المكتب السياسي
حزب بايمان
مذكرة
الي السيدات والسادة في لجنة صياغة
الدستور الافاضل
الموضوع: مساهمة الكرد الفيليون في عملية
صياغة الدستور العراقي
التاريخ:
2/6//2005
اولا) دور الكرد الفيليون في العراق
دور الكرد الفيليين في السياسة العراقية
دور الكرد الفيليون في الاقتصاد
العراقي
دور الكرد الفيليين في النشاطات
الدينية
دور الفيليين في المجالات الثقافية
والفنية والرياضية
ثانيا ) معانات الكرد الفيليين في
عراق القرن العشرين
ثالثا ) ماهي طموحات الكرد
الفيليين في الدستور العراقي الجديد
دستور الدولة يمثل اسمى قانون في
البلاد، لانه يمثل مجمل القوانين والممارسات المكّونة للمبادئ الاساسية للدولة. من
خلال الدستور يتم تحديد العلاقة من ناحية
بين ممثلي الدولة والشعب، و من ناحية اخرى، بين السلطة المركزية والسلطات
الاقليمية.
لقد كانت ولادة اول دستور لدولة العراق
سنة 1925 هي حجر اساس وترسانة مسلحة لتنظيم الحياة السياسية في العراق، حيث تم
تحديد مختلف انوا ع الحقوق المخصصة للعراقيين مثل الجنسية والمساواة امام القانون
وحق حماية الحريات والسكن والسفر حرية الرأي ...الخ. غير ان وضع الدستور وتطبيقه
كانا امرين مختلفين تماما نظرا الي العديد من العراقيل اهمها هي:
·
عملية صياغة دستور تحتاج الي الكوادر المناسبة والي سنوات من المثابرة
والعمل المنهجي والميداني لتحقيقه .
·
تنوع الطيف العراقي قوميا ومذهبيا وسياسيا وحتى جفرافيا.
·
قلة تجربة الدولة العراقية الفتية.
·
القضية الكردية.
اثناء العهود الجمهورية التي تلت ثورة
14تموز 1958 ، لم تتمكن او بالاحرى لم ترغب اي من الحكومات التي تسلطت على الحكم
في بغداد من صياغة ووضع دستور دائم للعراق، لان اسم الدستور ضّل مرادفا الي اصطلاح
المؤقت خلال العقود الخمسة التي تلت ثورة تموز.
نستطيع الاستنتاج مما تقدم اعلاه بأن
العراق تمت ادارته سياسيا خلال اكثر من نصف فترة وجوده بالاعتماد على دساتير هلامية لا وجود لها
قانونيا ولم يصادق عليه الشعب لانه وبالاساس لم تجري اية عملية استفتاء للدساتير
العراقية.
ان عاش العراق والعراقيون القرن العشرين
بدون دستور ، فأن ذلك يمكن تفّهمه بسبب الحكومات الاستبدادية التي تسلّطت على
الحكم في البلاد. اما الان وبعد التحرير،
فأن العراق اصبح بيد العراقيين، والاستبداد اخذ بالانطمار مع ركام الحكم البائد،
واصبحت ضرورة صياغة دستور دائمي من الضرورات القصوى والحيوية لديمومة العراق
وازدهاره وامنه.
وما قرار الجمعية الوطنية بتشكيل لجنة
صياغة الدستور في هذا الشهر الا خطوة جبارة ورد فعل منطقي لمخلفات قرن من سوء
الادارة في الدولة العراقية، لان مسألة وضع دستور دائمي هي قضية ملّحة ومفروضة
وتستدعي تكاتف الجميع ومن الان فصاعدا، نظرا للاسباب التالية:
·
الدستور هو ترسيخ لعملية تحرير العراق وهي الشهادة والدليل على انتهاء
الفاشية في العراق.
·
الدستور هو تأكيد لرغبة العراق في بناء دولة المجتمع المدني الذي عبّر
العراقيون عن رغبتهم لها من خلال تأسيس الالاف من الكيانات الاجتماعية والسياسية
والثقافية والدينية والرياضية والفنية.
·
الدستور هو الظامن لحقوق المرأة
العراقية التي عانت لقرون طويلة من دون ان تتمكن من التعبير عن احاسيسها وافكارها
وتطلعاتها.
·
لايمكن مجابهة متاهات ومخاطر التقسيم والحرب الاهلية الا من عن طريق زرع
اليقين والثقة اي صياغة دستور دائم يضمن للعراق نظاما ديمقراطيا تعدديا وفدراليا.
