بالكوردي الفصيح ‌

(اللهجة الفيلية وأشكال جديدة لتغييب الكورد الفيلية)


فيروز حاتم


يتبادر إلى الذهن إن( هاني هاني ) إسم دلع لفنان كان إسمه هنداوي أو هنيدي أراد إن يدخل عصر العولمة من بوابة ( إلطشت أللي..) إللي طلعت روحها وصارت تغني ( يا حلوة أللي.. گومي إستحمي )
ولكي لا نتعب القراء فإن هاني هاني مفردة تداولها الكورد في وصف التشويش الذي وضعه النظام المقبور على الإذاعات الكوردية التي كانت تبث من جبال كوردستان لتنقل ما يتعرض له شعبنا العراقي بشكل عام والكوردي بشكل خاص من جرائم فاشية سكت عنها العربان و الجرذان والعديد من الخلان.
وكان صوت هاني هاني (ششششششش ) أي الوشوشة والخرخشة المنطلقة من مذياع الوالد أكثر الأصوات المسموعة في بيتنا البغدادي موقعا وانتماء. وكان الوالد مصرا علی سماع الإذاعات الكوردية كل مساء رغم إدراكه بعدم نجاحه بالاستماع، ومعرفة أخبار فرسان الشرق لقوة التشويش على الإذاعة.
وحينما كنا نقول له:
ما الفائدة ؟ إنك لاتسمع شيئا ... فكان جوابه التقليدي واليومي حاضرا :
أعرف.. ولكن من خلال التشويش الذي أعتبره أجمل من سيمفونيات بتهوفن أعرف أن الثورة الكوردية المسلحة في جبال كوردستان مازالت مستمرة...
نعم حينها كان ال(هاني هاني) يحاول أن يمنع وصول الصوت الكوردي إلى المدن العراقية والكوردستانية، ومع سقوط الصنم في كوردستان عام 1991 و في كل العراق عام 2003 ، إنتهى زمن الهاني هاني وبدأت الحرية( تتمخطر) كعروسة من خلف قضبان السجون وذكريات الشهداء نحو حافات الغد رغم محاولات جماعة ال 16 والاربعين زرقاوي إعادة الجرذ ( قومچيا كان أم سلفيا من جماعة الميني دشداشة الوهابية) الى الحكم.
فظهرت الفضائيات العراقية و قبلها الكوردية لينتقل العراق من مرحلة الهاني هاني لمرحلة الفضاء الحر عبر تعدد القنوات الفضائية.

ولكن السؤال وبصراحة كوردية وإن كانت بلهجتها الفيلية:
أين موقع اللهجة الفيلية في عالم الفضائيات الكوردية بعد نهاية عصر الهاني هاني ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
فرحنا حينما سمعنا الصوت الكوردي في الفضائيات بكافة اللهجات عدا لهجة البدبختية من الكورد الفيلية... فرحنا حينما سمعنا العربية والتركية وفرحنا حينما سمعنا الكلدانية والاشورية وووو...وما اعرف يمكن التايلندية وخاصة إن سعر الرز بدأ بالارتفاع في الأسواق العالمية....
المهم وبصراحة فيلية أقول للإذاعات والفضائيات الكوردية هناك إحتمالات عديدة وفق نظرية الاحتمالات وبعيدا عن نظرية المؤامرات الساذجة في أسباب تغييب اللهجة الفيلية في فترات البث باللغة الكردية وهي:-

- عدم إعتبار اللهجة الفيلية لهجة ضمن لهجات اللغة الكوردية ونحن نرفض بشدة الانتقاص من كورديتنا ولغتنا القومية.
- عدم إتساع الوقت للبث باللهجة الفيلية وهذا التفسير غير منطقي.
- عدم وجود مذيعات ومذيعين من الكورد الفيلية وهذا (يموت من الضحك) حسب تعبير زميلنا الفصيح العراقي الأستاذ سمير سالم داود.
- إن مساحة البث محصورة على الكورد في الإقليم الفيدرالي وهذا التفسير يتعارض مع الفترة العربية التي تبثها كل الفضائيات الكوردية.

كنت أسأل كل من ألقاه أكان عاملا في مجال السياسة، أو الإعلام عن السبب الوجيه؟؟ وبعد (طلعان الروح وشلعان الگلب) عرفت الجواب المؤلم المتمثل بكوننا ( كوردا بدبختية وبين قوسين كوردا فيلية ).

شائعة قد تكون حقيقة:- خصصت إحدى الجمعيات الخاصة بالكورد الفيلية جائزة ثمينة لمن يعطي إجابة مقنعة لأسباب عدم قيام الفضائيات الكوردية بالبث باللهجة الفيلية أسوة باللهجات الأخرى للغتنا القومية.

حقيقة تقترب من الشائعة:- إن إحدى الفضائيات الكوردية في شمال كوردستان
( كوردستان تركيا ) تبث فقرة باللهجة الفيلية رغم عدم وجود الكورد الفيلية هناك.. وذلك للتعويض عن النقص الحاصل في فضائياتنا ولكي لايزعل كوردنا الفيلية في جنوب وشرق كوردستان.

اُمنية:- لن أكون طماعة وأطالب بالمستحيل ولاأستطيع أن أسرق مصباح علاء الدين ليأتيني المارد ويقول:
( شبيك لبيك ... عبدك بين ايديك) أطلب المستحيل من جزر الموز الى بحر الجوز ولكن.. إياك وملف الكورد الفيلية البدبختية!!!
نعم تمنيت..( لوالفضائيات الكوردية) تحسس الكورد الفيلية بأنهم يمتلكون لهجة كوردية وليست لغة خاصة كما يحاول أن يروج لها الشوفينيون.. أكانوا من جماعة الميني لحية أو جماعة سربلوها وكفروا الكورد واستبيحوا كوردستان .

اُمنية قد تتحقق:- أن نسمع لاحقا وفي سياق ماراثون الانتخابات بيانات ومسودات وقوائم وشعارات باللهجة الفيلية في القنوات الفضائية الكوردية منها والعربية... حينها أغلق التلفاز وأتذكر صوت والدي ( إن الهاني هاني أجمل من سيمفونيات بتهوفن لأنها تخبرني كل مساء ببقاء الكورد فرسانا للشرق، وكوردستان قلعة للقوى الديموقراطية العراقية ) .

فيروز حاتم
11/10/2005