الشيعچية الفيليون
مدحي المندلاوي
PUKmedia
4/8/2005
في عام 1992 ، وفي مدينة شقلاوة ، التقيت بأحد شيوخ الشيعة المعممين . وكم كانت دهشتي كبيرة عندما تحدث معي باللغة الكوردية (لهجة عشائر الشوهان) القريبة من اللكنة التي يتكلم بها كورد
منطقة بدرة وجصان في محافظة الكوت . وخلال الحديث ذكرلي بانه كوردي فيلي مهجر، وقد درس الفقه الشيعي في مدينة قم !!
الحقيقة لم استذيق منظره الكاريكاتوري ، ومنعت نفسي من الضحك . كوردي فيلي بعمامة ، هذا اخرشئ كان يمكن ان اتصوره . فالذي عرفناه عن الفيليين في بغداد انهم كانوا اناس عمليين ، اتجهوا
الى الاعمال الحرة ، وبرعوا فيها . وكان الفيلي اذا لم يكون شيوعيا ، فانه كان بارتيا بالسليقة . صحيح ان الاغنياء منهم كانوا يقيمون العزاء ، والمقاتل الحسينية في محرم . ولكن كل ذلك كان جزءا
من الجاه ، والمرتبة الاجتماعية . اما بالنسبة للشباب ، فقد كان قدوم شهرمحرم يعتبرفرصة للالتقاء بالصويحبات ، لان خروجهن من البيت في الليل كان مصوگرا ، وحتى وان كانوا يشاركون في
اللطمية ، فان ذلك لم يزد من عرض العضلات لهن ، وتعال خذ الغمز واللمز !!
واذكران ( الردة ) في عام 1970 كان ( هه ربژی نخه و نژی ) ، اي ما معناه ، فليعش الحمص والعدس ، كان ذلك للتصنيف فقط !!
في مندلي ، كان محمد مهدي ( عازف الزورنا في الفرقة القومية للفنون الشعبية ) ، يقوم بدور
شمر بن ذي الجوشن . وعندما كنا نضربه بالحصى ، كان يلوي عنان جواده ، ويصرخ باللغة الكوردية ،
يا اولاد القحاب ، اين امهاتكم ......!!
ذكر لي اصدقاء من خانقين ، بان شهر محرم كان يشكل عيدا حقيقيا للشباب في المدينة . وكان ملا المدينة يعرف السر الحقيقي لقدوم الجنسين من الشباب ، وبهذه الكثافة الى الحسينية . وما كان يفتح فمه
حتى تتوالى الصرخات والاهات والحسرات المرة من الجنس الناعم مع ضحكات خفيفة ، وكان الملا يتوقف عن الحديث ويتفوه بشتائم وتعليقات مقذعة ، نخجل ان نذكرها هنا !!
والان ، مالذي حدث لنا يا ترى ؟!
الكورد الفيليون الذين كانوا يملأون بغداد ضجيجا وضحكا وحركة ، يقودهم اليوم الروزخون المتخرج من اقبية قم ، وينعتون بالفرس ، ولغتهم الكوردية السلسة تتحول الى لغة اخرى!!
لا ندري اين ( العلامة ) اسد الفيلي الذي خرج علينا قبل اسابيع ليبشرنا بتاسيس ( المجلس الاعلى للاكراد الشيعة !!) . اظنه قال الاكراد ، ولم يقل الفرس . فلماذا لا يحتج على سيده ( همام ) ، ام انه
يتشرف ان يكون فارسيا ، على ان يكون من المنبوذين الفيليين !!
في عام 1993 التقيت في مصيف صلاح الدين بالسيد محمد بحر العلوم . وتحدثنا طويلا عن الكورد الفيليين ، فأكد لي بأن الفيليين هم السكان الحقيقيين لشرقي دجلة يوم لم يكن للعرب وجود هناك .
فكيف حولتهم قائمة الائتلاف في هذه الايام الى اقلية فارسية !!
اقول من حقهم ان يفعلوا ذلك . لان الفيليين لم يتعضوا ، وها هم يلدغون من نفس الجحر للمرة الالف.
هل نسينا ماذا حدث لنا في ايران على يد هؤلاء لكي نتبعهم في العراق ؟
الم ينصحوا الايرانيين باغلاق ابواب السفر في وجوهنا ، وكانت مفتوحة لهم !
الم يغلقوا ابواب الجامعات الايرانية في وجوهنا ، وكانت مفتوحة لابنائهم !
الم ينصحوا الايرانيين برفض تجنسنا ، وكانوا هم يحملون اكثرمن جنسية !
الم يجلدوننا في المخيمات ، وكانوا هم يسكنون قصور شمال طهران !
اذن ، لماذا نلومهم ، ولا نلوم انفسنا ؟!
اجل ، علينا ان نلوم انفسنا ، هذا اذا لم نكون فرسا بحق وحقيقة !!