·
الدستور هو الرد الحاسم وطلقة الرحمة لوضع نهاية للارهاب، وبرمجة انسحاب
القوات الاجنبية من الوطن.
·
بدون دستور دائم، فأن عراق التنوع القومي والمذهبي والسياسي والجغرافي سوف
يضل دولة منخورة يسود فيه الفتنة والمنازعات.
لكي يصار الي صياغة دستور نزيه وشامل، لا بد من مساهمة كل الفئات
المكّونة للطيف العراقي سواء بالمساهمة الفعلية والاشتراك في لجنة صياغة الدستور،
او عن طريق اعلام هذه اللجنة برغبات الفئات المختلفة وطموحاتهم.
العراق هو بلد عريق يعود التأريخ فيه
الي اكثر من 6000 سنة، ولهذا فان الطيف العراقي كثير التنوع الامر الذي يفرض على
صائغي الدستور ان يعوا بوجود كل الاقليات المكونة للشعب من اجل ان يصاغ الدستور
بشكل منطقي وبرغماتي لا تظطرنا في المستقبل الي الدخول في دوامة التعديلات
اللامنتهية بسبب غبن هذه الفئة وتلك.
الكرد الفيليون يشكلون احدى تلك
الاقليات رغم امكانية اعتبارهم رابع فئة اجتماعية بعد الشيعة وكرد كردستان والعرب
السنة. مع ذلك فقد جرى تهميش هذه الفئة الاجتماعية في القرن العشرين سواء بسبب
ترسبات النزاعات التأريخية بين الفرس والاتراك، او بسبب انتمائهم القومي والمذهبي.
صحيح ان موطن الكرد الفيليين كان في الاجزاء الجنوبية من
جبال زاكروس ( كردستان)، الا انهم كانوا دائمي الحضور تأريخيا في وادي الرافدين
والهضبة الايرانية. العيلاميون واللولبيون والقاسيون الميديون كل تلك الحضارات
كانت تحكم في وادي الرافدين والهضبة الايرانية ، وحتى السومريين كانت اصولهم من
جبال زاكروس الجنوبية كما يؤكد ذلك العديد من الباحثين في التأريخ السحيق.
حين تكوّنت الدولة العراقية، وطوال
سنوات القرن العشرين، اثبت الكرد الفيليون اصالتهم واخلاصهم لارض الرافدين والعراق
بشكل تلقائي وغريزي لا نهم كانوا ولا يزالوا يشعرون بانتمائهم الي تربة وادي
الرافدين كما نبين ذلك في الصفحات القادمة. مع ذلك فقد تعرض الفيليين مثل بقية
العراقيين الي كل انواع التمييز والاهانات
والتهجير وحرب الابادة الجماعية بسبب ( اختطاف ) العراق من قبل اناس كانوا يعشقون
دوامة المنازعات التركية الفارسية على ارض الرافدين اي استعمال (بعبع شهادة
الجنسية) كساطور لبتر كل من انتمى الي المذهب الشيعي.
اولا ) دور الكرد
الفيليون في العراق
علاقة اية مجموعة اجتماعية ببلد ما يمكن تحديده من خلال مدى وطنية تلك المجموعة
واخلاصها الي ذلك البلد.
بشكل عام، اي عمل مخلص و
نزيه يقصد من وراءه نكران الذات من اجل خدمة او حماية الشعب والوطن يعتبر
عملا وطنيا. مع هذا فالعمل الوطني لا يعني فقط الاشتراك في الحروب و التضحية
بالروح التي هي اسمى انواع الوطنية، وانما قد يشمل اي شئ يصب في اطار النشاطات
العامة للشعب و الدولة من نشاطات اجتماعية الي فنية الي دينية الي اقتصادية الي
سياسة الي ...الخ.
العامل او الطالب او الطبيب او الجندي او التاجر وغيرهم ، كل يقوم بنشاطاته
وواجباته ضمن اطار الدولة و المجتمع ومن اجلهما. لهذا فان هذه النشاطات يمكن
اعتبارها اعمالا وطنية لانها في النهاية تفيد الوطن و الشعب.
مدى الشعور بالروح الوطنية تعتمد على اربعة عوامل هي:
1) مدى الوعي السياسي والاجتماعي عند الفرد.
2) مدى خطورة الظروف المحيطة بالبلد.
3) كمية الفائدة او الضرر الذي قد تنتجه تلك الظروف
على ذلك الفرد و على محيطه الشخصي (اي محلته او قريته او عشيرته او مدينته).
