى الفريق الآخر، فأية مهزلة تلك؟!! ومنذ تلك المباراة التي مضى عليها ثلاثون عاماً ، وأنا ومعي عدد من لاعبي ذلك الفريق، ونحن نرمز لعزت الدوري( بالمطي) أذ يكفي أن يقول أحدنا كلمة (مطي) لنفهم حالاً بأن المقصود هو ( عزوز )!! ألم أقل لكم بأني أكتشفت ( حمارلوغية أبو العز ) مبكراً ؟!

ومما لاشك فيه ، أن خيال الشارع العراقي خصب جداً ، وأن مزاجه خطير للغاية ، وذو حساسية مفرطة ، أذ ما أن يستقر مزاجه على ( فلم فكاهي) حتى يغسله غسلاً ، وما أن يلقف صورة ( لشاذي) مثل أبو العز، حتى (يبهذل أحواله) تماماً، لذلك فقد أستقبل (خلقة) وضحالة، ونتانة شخصية عزت الدوري بما ( يليق ) بخاصة وقد تعرف على أصل شغلته كبائع ثلج، وهو لعمري ليس عيباً ، لكن العيب أن يقفز بائع الثلج الى مصاف الجنرالات الكبار دون أستحقاق ومعرفة، وأن يحمل على كتفه الهزيل رتبة فريق ركن ، وينسب له منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، وهوالأمعة المتخلف الذي لايفرق بين( اليس ، وبين اليم ) في المسير العسكري العراقي !! أذاً هنا تكمن المأساة ، وليس في مهنة الرجل الأساسية ، لذلك فطن الشارع العراقي الى مهنة (السيد النائب) الأولى، فأستثمرها في التندروالسخرية والضحك حد التخمة ، ومن الجدير بالذكر،أن خبرموت عزت الدوري، الذي تصدر نشرات الأخبار في الكثيرمن القنوات الفضائية العربية والعالمية (ليس لأهمية عزوزالتأريخية طبعاً ) أنما لأن بعض القنوات الفضائية العربية (تريد أي عزه عراقي حتى تلطم بيه ) !! أقول أن جميع القنوات التي أذاعت هذا الخبر، بما فيها قناة ( السي أن أن الأمريكية ) أشارت ضمن تقاريرها المصورة الى مهنة (الثلج) التي كان يمارسها الدوري ، وهو أمر ليس مألوفاً في المناسبات المماثلة سابقاً ، حتى وصل الأمر، الى أن تقوم قيادة حزب البعث التي أصدرت البلاغ ، بالأشارة في بلاغها المذكور الى أن ( الحزب أشترى دكاناً لبيع الثلج لكي يعمل به الرفيق عزت الدوري، ويسترزق منه، بعد أن أنهى الدراسة الثانوية) !! وهو أمر ليس صحيحاً بالمرَّة ، فلا عزت الدوري أنهى الدراسة الثانوية ، بل ولا حتى المتوسطة،ولا الحزب أيضاً أشترى له دكان لبيع الثلج، لسبب بسيط هوأن الدوري لم يكن آنذاك قد أنتسب لعصابات البعث بعد ، ثم لماذا يشتري له الحزب دكاناً لبيع الثلج ، ولم يشترله مطعماً مثلاً ،أومحلاً لبيع الخضرة ،أوفرناً للخبز، أو سيارة للأجرة، وهي مصادر مربحة أولاً، ومقبولة أجتماعياً ثانياً ، بخاصة وأن( شغلة الثلج شغلة فاكَسة ومابيها حظ )؟!

وأنطلاقاً من ( الخصوصية الثلجية الدورية ) فقد أنطلق المزاج العراقي بعيداً في تحليقه ، حتى أنتج عشرات النكات والنوادر حول شخصية عزوز(أبوالثلج ) كما نسج عشرات الخيوط العنكبوتية، وهي تلتف على شكل أسئلة فكهة عن عزوز ، ومن هذه الأسئلة :-

(ليش عزت الدوري بارد) ؟! فيجيبه الآخر: (لأن جذوره مثلجة)!! وهكذا دواليك تتناسل الأسئلة حول شخصية أبو الزوز، وتتواصل الأجوبة عنه بشكل كاريكاتوري ساخرفكه!!

أما عن غباء عزت الدوري فحدث من النكات بلا حرج ، أذ أطلق الشارع العراقي عشرات ، بل مئات النكات والتعليقات والنوادر حوله ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( سألت زوجة الدوري فحلها قائلة :- أبو أحمد ، انت نائب الرئيس ، ليش ما تروح تزور دوائر ، وتتفقد مدارس ومستشفيات مثل صدام عد ما كان نائب ، فضحك عزت، وقال لها أتدللي أم أحمد أتدللي، لحظات وأبوأحمد يقف في باب أحدى المدارس ومعه حمايته ومرافقوه ، حيث راح يضرب جرس الباب بعصبية وهو ينادي على حارس المدرسة ، وما أن رآه الحارس ،حتى جاء راكضاً ، قال له عزت : ولك شو ماكو المدير ، ولا المعاون ولا المرسين ، ولا الطلاب، وين راحوا ؟ ضحك الحارس وقال له : شنو القضية أبو أحمد ، اليوم جمعة وماكو دوام ) !!

