نداء الى جميع العراقيين للوقوف الى جانب قومية تفتخر بانتمائها للعراق


طُرحت خلال المدة المقررة لكتابة الدستور العراقي الدائم قضية العراقيين من أصول فارسية، وقد أثارت ردود فعل كثيرة ومتباينة لكونها إحدى المكونات القومية التي تزخر بها الفسيفساء العراقية، غير أن بعض هذه الردود ينطوي على تجاهل واضح، ورفض الاعتراف بهذه القومية كواحدة من القوميات المكونة للمجتمع العراقي، كما يتنكّر لدورها الكبير في إغناء الحياة العراقية في مختلف النواحي الثقافية والاقتصادية والفنية والسياسية. ويتجاهل المأساة الكبيرة التي تعرّض لها أبناء هذه القومية إبان الحكم البعثي الفاشي الذي هجّر آلاف العوائل منهم إلى إيران ورماهم في حقول الألغام بعد تجريدهم من جميع حقوقهم القانونية ومصادرة ممتلكاتهم وسجن أبنائهم في سجون ومعتقلات النظام البائد التي كانت تفتقر إلى أبسط المقومات الإنسانية، كما تمّ إعدام المئات منهم من دون محاكمة قانونية. ولتوضيح الحق التاريخي للعراقيين من أصول فارسية لا بد أن نتوقف قليلاً عند بعض المحطات الأساسية التي تشير إلى هذا الحق وتعززه بأمانة كبيرة. فتاريخ العراقيين من أصول فارسية يعود إلى حقب زمنية مختلفة تمتد إلى مئات السنين، فمنهم من سكن العراق، وانتمى إليه، وواظب على تطوير النواحي الحياتية فيه في أثناء المراحل التي شهدت تفاعلاً و تواصلاً ثقافياً بين حضارات ما بين النهرين والحضارات الفارسية، ومنهم من نزح إلى العراق في العصر العباسي حينما كانت دار السلام مركز الإشعاع الثقافي الأول في العالم، أما الموجة الأخيرة فقد استقرت في المدن العراقية منذ العهد الصفوي في إيران حتى ستينات القرن الماضي. كما أن دعوة البعض من المتشددين والشوفينيين لشطب القومية الفارسية من الدستور بسبب عدم ذكر أبناء هذه القومية لفارسيتهم من الأسباب الواهية والتي تدل على الضحالة الفكرية للمروجين لها إذ أن تقديم الانتماء للوطن مجرداً من الانتماء القومي يعد مأثرة ينفرد بها العراقيون الفرس وهي حالة نموذجية نطمح أن تسود في عراق المستقبل وبهذا يقدم العراقيون الفرس مثالا مشرفا على اندماجهم بصميم الحياة العراقية في كل نواحيها.
إن مطالبتنا بإدراج القومية الفارسية لا يعني بأي حال من الأحوال إغفال حق الأكراد الفيليين الذين تعرّضوا بدورهم إلى قمع مماثل، كما نتمنى على إخواننا الكورد الفيليين ألا يجيّروا قضية التهجير لمصلحتهم وحدهم، فقد شاركهم في هذه المأساة الكبرى آخرون من غير أبناء قوميتهم وفي طليعتهم العراقيون من ذوي الأصول الفارسية.
وبما أن الدستور العراقي يناقش مسودة الدستور الجديد الذي يضمن حقوق وواجبات جميع المكونات القومية والدينية التي تشكّل المجتمع العراقي برمته، لذلك نطالب بإدراج القومية الفارسية ضمن القوميات المكونة لنسيج المجتمع العراقي الذي عاشوا بين ظهرانيه لقرون متتالية، آخذين بنظر الاعتبار أن هناك العديد من دول العالم المتحضر تمنح حق المواطنة خلال مدة لا تتجاوز الخمس سنوات.
ونظراً لكوننا مواطنين عراقيين مُسهمين في بناء الوطن نطالب بما يلي:
1- التأكيد على أن العراقي الفارسي هو المواطن الذي يعي حقوقه وواجباته المقرة في الدستور العراقي. كما أن العراقيين من أصول فارسية هم أحد مكونات الشعب العراقي المؤلف من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين وكورد فيليين وإيزيديين وصابئة مندائيين وأرمن وأقليات أخر صغيرة.
2- من حق العراقي الفارسي أن تكون له مشاركة واضحة وفاعلة في الجمعية الوطنية والبرلمان العراقي، والتمثيل الدبلوماسي، وبعض الحقائب الوزارية التي تتناسب مع تعدادهم السكاني، كما يجب أن تكون لهم مشاركة جدية في كل مؤسسات الدولة ومن دون استثناء.
3- يحق للعراقيين من أصول فارسية تأسيس الأحزاب والجمعيات وأن تكون لهم إذاعة وخاصة وتلفاز خاص وعدد من الصحف والمجلات كما تشملهم كل الحقوق والواجبات التي تشمل أي مواطن عراقي آخر.
4- المطالبة الجدية بتعويضهم مادياً ومعنوياُ عن كل الأضرار التي تكبدوها خلال ربع القرن المنصرم.

محمد الامين شاعر وصحفي هولندا
حميد حداد شاعر هولندا
شعلان شريف شاعر ومترجم هولندا
عبد الرحمن الماجدي شاعر ومترجم هولندا
معصومة الأمين طالبة جامعية ايران
جاسم ولائي شاعر السويد
صالح حسن فارس فنان تشكيلي هولندا
خالد زهراو مخرج سينمائي هولندا
جواد علي أمين موظف حكومي العراق
رضا افتخاري مترجم العراق
أياد النهادي ناشط اجتماعي هولندا
سندس الجلالي ناشطة في مجال حقوق المرأة هولندا
ضياء صامت مهندس هولندا
حيدر جواد علي أكبر طالب جامعي ايران
علي مشكل كشا رجل اعمال ايران

للمشاركة والتوقيع على النداء:
alamin8@yahoo.fr

محمد الامين،
22/8/2005