ماذا قدمت حكومة الجعفري للكرد الفيليين؟


تعتبر شريحة الكرد الفيليين من أكثر الشرائح العراقية التي تعرضت للظلم والأضطهاد والتهميش من قبل النظام الصدامي السابق. فلقد جرت أبشع عمليات التطهير العرقي بحق هذه الطائفة والتي يقل نظيرها في القرن الحالي. إذ جرى سلب الهوية العراقية عنهم ، وتم الأستيلاء على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة وتم سوق الشباب والرجال منهم الى السجون الصدامية الرهيبة، فيما تركت النساء والأطفال يعبرون فوق حقول الألغام المنتشرة على الحدود العراقية الأيرانية.
ولقد تسامى الفيليون فوق جراحهم وساهموا في الحركات الوطنية العراقية المختلفة في معركتها لأسقاط النظام الصدامي الهمجي. ولقد دفع الكورد الفيليون بقوافل من الشهداء ثمنا لمعركة تحرير العراق. ولقد عانى الكورد الفيليون الأمرين في المهاجر نظرا لفقدانهم اوراقهم الثبوتية ونظرا لمصادرة أموالهم وممتلكاتهم. إلا أن الأمل كان يحدوهم في أن تعاد لهم حقوقهم المسلوبة خاصة وأن من يتصدى لأدارة البلد اليوم هم رفاق الأمس المظلومون من شيعة وكرد ولكن الفيليين قد صدموا بالعهد الجديد!!!

فأموالهم المنقولة والتي صادرها النظام السابق لم تتم إعادتها أو تعويضها ، وأما جنسيتهم العراقية وهي حقهم الطبيعي بإعتبارهم من أقدم الأقوام التي سكنت هذه الأرض فلم تعاد لهم لحد اللحظة.
فعندما يراجع الفيلي دوائر الجنسية في العراق يطلب منه إبراز وثائقه التي صادرها منه نظام صدام، وأصبح الفيلي يعيش دوامة بسبب إستمرار السياسة الصدامية فيما يتعلق به. إذ يبدو بان صدام نهج وليس فرد يعيش في نفوس الكثيرين ويتحكم بسلوكهم وممارساتهم. وللأسف فان الحكومة الأئتلافية التي يرأسها إسلامي لم تستطع أن تصدر تشريعا يعيد الجنسية للكرد الفيليين إذ يبدو أن البعض يريد التقرب الى الله سبحانه من خلال تحويل الكرد الفيليون الى( بدون) في بلدهم العراق، فيما تحول الوافدون الى سكان اصليين يتحكمون بأهل البلد.

وأما أملاك الفيليين الغير منقولة فمازالت مغتصبة ومحتلة ممن لاضمائر لهم. ومن عجائب الأمور في العراق الجديد أن الفيلي الذي عاد الى الوطن اضطر الى السكن عند الأقارب أو الى تأجير بيت للسكن وبإجار عال في الوقت الذي يرى فيه بيته محتل ومغتصب من قبل عائلة أخرى والحكومة لاتحرك ساكنا، بل إنها وضعت هذا الملف الحساس والشائك على الرف وعلى الطريقة المصرية (يبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر الرجوع للقضاء). فهل هناك ظليمة أكبر من هذه الظليمة أن تسلب اموال وأملاك عائلة مسلمة ومن قبل من يدعون أنهم مسلمون فيما يسكن المالك الأصلي في العراء؟ إنها الظليمة في قلب العالم الأسلامي وفي بلد الحضارات وفي ظل حكم الأسلاميين والوطنيين الأكراد.

وأما دماء شهداء الكرد الفيليين الذين قدموا قرابة الخمس وأربعين الف شهيد وهي أعلى نسبة من الشهداء بين كل المقومات العراقية المختلفة ، فلم يتم ولحد هذه اللحظة إعتبارهم شهداء ولم يتم تعويض عوائلهم أو إنصافها. لقد بدأالياس يدب في نفوس الكرد الفيليون فعندما يكون الحال هكذا في ظل حكومة الأسلاميين والوطنيين الكرد، فكيف سيكون الحال لو عاد البعثيون للحكم؟

لكل هذا وذاك فلابد للكرد الفيليين أن يأخذوا زمام المبادرة بأيديهم وأن يسترجعوا الحقوق بأنفسهم إذ يبدو أن الجرح لايؤلم ألا من به الألما. وهذل الأمر لن يتحقق إلا بأنتخاب ممثلين حقيقيين للكرد الفيليين لايبيعون مصالح الشريحة من أجل كرسي نيابي يمن به عليهم هذا الفريق أو ذاك، وأن لايكون هؤلاء الممثلون تحت سلطة هذا الحزب أو ذاك الذي يفرض عليهم سياسته ويسعى للوصاية عليهم ولاهم له سوى كسب أصوات الكرد الفيليين .

واليوم فأن الفرصة مواتية للكرد الفيليين ليأخذوا زمام المبادرة لأستعادة حقوقهم وذلك من خلال إنتخاب ممثلين عنهم من المخلصين والمضحين ومن أصحاب الكفاءة وذلك من خلال إنتخاب القائمة رقم 632 قائمة الأئتلاف الكردي الفيلي الموحد والتي يرأسها ابن الفيليين البار الدكتور ثائر الفيلي المستشار الأقدم لوزارة الأعمار والأسكان ورئيس لجنة الأستثمار السكاني في العراق فهي أمل الفيليين في إستعادة حقوقهم المغتصبة.

محمد الفيلي

المصدر: موقع افكار، 13/11/2005