في العيد لنتذكر شهداء العراق وذويهم


ونحن نودع شهر الطاعة والرحمة والمغفرة ، الشهر الذي أراده اللة تعالى لنا أن نعيش الأسلام بروحية عالية، بأن ننفتح في حياتنا على خط التقوى ، والسمو الروحي لنقترب اليه سبحانه وتعالى بالطاعة .ليبدأ عيد الفطر المبارك الذي نرجو اللة أن يعيده على العراقيين وهم أكثر أمنا وتوحدا وأكثر أيمانا ووعيا وانفتاحا على كل قضايا واقعنا ، موظفين بالشكل الأمثل لكل مواضع قوتنا ، ومتغلبين على كل نقاط الضعف والفرقة التي نعيشها .
في كل موسم يجني الزراع محاصيلهم ، لكن الحقول في المواسم مختلفة ، وفي موسم العيد ينتظر الصائمون ثمرة صيامهم وقيامهم وركوعهم وسجودهم ، رحمة ومغفرة وبركة من اللة تعالى . فللعيد معان عديدة ، دينية ، انسانية ، نفسية وزمنية .
فهو شعيرة من شعائر الدين تتضمن شكرا للخالق لتمام العبادة ، ومراجعة للنفس ، هل أصبحت أكثر محبة للناس وأكثر أحساسا بالمسؤولية تجاه ضعفائهم وفقرائهم بالخصوص؟ لتمتد بعدها تلك لتشمل الأهتمام والمشاركة بالشأن العام . ليراجع كل منا نفسه كم زرع فيها من بذور الحب تجاه أخوانه في الدين والأنسانية ، لينفتح بعضنا على البعض على قاعدة الحوار لنحول نزاعاتنا الى وسيلة من وسائل التفاهم . فالحياة قصيرة لاتتحمل حقدا ولا عداوة الا لمن يظلم الناس ويستكبر عليهم ويصنع لهم المآسي والمشاكل والكوارث لأن اللة لايحب كل هؤلاء .
والعيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم وأطراح الكلف واستجمام القوى الجاهدة في الحياة .
أيام للفرح وجمع الأرحام والتسامح والتزاور لتجديد أواصر الحب ودواعي القرب ، والتصافي بعد الكدر والتصافح بعد أنقباض.

وسط كل هذا علينا أن نتذكر شهداء العراق ، وذويهم حيث تتراكم سحابات الدموع في عيون الأمهات والزوجات والأبناء والبنات والآباء ، في صباح يوم العيد ، لكنهم يكبرون بآلامهم ، ويكابرون وهم يذرفون دموعهم ، فالرؤوس مرفوعة ، وفي القلب شئ من عزة وعزاء ، لأن الشهداء في الجنة وفي ذاكرة التاريخ وعقول وقلوب المخلصين من أبناء الوطن .

المهندس صارم الفيلي
sarimrs@hotmail.com

المصدر: صوت العراق،
2/11/2005