المقالات الثائرة لسان حال الكورد الفيلية


لفتة الى الماضي القريب ، ورؤية الى ممارسات ازلام السلطة السابقة بحق الكورد اثناء حروب الجينوسايد من زاوية معينة من عدسة المراقب ، يتضح ان ممارسات المرتزقة والخونة وسلوكهم مع بني قومهم اسوء بكثير من سلوك الجلادين انفسهم ، لسبب نفسي بسيط وهو ان المرتزق يشعر دائما انه موضع شك وريبة اسياده ، والامثلة كثيرة في هذا المجال ، فمن كبار المرتزقة الى فراخ وكتاكيت المرتزقة ، يشعرون نفس الشعور بالدونية وصغر حجمهم في المستنقع الذي يعيشونه ، هذا طه ياسين رمضان مثلا ، فقد وصل الى اعلى منصب في قيادة البعث المنحل وبقى يردد بين الحين والاخر انه عربي وليس كوردي وبعض افراد عائلته لا زالوا لا يجيدون العربية وكلما كان منصب المرتزق واطئا كلما كان درجة عدائه لبني جلدته عاليا ، فهذه نظرية محسومة ، وقد شاهدنا كيف يجرم افراد من الكورد من مرتزقة مفارز الامن العامة اثناء عمليات الانفال السيئة الصيت بحق الكورد ، واعتقد ان الارتزاق واحد وان اختلفت اصنافه ، فهنالك من يحارب بني جلدته بالقلم ، فيترك القلم الذي يحركه الضمير فيختار القلم الذي يؤذي ضمير الاخرين ، وامثال هؤلاء قليلون في المجتمعات لان حملة الاقلام نادرا ما يخسرون انفسهم في المزاد العلني او المناقصة السرية ، والكورد الفيلية شأنهم شأن جميع المجتمعات البشرية ينبت فيها الصالح والطالح في نفس الحقل ونفس الموسم ، فلا يخفى على احد ، ان اعداد من المنتفعين من الكورد الفيلية انضمت الى صفوف البعث وخدمت المنهج الشوفيني البعثي شر خدمة ، فقد شاهدنا في عكد الاكراد والقشل وابو سيفين وابو دودو والعوينة والصدرية وابو السيفين وساحة النهضة وصبابيغ الال وفضوة عرب وشارع الكفاح وتبة الكورد والاحياء الشعبية الكوردية الاخرى في بغداد هؤلاء المرتزقة وهم يتقدمون مفارز الامن كأدلاء وأذلاء ليشخصوا منازل اقاربهم من الكورد الفيلية اثناء حملات التسفير اللئيمة في بداية ثمانينات القرن المنصرم ولم تمض الا ايام معدودة أخرى على دورهم الخياني تلك فوجدوا انفسهم ايضا مع افراد اسرهم في سيارات حمل صغيرة ( بيك أب - تويوتا ) مجردين من كافة المستمسكات الثبوتية متوجهين نحو نقطة المنذرية الحدودية ليلتقوا مع المسفرين الاخرين من الكورد الفيلية الذين زودوا بالكارت الابيض والكارت الاخضر في دولة اتهموا جورا بتبعيتهم اليها .

يبدوا ان ذاكرة الانسان قصيرة ، ولذلك لايتعظ من عبر الماضي ، فاليوم باتت مشكلة الكورد الفيلية مضاعفة بعد ان طعنوا من حيث هويتهم الكوردية التي لا شائبة عليها ، ولكن مع الاسف الشديد نجد ان بين عشرات الكتاب الذين ملؤوا الدنيا صيحة للحق ان ضعاف يقف خلف مزوري هوية الكورد الفيلية في متاريسهم ( يناوشونهم ) ذخيرة حية للرمي على الفيلية وهم فيلية .

اقول ، ان مصير هؤلاء النفر الضال لا يكون خيرا من مصير اسلافهم من خدمة البعث ، فالبعث طعن الكورد الفيلية في وطنيتهم العراقية الاصيلة ومن جاء بعد البعث طعن كورديتهم وكلا الهويتين يعتز بهما الكوردي الفيلي ، وهذا هو الفرق الوحيد بين صدام وهمام ، اما الفرق بين مأساة الكورد الفيلية سابقا وشروق شمس الحرية حاليا هو نحو عقدين من الزمان تغيرت فيه المفاهيم والسياسات والانظمة ورؤية المجتمع المدني لحرية الانسان .

فالماساة لا تتكرر ما دامت هنالك حناجر تهتف واقلام تكتب واظافر المستبدين مقصوصة .

محمود الوندي
صوت العراق،
7/8/2005