مداخلة عاجلة من الكرد الفيليين للجمعية الوطنية العراقية ... حول الدستور


السيد رئيس الجمعية المحترم

السادة أعضاء الجمعية المحترمون

السلام عليكم

بمزيد من الألم وبعيدا عن العملية الديمقراطية استلمنا مسودة الدستور العراقي والذي تم فيه تغييب كامل وبلا أي أعتبار ودورللكرد الفيلية في العراق، وما هذا التهميش المتعمد الاعن الروح العدائية لهذه الشريحة الواسعة والاكثر اضطهادا من كافة اطياف الشعب العراقي.
ان الاضطهاد الذي لحق بهذه الشريحة انطلق من ثلاث اتجاهات، اولها لآنهم كرد وجزء من الامة الكردية وثانيها لأن غالبيتهم من الشيعة ولحقهم من الاضطهاد بقدر ما لحق بشيعة العراق، وثالثها لأن النظام لصق بهم تهمة التبعية الايرانية والتي كانت هي الطامة الكبرى لتصفيتهم والحاق الحقد الصدامي الشوفيني بأشرس الوانه بهم ، وهاهي اكثر من 25 عاما يعانوا التشريد واسقاط الهوية، ناهيكم عما لحق بجيل كامل من شبابهم في السجون ومعتقلات صدام، ولم يعرف عن المئات من مقابرهم لحد الان.
أن تغييب الهوية العراقية عن الكرد الفيلية وعدم ذكرهم بالدستور مثل ما ذكرت الشرائح الاخرى في الدستور تدعونا للتأمل من مستقبل العراق ومن القادة السياسيين القيمين على العراق من الائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني وما هي الا دلالة خطرة عن مستقبل مجهول سوف يسوق العراق الى أحقاد داخلية والى قنابل موقوتة قد تنفجر بأي وقت.

لذا ان منظمتنا تدعوا سيادتكم التأمل بالنقاط والخصائص التالية.

1) ان الكرد الفيلية هم جزءا من الامة الكردية ولكن الثقافة العربية لعبت دورا كبيرا في حياتهم.
2) انه من الخطأ الكبير تأريخيا وعرقيا أعتبار الكرد الفيلية ذات اصول فارسية ليس استهانة بالفرس والذين هم ذات حضارة وتراث عريق بل الحقائق التأريخية تخالف ذلك.
3) ان التوزيع السكاني للكرد الفيلية في الوسط والجنوب يتسدعي من الدستور ان يعطي ضمانات أكبر لهذه الشريحة وقد اثبتت التجارب خلال العقود الماضية، ان الكرد الفيلية لم يحصلوا على اية حقوق وضمانات من حكومة كردستان بسبب المواقع الجغرافية لهذه الشريحة في العراق، البعيدة عن المناطق الكردية ولامن الحكومات العراقية المتعاقبة.
4) أن موطن الكرد الفيلية تأريخيا ومنذ الالاف السنين هي المناطق المتأخمة على جبال زاكروس بقسسميها الشرقي الواقع في ايران والغربي الواقع في العراق وهكذا تتوزع عشائرهم على الجانبين ولولا معاهدة الحدود بعد الحرب العالمية الاولى لما حصل مثلما حصل الان. لذا لايحق لأي جه من الجهات اتهام الكرد الفيليه بانهم غير عراقيين فهم اهل العراق منذ عهد العيلاميين. ويجب ان لاننسى ان جرائم صدام لحق ايضا بمحو تاريخ العيلاميين في العراق ونسبت أثارهم الى السومرين والاكديين هذا ما أكده علماء الاثار العراقيين.

نحن نطالبكم الان وفي هذا الوقت الحرج والحساس من تأريخ العراق وهو يقرر مسقبله السياسي ان تقفوا موقفا تأريخيا يكون شاهدا على مر العصور من تثبيت النقاط الهامة التالية التى تمس مصير الكرد الفيلية في العراق.

1) درج اسم الكرد الفيلية ضمن الآقليات العراقية الاخرى (بالتحديد) وفق الخصائص المذكورة أعلاه.
2) رفع التميز العنصري في قانون الجنسية والمفروض من قبل الحكومات السابقة .
3) شطب كل القرارات الجائرة التي لحقت بهم زمن الطاغية صدام والعقود الماضية.
4) رد كافة الاعتبارات القانونية لهم وتعويضهم عن سنين المعاناة التي مرت بهم.
5) وضع نصب تذكاري لهم يعبر عن جريمة التهجير القسرية التي مرت بهم ولتكون شاهدا على العصر.
6) تكريم عوائل الشهداء منهم وتقديم كافة التسهيلات لهم.
7) ارجاع ممتلكاتهم بلا قيد وشرط بل تعويضهم عن السنين التي بها تمت مصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة.
8) تشكيل لجنة خاصة من الكرد الفيلية تحقق وتدون الاضرار التي لحقت بهم طيلة الاعوام الماضية.

اننا نشيد بعملكم هذا ونأمل من الجمعية الوطنية الموقرة ان تأخذ هذه المسألة العالقة تأريخيا بعين الاعتبار وان ترفع هذا القلق الذي يساور الكرد الفيلية في كل مكان وان ترد الحق الى أهله لكي نعمل سوية في بناء عراق المستقبل .

تقبلوا منا التحية

منظمة حقوق الانسان للكرد الفيلية
16/07/2005