بالطبع تكون الروح الوطنية في اوج تعابيرها اثناء الازمات و الحروب، حين تصبح
ظاهرة التضحية تلقائية و تصل الي حد التضحية بالروح كما هي الحال عند الجنود
والوطنيين المدافعين عن بلدانهم ومبادئهم.
4) نوع العلاقة الموجودة بين الفرد او المجموعة من ناحية
وقادة المجتمع او البلد الموجودين فيه من الناحية الاخرى. مثلا في عهد الرئيس
العراقي عبد الكريم قاسم، وبالاخص في السنوات الاوائل منها، كانت الممارسات
الوطنية تلقائية وواسعة الانتشار داخل الغالبية العظمى من العراقيين، في حين ان
هذه الصفة الحميده تقريبا اختفت من الظهور حين جاء البعثيون الي الحكم سنة 1963 ،
بسبب الارهاب الذي مارسه البعثيون والذي لعب دورا اساسيا في فصل كل اواصر الصلة و
التعاون فيما بين الشعب و الحكومة، و اصبح الناس يشعرون بالغربة في وطنهم. كيف
يمكن العمل باخلاص لبلد تحكمه اناس حاقدين على شعبهم، ويتلذذون بالقضاء على
افراده؟
هل ثبت الكرد الفيليون وطنيتهم
للعراق؟
لا يمكن الاجابة بشكل صائب و
دقيق على هذا السؤال الا من خلال تقسيم الاجابة الي عدة عناصر او اركان يتقرر من
خلالها الشكل العام لمفهوم الوطنية. هذه الاركان
هي مجمل النشاطات التي كان يقوم يها الكرد الفيليون في العراق.
ثبت الفيليون فعاليتهم
وداينميكيتهم في العراق في كل المجالات وقدموا للوطن العراقي العديد
من المشاهير و الشخصيات التي تركت بصمات اعمالها و افكارها في التاريخ والتراث
العراقي.
دور الكرد الفيليين في
السياسة العراقية
لعب الكرد الفيليون دورا مرموقا
في التطورات السياسية الحاصلة في دولة العراق منذ تأسيس هذه الدولة كما تدل الوقائع
التالية التي حصلت أبان ثورة 1920 المشهورة , و الدور المساند و الفعال الذي لعبته
العشائر الفيلية في هذه الثورة . فقد شاركت عشئر أل خميس و رسول وند
والقيتوليون مع عشائر جنوب العراق ابتداء من سنة 1917 بالتحضير لحرب الانصار ضد
القوات البريطانية الغازية للعراق، ولهذا وابتداء من سنة 1920 وبالتنسيق مع قادة
ثورة العشرين في الجنوب ، بدأ الفيليون بعمليات عسكرية علي شكل حرب العصابات ضد
القوات البريطانية بقيادة الكابتن موور في مناطق خانقين وبعقوبة وكذلك داخل
الاراضي الايرانية في منطقة قصر شيرين.
من ناحية اخرى فأن للكرد
الفيليين دور مميز في معركة الكوت الشهيرة ضد القوات البريطانية سنة 1915 ، والتي
اشتركوا فيها جنبا الي جتب مع اخوانهم العرب.
اثناء العهد الملكي ساهمت
الجماهير الفيلية مع بقية الديمقراطيين العراقيين في النضال ضد الحكومات الملكية
المتعاقبة , وكانت نشاطاتهم من خلال الاحزاب الوطنية القائمة انذاك مثل الحزب
الوطني الديمقراطي و حزب التحرر الوطني وحزب الاحرار وحزب ا لشعب و الحزب الشيوعي
العراقي والحزب الديمقراطي الكردي.
لعب الفيليون كذلك
دورا اساسيا في الحزب الديمرقراطي الكردستاني و منذ تأسيسه ممثلا بشخصية الدكتور
جعفر محمد كريم و اخوة اخرين . كذلك ساهموا مساهمة فعالة داخل الحزب الشيوعي
العراقي وكان ابرز شخصية في العهد الملكي هوالاستاذ عزيز الحاج.
ازداد نشاط الكرد
الفيليون السياسية بشكل ملحوط بعد اقامة النظام الجمهوري في العراق، وبالاخص في
السنوات الاخيرة حيث اصبح الوجود الفيلي ممثلا تقريبا في كل الاحزاب السياسية
العراقية كما تبين اسماء الشخصيات المذكورة ادناه:
عبد الكريم قاسم:
رئيس الجمهورية العراقية (1958 – 1963)
حبيب محمد كريم :
سكرتير الحزب الغيمقراطي الكردستاني في السنوات الاخيره من قيادة الملا مصطفى البرزاني.
