الى استاذي مع اطيب التحيات


لقد وعدتكم في مقالتي السابقة بان تحيتي القادمة ستكون للدكتور الفاضل كاظم حبييب استاذي في ماده علم الاداره للصف الثاني قسم الاحصاء كليه الاداره والاقتصاد الجامعه المستنصريه وذلك بعد رجوعي من كردستان في يوم
31/03/1975 وذلك عندما خسرنا جوله من معركتنا التحرريه لقضيتنا القوميه الوطنيه التقدميه . بسبب اتفاقيه الجزائر المتأمره على الكرد وكردستان . كنت في الصف الثاني احصاء شعبة ب السنه الدراسيه 75/76 وان رفيق درب النضال البيشمركايتي كمال قاسم كل محمد حصل له موقف طريف مع استاذنا د. كاظم حبيب سوف اسرده قد يتذكره استاذنا ولو الموقف كان فيه طرافه بسيطه ولكن لانها حدثت في زمن مضى عليه مده 30 سنه اعتقد ان ذلك سيعيد الذكريات لذاكره الدكتور الفاضل

المكان هو الجامعة المستنصرية في بغداد – كلية الأدارة والأقتصاد / قسم الأحصاء ، جميع خلق الله من الطلبة في العادة يدرسون سنة دراسية كاملة بحدود تسعة اشهر ما عدا نحن البشمركة الكورد كانت سنتنا الدراسية في سنة
1974-1975 كانت بحدود 45 يوما فقط هي فترة الأمتحانات وفترة قصيرة قبلها وبالرغم من ذلك فقد استطعنا انا وزملائي في قسم الأحصاء كل من البشمركة كمال قاسم كول محمد الفيلي والبشمركة الشهيد بالتجارب الكيمياوية المرحوم منير محمد علي الفيلي استطعنا ان ننجح في الأمتحانات المقررة .

كما نجح بقية الأخوة البشمركة في بقية الأقسام والكليات في جامعتنا وكذلك نجح الطلبة البشمركة في بقية الجامعات الأخرى حيث حصل الطالب البشمركة حسين رشيد الفيلي على درجة امتياز وكان الأول على كلية الزراعة في جامعة السليمانية ، كما نجح وتخرج في هذه الكلية ايضا الطالب البشمركة صلاح دارا الفيلي وايضا نجح وتخرج الطالب البشمركة ضياء عبد الستار من جامعة البصرة في قسم الرياضيات والذي يكتب اليوم باسم ضياء السورملي وكذلك نجح وتخرج من نفس الجامعة الطالب البشمركة مجيد كول علي حيث كان من الطلبة المتميزين جدا في اختصاس المحاسبة

كان مجموع الطلبة البشمركة الذين دخلنا الى الأمتحانات بحدود
500 طالب وبفترة لم تتجاوز 45 يوما ونجحنا جميعنا ما عدا اثنين فقط بالرغم من كون هذه السنة الدراسية تمثل تحديا وكونها سنة دراسية عجيبة وان لا ينجح من هذا المجموع سوى اثنان مما يعني ان نسبة النجاح كانت عالية جدا وان نسبة الرسوب لم تكن الا 0.04%

هذه النتائج الباهرة لنا في الدراسة ( بعد ان خسرنا جولة من معركة التحرير الوطني القومي لامتنا المحتلة ) كانت ضربة موجعة للبعث والقومجية العرب الى درجة الأستياء والأمتعاض الملحوض عليهم في الجامعات العراقية .

في هذه السنة الدراسية الخاصة بنا والتي مدتها 45 يوما فقط واثناء تأدية الأمتحانات النهائية للدور الأول في مادة علم الأدارة كان الطالب البشمركة كمال قاسم حصلت له مشكلة عدم التذكر الآني حيث توقف عن معرفة كيف يبدأ بالأجابة لسؤال في مادة علم الأدارة وكان الأستاذ المراقب في القاعة الأستاذ الفاضل د. كاظم حبيب وكانت عند كمال قاسم قابلية وطبيعة قوية في حفظ المادة عن ظهر قلب ولأن فترة 45 يوما كانت غير كافية لأعادة القراءة والمراجعة لتراكم المواد الدراسية وانه يتوجب اعادة حفظ المادة عدة مرات من اجل هضم المادة العلمية فان كمال لم يكن يتذكر بداية الجواب للسؤال مما جعله يطلب المساعدة من الدكتور كاظم حبيب وكان يرجوه ان يذكره باول حرف من كلمة الجواب الا ان الدكتور لم يستجب له ، واعاد كمال الطلب والرجاء بانه يعرف الجواب بالكامل ولكنه لم يستطع تذكر اي شئ وان اي مساعده ستجعله يكمل السؤال بالكامل الأ ان الدكتور كاظم حبيب لم يلبي طلب كمال
وكان المفترض من كمال ان ينجح في اداء
11 مادة علمية خلال فترة 45 يوما مثلما ذكرت هي مجموع ايام السنة الدراسية كلها بالنسبة له وبالنسبة لنا ايضا
لقد ضحكنا كثيرا عندما شرح لنا كمال قاسم حالته هذه لاننا كنا نعرف ان كمال كان من الطلبة اللامعين والأذكياء في المواد العلمية والرياضية وكنا نعرف انه يحفظ عن ظهر قلب اي مادة يطلب منه حفظها بشكل مميز عن الأخرين وبوقت قياسي حيث كانت له قابلية على الحفظ عالية جدا
لقد كنا متاكدين لو ان الدكتور كاظم حبيب قد ساعد كمال ولو بالحرف الأول من كلمة في الجواب لأستطاع كمال ان يكمل الجواب بالكامل من دون تردد ولكن الأستاذ كاظم حبيب لم يكن يعرف قابلية كمال وكذلك فان مكانة الدكتور العلمية الرصينة لم تكن تسمح له ان يساعد اي طالب في قاعة الأمتحان وتمييزه عن بقية الطلبة

تحياتنا الخالصة للدكتور الوطني التقدمي كاظم حبيب وكذلك تحياتنا للدكتور امين كمونة استاذ مادة الأحصاء السكاني الذي كان يتحدث الينا ويحاورنا ويناقشنا بحرية وطلاقة ويسال عن ظروفنا والوضع الردئ الذي كنا فيه في زمن البعث الردئ والتي كانت الراية البعثية السوداء متسلطة على اجواء العراق بما فيها الجامعات

اعتقد او بالأحرى استطيع ان اجزم بان الدكتور كاظم حبيب يتذكر معاون عميد كلية الأدارة والأقتصاد للشؤون العلمية البعثي المجرم شلال الجبوري والذي وصل الى مرتبته العلمية ووظيفته بطريق غير مشروع لانه كان حديث التخرج من جامعة بغداد بشهادة ماجستير في الأحصاء وايضا معروف لدى الجميع بان شهادات الماجستير والدكتوراه كانت تمنح للبعثيين والفاشلين دراسيا ومن الكسالى في جميع المواد

عدنان رضا الفيلي
21/8/2005