نداء الى الأمم المتحدة والى المنظمات الدولية الأنسانية كافة


يعاني المعبد الرئيس للأيزيدية في العالم من الأهمال والتدهور والنسيان ، بسبب عدم وجود قدرة على أظهاره بالشكل الذي يليق به ، بأعتباره المكان المقدس والوحيد لدى عموم الأيزيدية ، البالغ عددهم عدة ملايين من البشر بدينون بهذه الديانة الغارقة في القدم ، يقيمون في كردستان العراق وفي سورية وتركيا والعراق ودول أخرى ، ليس لهم مكان مقدس في كل أنحاء الأرض سواه .
يعاني المعبد الواقع في منطقة (( لالش )) القريب من قضاء الشيخان من تردي في جدرانه وتفكك بعض سقوفه واندثار لبعض الاثار المهمة التي بدأت تتآكل وتنمحي بفعل التآكل والحث الطبيعي ، كما يعاني المعبد من بقاء العديد من مرافقه على حاله ، حيث أن ما يقوم به المشرفين والمسؤولين عن أدامته وأصلاحه لايوازي الخراب والأندثار الذي يحدث في هذا الاثر الانساني ، كما أن الأيرادات التي تصله لاتمكن الجهات المشرفة من أظهاره بالشكل المطلوب .
هذا المعبد يعد أثراً تاريخياً يهم البشرية ، ويقع ضمن مسؤولية الأمم المتحدة وماتتفرع عنها من اللجان التي تصل الى جميع المزارات والمراكز التراثية والدينية والاثرية في العالم ، والمؤسف ان هذه المراكز الأنسانية لم تزر المعبد الديني للأيزيدية ، كما لم تشكل اللجان المختصة لتجديده وأدامة شكله القديم بما يتناسب مع التطور العصري ، خصوصاً وأن الأيزيدية يتوجهون عدة الاف من البشر لأقامة مراسيم الزيارة في عيد الجماعية في شهر ايلول من كل عام ، وأن المكان لايتسع لهم ولايفي بحاجتهم ولايتناسب مع أعدادهم ، بالأضافة الى حاجة المكان الى طرق معبدة وأماكن للأقامة وتنظيم هندسي وفني ، لانجد غير المنظمات الأنسانية من تقوم به ، بالنظر للأهمال المتعمد الذي لقيه المعبد من السلطات العراقية البائدة .
أن معبد لالش يقع في وادي جميل كثير الأشجار وطيب الهواء تتخلله عيون عذبه من المياه الطبيعية ، ويضم بألأضافة الى قدسيته الدينية عند الأيزيدية ، العديد من قبور الاولياء الصالحين ، ولعل أهمها قبر الشيخ عدي بن مسافر مجدد الديانة الأيزيدية ، كما يفتقر المعبد الى مكتبة عامة تضم جميع الكتابات القديمة والحديثة التي تبحث في الشأن الأيزيدي .
وبالرغم من الزيارات التي يقوم بها بعض الباحثين والمهتمين بالشأن الأيزيدي ، وبالرغم من زيارات صحافيين أجانب وعرب ، فلم تتوجه أنظار المنظمات الأنسانية للأشراف وبذل المساعدة النسانية لأخراج المعبد بالشكل الذي يتناسب مع الدور الدولي المناط بهذه المنظمات ، ويمكن ان يتم أستغلال المكان الذي يقع فيه المعبد اسغلالاً انسانيا يشعر الأيزيدية في كل أنحاء العالم ، ان معبدهم محط انظار المنظمات الدولية المعنية ، وانهم لم تنجح السلطات الحاقدة والبائدة في العراق جعلهم مهمشين ومنسيين دوماً .
نتوجه بهذا النداء الأنساني الى كل المنظمات الأنسانية في العالم لأنقاذ هذا المعبد الديني والعالمي من التهدم والتدهور المريع ، أذ بالرغم من التحديثات والتلحيظات والترقيعات والصيانة البسيطة التي تقوم بها الأدارة وماتنفقه الأماره عليه من أيرادات لايفي بالغرض المطلوب ، ولايوازي الأندثار الطبيعي الذي يتعرض له المعبد ، وخصوصاً انه قائم وسط منطقة متغيرة الطقس والمناخ بشكل حاد ومتكرر سنوياً .
ويشعر المواطن الأيزيدي والذي يمشي في هذا الوادي المؤدي الى المعبد حافياً تقديساً لمكانة لالش في الديانة الأيزيدية ، يشعر انه بحاجة لممرات تليق به وتتناسب مع ماوصلته وصارت عليه الأضرحة والأماكن المقدسة ، كما تشعر بان المكان المقدس خالي من جميع الأجهزة التي تضيء المكان بالشكل الصحيح او التي تجدد التهوية فيه أو الاجهزة المكيفة للهواء المدفئة او المبردة او تنظيم المكان بشكل هندسي يظهره بمايتناسب مع التبجيل والتقديس الديني وأظهار السقوف بشكل لائق حيث بدأت بالتشقق والميلان ، وأبراز شكل الغرف المبنية على شكل مخروطي متميز يظهر توزيع اشعة الشمس على منتهيات القبب بشكل متساوي من خارج المكان ، والأستفادة من مياه العيون الطبيعية في المكان المقدس ، بالأضافة الى ترميم الابواب وادامة الكتابات القديمة سواء منها المكتوب بلغة الأيزيدية والتي بدأت تنتهي في الجدران الأمامية للمعبد ، او التي كتبت باللغة العربية فوق مداخل الأبواب ، او الأشكال المرسومة على الجوانب ، وأنشاء أماكن للأقامة المؤقتة للقادمين والزوار تتناسب مع الأعداد الوافدة .
نتوجه بهذا النداء بعد ان لمسنا التدهور المستمر في البناء عاماً بعد آخر ، وكلنا أمل في أن المنظمات المعنية في الأمم المتحدة ستهتم وتلتفت الى هذا الاثر التاريخي والديني المهم ، حيث أن للمكان المقدس العلاقة الازلية الوثيقة مع الديانة الأيزيدية ، وكما له مكانة متميزة في قلب كل أيزيدي ، بالأضافة الى اهميته في الدراسات والأبحاث التاريخية والأديان القديمة .
أن للأيزيدية حقاً أنسانياً على منظمات الأمم المتحدة ، وكانوا قد عانوا من التهميش والظلم والقتل والتدمير ليس فقط من حكوماتهم المتعاقبة ، وانما لم يحظ الأيزيدية بأية التفاتة من المنظمة الدولية وهم اهل ديانة قديمة لم تزل موجودة حتى اليوم ، ويحق لهم المطالبة بأظهار معبدهم المقدس والوحيد بالمظهر الذي يليق به انسانياً ، أسوة بكل الرموز الدينية والأنسانية التي تشرف عليها المنظمات الدولية الانسانية ضمن هذا المجال .

زهير كاظم عبود
المصدر : صوت العراق،
9/8/2005