من هم الكورد الفيلية وما هي هويتهم


نجد هذه الشريحة المظلومة من أبناء شعبنا من الكورد الفيلية حيث ينتشرون في بغداد ومدن الوسط والجنوب العراق ، المتاخمة للحدود العراقية – الأيرانية ، لذا كانوا ضحية التخطيط الأنتقالي للحدود الفارسية والعثمانية في وقتها . أستمرت هذه الحالة بعد سقوط العثمانيين ، في جميع مراحل الحكومات المتعاقبة في حكم العراق ، بأستثناء فترة قصيرة أعقبت عام
1958 أبان الرابع عشر من تموز المجيدة .

في عهد نظام البائد وحكمه الدكتاتوري تعرض الكورد الفيلية من عمليات التنكيل والبطش والأعتقال ، لأن الطاغية العراق أدركت حجم وخطورة الكورد الفيلية داخل المعارضة العراقية وحركة التحرر الكوردية في كوردستان العراق ، وادركت أيضآ أنها الجزء الفاعل في الجسد السياسي لعموم القضية العراقية لأنتمائهم الوطني والقومي والمذهبي ، لذلك قام الدكتاتور الأرعن بعد أن شعر الخوف من الكورد الفيلية ، بتهجير أكثر من نصف مليون منهم تحت ذريعة التبعية الأيرانية ، مع العلم أنهم مولودون في العراق أبآ عن جد ، بعد ان أنتزعوا كل ما يشيرالى عراقيتهم ، وسلب أموالهم وكل ما يملكون ،

لقد كان من المفروض مع سقوط النظام البعث الفاشي في العراق الأسراع بحل مشاكل الفيلية ومظالمهم وأستعادة حقوقهم وممتلكاتهم المسلوبة وكشف عن مصير أبناءهم وأعادة جنسياتهم. للأسف الشديد كان عكس ذلك ، لم يبادر أحدآ في دفاع عن المأساة هذه الشريحة الشريفة والمناضلة والمظلومة سوى أبناء جلدتهم الكورد يدافع دوماَ عنهم .

أصابتني الدهشة والأستغراب عندما قرأت المادة الثالثة من مسودةالدستور عدم ذكرالكورد الفيلية ضمن دستور العراقي ، الذين أنتظروا قدوم هذا اليوم بفارغ الصبر بعد ثلاثين عاماَ من العذاب والتشرد والحلم بالعودة الى الوطن لكي يرد أعتبارهم وحقوقهم ولكن الأسف وكل الأسف أنهم أصبحوا ضحية لمؤامرة خبيثة لصهرهم وبكل وقاحة مع من أستقدمهم من الفرس وتهميشهم من جديد ويجردونهم من عراقيتهم التي قدموا من أجلها التضحيات الكثيرة والكبيرة ، بدلآ أن تؤشر الى مظلوميتهم ، يحاولون بغباء وخبث لكي يطغي بتأريخ قومية عريقة مناضلة معروفة لدى الجميع .

حيث قدمت للكورد الفيلية كتلة الأئتلاف وعود معسولة بعد ما تم الأيقاع بهم تحت طائل المذهب وتم سرقة كثير من أصواتهم لصالح كتلة الأئتلاف

وكانت النتيجة هذه تخريجة التي كشف عن النوايا المخبئة تحت لفائف العمامات المستوردة من أيران ، عندما تم أدراج الفرس ضمن القوميات الأساسية في العراق وقد كنا نحن نعتقد في بادية الأمر أن المقصود ( بالفرس ) هم أنفسهم أولئك قادمون من طهران وقم الذين أستوردتهم الأحزاب الأسلامية للتصويت بأصواتهم بالأنتخابات لصالحهم .

لكن العجب حدث عندما سئل هذا الهمام حمودي من مقصود بالفرس ؟ قال هم أولئك تم ترحليهم الى أيران ولم يرحل سوى الكورد الفيليين . عندما قرر الطاغية بتهجيرهم إعتبارهم إيرانيين ، لم يتجرأ على تسميتهم بالفرس لأنه رغم بلاهته وغباوتهَ كان يفرق بين القومية الكوردية والقومية الفارسية . بينما رئيس هيئة كتابة الدستور الذي جاء به الزمن الفاسد وأوصله الى مقاعد الجمعية الوطنية ( ما سموهم بالفرس ) لا يستطيع أن يفرق بين الكورد الفيلية والفارسية أو بأحرى لايعرف أن الكورد الفيلية جزء من الشعب الكوردي ونسبتهم السكانية أكثر من طوائف وأقليات أخرى .

أحب أقول لهؤلاء الكورد الفيلية أنهم اكراد ولكنهم عراقيون وهذه هويتهم الوطنية .

محمود الوندي
صوت العراق،
4/8/2005