وحول ضحالة شخصيته ، وضعفها ، أطلق المزاج العراقي سلسلة من النكات عنه ، أذ سألتقط واحدة منها ، للأشارة ليس أكثر ، والنكتة تقول ( سأل عزت الدوري زعيمه صدام قائلاً :- سيدي أبو عدي ، ليش كل رفاقي أعضاء القيادة أنطيتهم قنادر أم القيطان ، وآني أنطيتني قبقلي بلا قيطان ، ضحك صدام وقال له : لأن أنت ماتحل ولا تربط ) !!

ولا أظن أن شخصاً عراقياً ، حظي بتندروسخرية ، وأحتقارالعراقيين أيضاً ، مثل عزت الدوري،أذ كان يكفي ظهوره على شاشة التلفزيون العراقي،حتى يستعد العراقيون للضحك والتعليق عليه في بيوتهم، أو محال عملهم ، أويستعدون لأستقبال لقطة كاركاتيرية جديدة ، سوف يبدع فيها أبو الزوز حتماً ، كأن يحتضن سيده صدام ، ويشم عنقه ووجنتيه بقوة ، أو وهو يقبل كتفيه ، أو وهو ينحني سجوداً الى الأرض أمام ملهمه العقيم ، وكأنه يؤدي طقساً بوذياً ممسرحاً بين يديه ، أو وهو يلقي كلمة ذليلة في حضرة قائده المفدى ، كلمة كريهة عفنة، بصوت كريه وعفن أيضاً، وبنبرة ( باردة ) جداً !! أذاّ ، فأن شخصاً بمثل هذه (المواهب الفطيرة) والضحلة ، وبهذه الخصال القذرة ، جدير بأن ينال الأهمال وعدم الأهتمام التام، ويستحق عدم الأحترام أيضاً ، ليس من العراقيين فحسب ، بل ومن مختلف الطوائف والشعوب والملل في العالم ، لذا فلم يكن غريباً قط ، أن يتناول العالم أمس خبر موته بمسحة ساخرة وهزلية ، تنم عن أحتقار العالم لهذا الآراجوز المضحك، الذي شغل يوماً منصب نائب رئيس دولة ( العراق العظيم ) وأستفحل أيضاً في أوقات ، وظروف، ومواقف عديدة على العراقيين العزل،فذبح بيده الراجفة الكثيرمنهم،وقتل بكفيه المريضتين مئات العراقيين الأبرياء في ناحية الفهود في الناصرية ، وقرى الجنوب الأخرى ، وكذلك في قرى كردستان الأغر، نعم لم يكن غريباً قط أن ينظرالعالم الحر الى هذا المسخ بهذه الصورة الساخرة ، والاَّ لماذا وكيف تستذكر كبريات القنوات العالمية ، مثل السي أن أن وغيرها من القنوات العالمية المحترمة، خلفيته الثلجية دون غيره ، ولماذا تتحدث جرايد جادة ورصينة مثل التايمز، والواشنطن، عن هشاشة المستوى الثقافي والتعليمي والفكري لنائب صدام عزت الدوري ، في موقع وأستذكارلا يحتاج لمثل هذاالذكر قطعاً ؟!

وأخيراً ، فأن أفضل تعبيرسمعته حول موت هذا الأمعة ، هوتعليق الدكتورالجعفري ، حين سأله أحد الصحفيين عن رأيه بموت عزت الدوري ، أذ قال : ( أنه خبر جيد ، على الرغم من أني شخصياً أعتبرعزت الدوري ، وجماعته ، قد ماتوا منذ فترة طويلة ) !!

ورأيي يتفق مع رأي الدكتور الجعفري، وأضيف على ذلك بالقول: بأن صدام مات ، وطه الجزراوي مات ، وعزت الدوري مات، وبرزان ووطبان والكيمياوي وكل أقطاب النظام البائد ماتوا ، فليس مهماً أن يكونوا الآن أحياء فوق الأرض، أوموتى مدفونين تحتها ، لأنهم دفنوا في واحدة من مزابل التأريخ، منذ وقوفهم في صف أعداء الشعب العراقي!!

لذلك ، وجدنا أن العراقيين لم يتفاعلوا، بل ولم يكترثوا لخبر موت عزت الدوري ، على الرغم من أن ثمة من حاول أضفاء صفات خارقة وأسطورية على شخصيته الضحلة ، وتصويره قائداً (للمقاومة العاهرة) لذلك ، فأني أعتقد بأن لم يعد مهماً ومفيداً اليوم، التأكد من أن عزت الدوري قد مات فعلاً ،أم هي فبركة سورية عفلقية،لأنقاذ (أبو ركَبة العارية ) من مشنقة الحق العراقي واللبناني والسوري ، وحقوق آلاف الأبرياء والضحايا الآخرين ، ولكن ولكي نكمل سخريتنا من عزوز أبو الثلج ( ونندلق ) مع المزاج العراقي الرائق ، تعالوا نحتفل على طريقة مطربنا الكبير( أبويعكَوب ) يوسف عمر ، وهو ينعى موت القواد الشهير ( داوود اللمبجي ) وننشد معه جميعاً : ( مات أبوالثلج عزوز وأعلومه )!!

فالح حسون الدراجي / كالفورنيا
falehaldaragi@yahoo.com

المصدر: صوت العراق، 13/11/2005