صرح الكورد الفيليين

ابراهيم بازگير
السويد في
20-07-2005

كان للأحداث الجسام التي حدثت في العراق منذ آذار
2003 ومرورا بالذروة في 9 - 42003 وما تلا ذلك الحدث الكبير من احداث وتفاعلات وغليان كان من اسبابها صراع المصالح بين الكيانات الكبرى في العالم وبين بعض القوى الخارجية ومن اسبابها هلع وخوف الحكومات والحكام على مصائرهم والزلزال الذي اصاب الصروح الثقافية العربية في مجال التاريخ والفكر السياسي لتلك الثقافات المتحجرة التي توارثتها الاجيال كحقائق خالدة لا مجال للبحث في كينونتها وجوهرها وصلاحيتها ومدى مطابقتها للحقائق والقيم والعدل والمساوات في خضم هذه الامواج المتلاطمة والسحب المتراكمة كان لابد للكورد الفيليين ان يعوا واقعهم المؤلم ويتحسسوا آلامهم ومآسيهم في صور ومفردات شتى وتفصيلات من الصعب سردها وبحثها – وكان ان ظهرت لهم في الأونة الأخيرة بعض الأحزاب والتنظيمات والحركات التي يؤمل لها ان تكون احزابا وكيانات سياسية وتنظيمات اجتماعية افرزتها وولتدها ضغوط الاحداث والظلم السابق الكبير للنظام الصدامي الفاشي العفلقي البائد وتجاهل الانظمة المسؤولة الحالية ازاء هذا الواقع كان من الواجب ان يبارك المخلصون والغيارى سواء كانوا كوردا او اصدقاء اعزاء من الاشقاء العرب هذه الخطوات – فبعد ان ظهرت هذه الاحزاب الكوردية الفيلية = وكان ذلك حقا مشروعا = لا شائبة فيه ولا ضرر فيه على احد ظهر ما يلفت النظر من بعض المواقف والاراء التي صدرت بشكل كتابات وتعليقات لبعض الاخوة والاساتذة الافاضل الذين نكن لهم كل المودة والاحترام والتقدير فهم من العناصر المخلصة التي لا شائبة على اخلاصهم ووطنيتهم وحرصهم على المصلحة العليا للعراق ولشعبه سواء كانوا من المستقلين او من الاحزاب فلكل منهم وجهة نظر محترمة قابلة للنقاش والحوار والذي نود قوله ان كل ما كتب وما نشر وما قيل بهذا الشأن سواء ماعد منها ايجابيا اوما عد سلبيا يصب في خدمة المصلحة العامة للكورد الفيليين بضمان حسن النوايا وهذا شئ في غاية الأهمية فان هذا يدل على اهمية هذه الشريحة التي شكلت منذ امد بعيد عنصرا اساسيا من عناصر هذا الشعب العزيز والذي لايمكن تجاهله بأي حال من الاحوال - ان تسليط الاضواء على الكورد الفيليين وعلى نشاطاتهم المختلفة وحركاتهم واحزابهم ليعطي اهمية بالغة تصب في افراز قضاياهم المصيرية وفي بيان حقهم المضاع وفي انتزاع الاعتراف الشامل لأصالتهم وبقوة ارتباطهم بتربة العراق وباهمية ثقلهم ووزنهم الاجتماعي والانتخابي كما ان علينا ان لا نغفل عن كثير من الحقائق الخالدة التي تعلمها الكورد الفيليون وهي ان { العمل الثقيل لايحمله الا اهله} وان الاخوة في كافة الاحزاب المعروفة فمع تقديرنا الغالي لها ولجهودها في رفع الحيف عن الكرد الفيليين والعمل على تبني بعض قضاياهم الا انها تنطلق بالدرجة الاساس = وهذا من كامل حقها = من استراتجية شاملة تخدم مصالحها الذاتية ولا تتفرغ لقضية الكورد الفيليين فقضية الكورد الفيليين ان قامت وان قعدت فهي بمنظارهم قضية ثانوية فئوية ياتي وقت معالجتها وفق الظروف وفي خضم السياق العام – لهذا فان المسؤولية تقضي بالسير قدما في استكمال بناء هذه الاحزاب على اختلافها لتضع على عاتقها قضية الكورد الفيليين لأنها ستكون قضيتها الاولى والاساسية وان تتوحد ضمن ائتلاف متماسك متجانس من الداخل والخارج لتظهر على الناس بكيان قوي صلب وذو رؤية سياسية واضحة وناضجة متفهمة لجميع متطلبات المرحلة الحالية ومخاطرها وما ستفرزه الاحداث من مخاطر واحتمالات على الشعب العراقي عامة وعلى الفيليين خاصة فعليهم ذلك ان كانوا راغبين في بناء مستقبل اجيالهم ضمن عراق ديمقراطي موحد سعيد - فعلى القيادات الفيلية ان يضحوا بالمصالح الضيقة والفئوية والانانية وان يكون همهم الاعظم هو بناء = صرح سياسي متماسك يضم كافة احزابهم وحركاتهم وجمعياتهم في ائتلاف قوي موحد = وعليهم ان يكونوا بمستوى التحديات وان يعلموا ان عدو شعبهم وعدو العراق هو عدوهم عدو قوي متمكن مدعوم من جهات كثيرة فلا بد ان نكون اقوى منهم - وتحية للاخوة من اصدقاء الكورد الفيليين ان تساءلوا عن اسباب انضواء الفيليين في احزاب وائتلافات خاصة بهم فليتذكروا اسئلة الالاف من المظلومين - اين آلاف الاولاد الابرياء الذين قتلوا لأنهم كورد فيليين اين دورهم وبيوتهم وممتلكاتهم – كم رجع منها لأصحابها بعد مرور اكثر من عامين اين اوراقهم الرسمية من شهادات الجنسية وهويات الاحوال المدنية اين سجلات الطابو التي تثبت شرعية امتلاكهم للعقارات التي ضاعت ومن يعمل باخلاص لارجاعها لاصحابها المسحوقين وكيف سيثبت اؤلك بانهم كانوا يملكون ويملكون واين واين - ثم هل صرف الاخرون الشئ اليسير اليسير من جهودهم واوقاتهم لاسعاف المحرومين من الثكالى والحائرين والمشردين الناظرين بحسرة الى بيوتهم التي اغتصبها الظالمون ولم يرعوا لله شريعة او امرا -