مـدينة شـهربان الجميـله


واسـمها الان المقداديـه وتبعد حوالي
100 كم شمال شـرق بغداد وهي احد الاقضيه المهمه في محافظة ديـالى وعندها تقع منطقة صدور ديالى السـياحيه وبحيرة سد ديالى المحاذيه لسلسلة جبال حمرين ، ويقال ان الاسـم شــهربان جاء بعد ان حل فيها ذات يوم الامام علـي كرم الله وجهـه حيث مرض كرم الله ماء ان حط رجـله على ترابها فقال ، شـرها بان ، او شـرها بين ، ومازال الى هذ االيوم مكان في وسط المدينه يسمى المقام ، اي مقام الامام علي كرم الله وجهه الى ان تم تحويله الى كراج لنقل الركاب بداية الثمانينات ، وحتى وهو كراج فان اهـل شهربان مازالو يسـمونه بالمقام

لكنها في واقع الـحال مدينه حالمه مسـالمه يتعايش فيها الناس على اختلاف اصولهم ودياناتهم منذو مئات السـنين ، وقد امتزج فيها دم العربي مع الكردي والتركماني من علاقات التزاوج ، الى الحد ان حصلت مشـاكل عده لحصول حالات زواج بين شـبان مسـلمين من فتياة مسـحيات او صابئيات وبالعـكـس لشدة التقارب والمحبه بين الناس في شـهربان

لقد وهـب الله هـذه المدينه طبيعه خلابـه فهي مدينة القداح والعنب والحمضيات والرمان ، ومن لا يعرف رمان شـهربان الذيذ وبرتقال ديالى ، ونبوغ ابنائها ، اذ كانت هناك حالة تنافس علمي كبير جدا ، فوصل عدد كبير من ابناء هـذه المدينه الى اعلى المراتب العلميه في كل المجالات ، واذكر هنا مثال واحد في وسط الثمانيات كان عدد من يحمل شهادة الدكتوراه والماجستير في هذه المدينه الصغيره يزيد على المائه

لم يكن يهم احـد انت من وما هو اصلك وماهي قوميتك او دينك المهم انك هو انسـان طيب وشـريف وسـمعتك الشـخصيه راقيه ، هـذه كانت مقايس التقييم اذا اردت ان تتزوج من بنت شـهربان الجميله او اذا تقدم احـد لخطبة اختك او بنتك او قريبتك ، انها معايير انسـانيه صافيه من كل عذابات التخلف اللانـساني التي باتت تعتمد حاليا ، فانا شخـصيا عندما تزوجت من فتاة احلامي لم اكن اعـرف ولم يكن يهمني ان اعرف ماهو مذهبها ، ولم اعرف الا بالصدفه بعد مرور اكثر من عام على زواجنا عندما سئلنا احد الاصدقاء مازحا لاكتشف زوجتي سنيه ، حيث اني شيعي

لذالك فقد امتزج اهالي شهربان في بـودقة المحـبه الانسانيه الصـافيه فكان مجتمع صغير بمثل فسيفساء العراق الجميله ، انها صوره رائعه لعراق مصغـر ، مجتمع تشكل وتالف وتداخلدت مكوناته طبيعيا وتلقائيا تماما مثلما تتداخل الخزاما مع الاقحوان مع النرجس والياسمين في المروج والبراري

يا الاهي كم هم طيبين فيلية وصابئة ومسحيي شـهربان ، ناكل في بيوهم ونلعب معا في باحات دورهم نتشـارك المناسبات ولم نكن نعي بان هذه الحياة الجميله ستنتهي يوما هكذا ، اذا تزوج احد كل المدينه تعرف وتفرح واذا مات احدا كل المدينه تعرف وتشـارك الاحزان ، كل شي يتم بشكل تلقائي وطبيعي ، واثناء حرب الخليج الاولى سنة
1990 والثانيه سنة 2003 كانت مدينة شهربان المكان الامن لمئات الالوف من سكان بغداد كضيوف مكرمين طوال فترة القصف الجوي على بغداد ، فكانت مناسبه لا اهل شهربان لا اظهار كرم الضيافه والوقوف مع اخوانهم ايام المحن والازمات

عطلة عيد الفطر هـي ثلاث ايام وعيد الاضحى اربعا في العراق ، لكنها في في شـهربان هي خمسا للعيدين انه هامـش الفرح الاضافي لابناء هذه المدينه الوادعه ، وهكذا الحال في باقي المناسبات مثل عاشوراء والمحيه وايام رمضان ، فاذا طابت النفس غنت كما يقولون

ان اي شخص من اهل شهربان لابد ان يتذكر الشاخه ، تل اليهود ، الحي العصري ، محلة النجاجير والحداحده ، دور الظباط ، قرية سلامه ، حدائق الزعيم ، الجيروان والقلعه ، محلة الحريه ، عرصة سيد صادق وبلور والرماديه ومحطة القطار والعشرات من القرى والقصبات التابعه لها التي لاتفارق الذاكره

ابـن شـــهربان
صوت العراق،
7/8/2005