الحزب الكوردي الفيلي سنداً للقوى الديمقراطية العراقية

د.عصمت موجد الشعلان
صوت العراق،
27/7/2005

من كل طبقة من طبقات الشعب العراقي، تأسست أحزاب متنوعة بعد سقوط الطاغية وحزبه الفاشي، تكاثر كل حزب بالتبرعم والأنشطار بناءً على المصالح الذاتية وليس على المصالح الطبقية والأثنية، تجد أربعة تنظيمات من طبقة واحدة تطلق على نفسها أسم واحد وللتمييز تضيف كلمة للأسم كالقديم والجديد والعراقي وهكذا...، حتى الأحزاب الماركسية لم توحد نفسها في حزب واحد بسبب الأنحرافات اليمينية واليسارية، كما نشأت أحزاب أثنية، فلكل قومية أحزابها، للكورد في كوردستان أحزابهم وللتركمان أحزابهم وللأشوريين أحزابهم وللكلدان أحزابهم، تأسست أحزاب طائفية جديدة بالأضافة للأحزاب الطائفية القديمة، للشيعة والسنة والصابئة والمسيحيين أحزابهم.
كما ذكرنا،لم تتأسس الأحزاب بناءً على مصالح طبقية أو أثنية، فلو كانت تمثل طبقة واحدة لأتحدت في حزب واحد، ولو كانت الأحزاب تمثل قومية واحدة لأتحدت الأحزاب القومية في حزب واحد، جاء التعدد بناءً على تعدد الزعامات وأختلاف الغايات والأهداف.
ومن المفارقات، لاتجد حزباً واحداً تمتد تنظيماته على كل تراب الوطن العراقي وأن لقب بعضها بالعراقي، تعود الأسباب لأحتكار العمل السياسي من قبل بعض الأحزاب وأقصاء الأخرين عن الساحة السياسية، فهناك أحزاب محصورة في كوردستان وأحزاب محصورة في مناطق تواجد السنه واخرى محصوره في مناطق تواجد الشيعة.
يحق للكورد الفيلية تنظيم أنفسهم في أحزاب كسائر بقية قوميات وفئات الشعب العراقي بعد التحولات الجذرية التي حدثت في
9 نيسان 2003، ليس بناءً على رغبة شخص او مجموعة أشخاص وأنما بناءً على حقائق وحاجات موضوعيه تدفع في هنا الأتجاء ومنها :
1. تتميز ثقافة الكورد الفيلية بمميزات واضحة المعالم، تختلف نوعيا عن الثقافة الفارسية والعربية وحتى الكوردستانية، نشأت وتطورت ثقافتهم بمرور الزمن، ساعد في ذلك ايضاً ضعف الروابط مع الثقافة الكوردستانيه و موقعهم في منطقة جغرافية محاطة بالفرس من الشرق والعرب من الغرب، مما أدى ذلك الى ظهور اللهجة الفيلية أسوة بظهور اللهجات الكوردية الأخرى كالكرمانجية والسورانية والكورانية، يتحدث في اللهجة الفيلية تقريبا ثلاثة ملايين شخص، يعيشون في المناطق الحدودية الجنوبية بين أيران والعراق، أنشطرت العائلة الواحدة الى قسمين، قسم يعيش داخل العراق والقسم الأخر يعيش داخل أيران، لايفصل بينهما سوى نهر كنهر قوروتو مثلاً، يتبادلون السلع بين ضفتي النهر، من العراق الشاي والسكر، ومن أيران الفستق والملاعق وأدوات الطبخ التي لا تصدأ،كما يتعامل الطرفان بالعملة الأيرانية والعراقية على حد سواء، كان ذلك في بداية الستينات من القرن الماضي عندما كنت ملاحظا للأصلاح الزراعي في قضاء خانقين.
2. تعرض الكورد الفيلية للأضطهاد والتفرقة العنصريه منذ تشكيل مايسمى بالحكم الوطني على يد المستعمر سنة 1920، كل هذه المعاناة بسبب رفضهم الخدمة العسكرية في الجيش العراقي واختيارهم بدلاً من ذلك صفة التبعية الأيرانية، حرموا من الوظائف ومن البعثات ومن حقوق المواطنة العراقيه و توعدوهم بالتسفير مرارا، بينما منحت الأقوام الوافدة على العراق شهادة الجنسية العراقية بناءً على رغبة الأنجليز.
3. الكورد الفيلية كالقلب في جسم الأمة العراقيه، يزودها بالشغيلة ويزود الأحزاب بالكوادر والمناضلين، شاركوا في معارك الشعب الوطنية وثوراته،في ثورة العشرين وفي وثبة كانون 1948.
وأنتفاضة تشرين
1952 وساندوا ثورة 14 تموز، دافعوا عنها في بغداد، في عكد الأكراد والفضل والكفاح وباب الشيخ وقنبر علي، كما تظاهروا في مدن العراق الحدودية مع أيران كخانقين ومندلي وشيخ سعد وشاركوافي مظاهرات البصره وكل مكان تواجدوا فيه من العراق.
4. أن مشكلة الكورد الفيلية مشكلة خاصة ومأساة أنسانية تتطلب حلولاً آنيه كمشكلة التطبيع في كركوك، فلابد من تشكيل لجنة خاصة تعيد لهم الحقوق والتواصل بين أفراد العائلة الواحده التي فرقها البعث الفاشي بطلاق الزوج من زوجته أو بالعكس وحرمان الأطفال من ذويهم، الضرورات الأنسانيه تتطلب أعادة أملاكهم المنهوبة وأذا تعذر ذلك تعويضهم وتوطين العائدين منهم في مساكن جاهزة لحين أيجاد الحلول المنصفة لهم.
5. أن تنظيمات الكورد الفيلية في الساحة العراقيه قليلة،أرتبطت بتنظيمات وقوائم طائفية و أثنية في الأنتخابات البرلمانية السابقة مما أفقدها ممثليها في الجمعية الوطنية وتناسي مطالبهم العادلة، حتم أرتباط نضال الكورد التاريخي بنضال القوى الديمقراطية مع الأسباب السابقة نشوء الحزب الجديد (الحزب الكوردي الفيلي العراقي)، حزب ربط الخاص بالعام، حزب يناضل من أجل حقوق الكورد الفيلية خاصة والكورد عامة، حزب يعبر عن أماني وتطلعات الكورد وبقية قوميات الشعب العراقي، يحاول تبصير الشعب العراقي ومؤسسات المجتمع المدني بما تعرض له الفيلية من مآسي وأضطهاد، حزب يمارس الديمقراطية داخل هيئاته الحزبية وبعلاقاته مع بقية الأحزاب، نظامه الداخلي وأهدافه المعلنة يغنيان عن كل قول، أنه أضافة جديدة للقوى الديمقراطية العراقية.