قناتنا العراقية هل هي مستقلة؟


الفساد ظاهرة قبيحة تدل على تدني في القيم الاخلاقية ، والقيم الاخلاقية التي تربينا عليه والمتعارفة عندنا في مجتمعنا العراقي والنابعة جلها ان لم نقل كلها من تعاليم الاسلام من الايات القرانية ومنها من الاحاديث النبوية الشريفة ومنها اقوال الائمة (ع)، وهذا لايعني ان لا نواكب العصر في تطوير القيم الاخلاقية نحو الافضل وليس نحو الاسوء ، وهناك تفاسير فلسفية اخرى للقيم الاخلاقية لا اود ان ادخل فيها ولكن اود التعليق على انحطاط القيم الاخلاقية في بعض المؤسسات الحكومية ولو ان كلمة مؤسسات غير دقيقة لان لا يوجد مؤسسات كمؤسسات بل دوائر تابعة لاحزاب وقوى فكل حزب له السلطة على دائرة معينة ، وهذا لا يعني ان كل الاحزاب المشتركة في الحكومة الحالية ضالعة في الفساد او كل الافراد في تلك الدوائر المستشرية فيه الفساد بالضرورة يكونوا فاسدين ، ولكن الحديث بصورة عامة يقتضي هذا الوصف وعندما نجد افراداً معينين غير ملتزمين فسنوجه النقد لهم بالاسم ولن اكون نادماً او خائفاً لانني مستقل وحر نفسي ولست بالكاتب المحترف وانما الكتابة عندي هواية . نعود الى نوع من انواع الفساد وهو الاقصاء واليوم حديثنا موجه الى قناتنا العراقية لكي نسألها بعض الاسئلة وهذه الاسئلة هي .... هل هي قناة مستقلة ام قناة تنفذ سياسة الحكومة دون انتقاء الصواب من الخطأ ؟ وهل هي تتعامل مع كل اخبار العراقيين كأسنان المشط؟ ومهما تكن اجابة الاخوة العاملين في قناة العراقية فهناك نقاط عديدة تؤخذ عليها ومن هذه النقاط التمادي في الدعاية لرئيس الوزراء الجعفري دون غيره من الشخصيات الاخرى ، وعدم الحيادية في التعامل مع الاخرين او محاولة اقصاء الاخرين... لا اريد ان اطيل في الموضوع ولكن من خلال متابعتي لقناة العراقية في الايام القلية الماضية وجدت ان القناة قد غطت مؤتمرات صحفية للتكتلات والقوائم التي ستشارك في خوض مضمار السباق لكسب اصوات الناخبين ولكنها اغفلت عن نقل وقائع المؤتمر الصحفي للائتلاف الاسلامي في قصر المؤتمرات، ونريد ان نسأل قناتنا ياترى هل هذا الاغفال متعمد ومقصود ام غير مقصود؟ وان كان متعمداً ومقصوداً فلن تبقى لقناة العراقية اي مصداقية ، وان لم يكن مقصوداً فعلى القناة ان تعطي التبرير الشافي والوافي ولو اني لا اصدق اي تبرير لانهم لا ينسون الدعاية للجعفري وبذلك يتناسون الغير متعمدين!!! ان العراقية تنفذ سياسة الجعفري وهذه القناة منحازة للجعفري بالرغم ادعاء غير ذلك من قبل القائمين على هذه القناة.
اود ان اقول بعض الكلمات لكي نبني دولة مؤسسات علينا ابعاد المؤسسات عن الصراعات السياسية وان نجعلها حيادية وفي خدمة جميع العراقيين لا ان تسخر السلطة هذه المؤسسات لنفسها ، بل على السلطة تسخير نفسها في خدمة الشعب من خلال هذه المؤسسات ، فيقال خادم القوم سيدهم ، ومنطقياً نستطيع القول ان سيد القوم خادمهم ، لا ان يستعبدنا هذا السيد ويسخرنا لخدمته ونكون عبيد طيع امره فما الفرق بين بدايات حكم الطاغية وحكومة الجعفري لقد بدء البعثيون باقصاء اعدائهم بسفك الدماء والجعفري يقصي الاخرين تحت مظلة الديمقراطية ، فالحالتين متشابهتين ليس في الاسلوب ولكن في الهدف
!!!!
انا لا اوجه نقدي الى اي شخص للانتقاص من شخصه فلا انتقد الجعفري المناضل بل الجعفري الرئيس الذي لم ينفذ اي شيء من الوعود الانتخابية ، انا لا انتقد مامه جلال المناضل بل انتقد رئيس الجمهورية جلال الطالباني ،اغلب الذين الان في الحكم كانوا مناضلين ولا يستطيع المرء ان ينتقدهم على نضالهم ضد الطاغية ولكن نقدنا لمناصبهم التي بها نسوا هموم الفقراء والمستضعفين ونسوا اليتامى والفقراء والارامل ،نعم لقد مدحت وزير داخليتنا لموقفه الشجاع في رده على الديناصور الاعرابي من ال قرضوب (ال سعود) وهو لم يقم الا بواجبه اتجاه ناخبيه ورده ذلك وسام شرف لكل العراقيين الخيرين وانتقدت وزير خارجيتنا لموقفه المخالف مع الشارع العراقي وردي كان له شخصياً لانه لم يمثل الا نفسه برده ذلك.
لكي نسأل انفسنا من يصنع الدكتاتوريات ؟ هل يولدون وهم دكتاتوريين ام المجتمع والظروف هي التي تخلق منهم دكتاتوريين؟
بالطبع المجتمع والظروف هي التي تخلق الدكتاتوريات وللاعلام دور رئيسي في صناعتهم والتضخيم من شأنهم ودغدغة مخيلاتهم المريضة للاستمرار في غيهم.
ان الكثير من الكتاب وخصوصاً الذين يكتبون على صفحات الانترنيت يحاولون تزيين اخطاء بعض السياسيين بشتى الوسائل وينسون ان الغربال لا يمنع ضوء الشمس ، ان التملق والنفاق ومسايرة المخطئين من السياسيين لاغراضهم الشخصية او الحزبية لهو الطريق نحو صنع الاصنام.... سيعبدون هذه الاصنام في المستقبل ويفرضوا على الغير عبادتهم ايضاً ، فالنفس امارة بالسوء وكل امرء يحب السلطة والجاه فعلينا ان نراقب السياسيين لكي لايتحولوا الى دكتاتوريات وان نقول لهم اخطأتم عندما يخطئون لا ان نحاول ذر الرماد في عيون الاخرين ونبرر اخطائهم ونحرفها ونبينها انه عين الصواب ، وان اصابوا وصدقوا نشكرهم ولكن لا نكون بذلك عبيداً لهم !
لانهم اتوا لخدمتنا لا لأستعبادنا ونحن من نأتي بهؤلاء ونحن ايضاً سنغيرهم ان حادوا على المباديء التي من اجلها انتخبناهم .

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com
5/11/2005