زكية اسماعيل حقي :
قيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني.
كامل كرم : قيادي في
الحزب الشيوعي العراقي
علي صالح السعدي :
وزير خارجية العراق و قيادي في حزب
البعث.
عادل مراد: عضو
المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكردستاني
عبد الرزاق ميرزا:
وزير و عضو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني
جليل فيلي: قيادي في
الحزب الديمقراطي الكردستاني و مسؤول الفرع الخامس (بغداد) لهذا الحزب
– السيد يد
الله فتح الله، رئيس شبيبة كردستان حتى عام 1975 ووزير حاليا في حكومة اقليم
كردستان (اربيل).
حيدر
فيلي: مسؤول الحزب الشيوعي الكردستاني ووزير في كردستان
سعدون فيلي: قيادي
في الاتحاد الوطني الكردستاني
عبد الحسين فيلي:
عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني في الستينيات
ليلى قاسم : مناضلة
كردية واول امرأة عراقية يتم اعدامها في العراق سنة 1975
يضاف الي ذلك وجود
اعداد هائلة من الاعضاء الجزبيين في مختلف الاصناف السياسية العراقية الاخرى.
ان دل هذا الحماس و الاندفاع على شئ فانما يدل على عمق الحس و الوعي الوطني عند
الفيليين و حرصهم الشديد على كل ما يجري في هذا البلد اليوم و في المستقبل. فالعمل
السياسي يعني ايضا الدفاع عن الوطن من الاخطار المحدقة به خارجيا و داخليا.
الفيليون
خدموا كجنودا امناء في الجيش العراقي منذ تأسيسه وباخلاص ولم يتهربوا من
اداء هذا الواجب المقدس مثلما كانت الاشاعات التي يطلقها اولئك المتلبسين بلباس
العروبة تقول. الكرد مشهورون بالشجاعة و لاتخيفهم ساحات الحرب. مثلما اخافت جيوش
صدام في نيسان 2003.
لقد اشترك الكرد
الفيليون عسكريا في ثورة العشرين, وفي حرب فلسطين سنة 1948، وفي انقلاب 14 تموز
1958، وفي صفوف قوات المقاومة الشعبية، وفي ثورة معسكر الرشيد ضد الفاشية البعثية
سنة 1963، واعطوا الكثير من الشهداء داخل المقاومة الفلسطينية ، و الالاف من
الشهداء في حرب اولاد العوجة ضد ايران و الكويت و الحلفاء. المستقبل سيكشف
من هو العراقي ومن هو المعادي للعراق، والزمان شاهد على هدا الكلام.
لقد ثبت اعداء
العراق من البعثيين والدائرين في فلكهم من المهوسيين نفسيا و دينيا و جنسيا مدى التزامهم بحب العراق
بعيد الهزيمة النكراء للنظام العفلقي في نيسان 2003، من خلال السيارات
المخففة و الاغتيالات و الذبح و
قصف المناطق المدنية وغيرها من الطرق التي املت عليها مخيلاتهم المريضة.
الكرد الفيليون
دافعوا عن العراق منذ السنوات الاولى من تأسيس الدولة العراقية وشارع غازي (الاسم
القديم لشارع الكفاح) هو الشاهد. مظاهرات العراق كلها كانت تنطلق من هذا الشارع
البغدادي المتغلب عليه الصفة الفيلية من باب الشرقي و حتى باب المعظم, والي درجة
يمكن فيها القول بان اللهجة الكردية الفيلية كانت شبه رسمية فيه. المظاهرات
المعادية لاتفاقية بورت سميث الاستعمارية و تلك المعادية لحرب السويس في مصر
ومسيرات الثورة في 14 تموز 1958 ومقاومة انقلاب شباط 1963 الدموي البعثي و
اغلب النشاطات السياسية و الاجتماعية كانت تمر من شارع الكفاح .
من الذي دافع عن العراق في 8 شباط 1963 حين جاءت المخابرات المركزية الامريكية
بمعونة شركات النفط ، بحزب البعث من خلال انقلاب دموي راح ضحيته اكثر من 15000
عراقي ؟
لقد سجلت منطقة عكد الاكراد وهو المركز
العام للكرد الفيليين في وسط بغداد باسمى أيات البطولات و التضحيات من اجل العراق
و لاجل منع البرابرة من استلام دسة الحكم على ارض الرافدين.
ولكن ومع كل الاسف المقاومة فشلت بسبب عدم وجود تجاوب مماثل من بقية
المناطق والمحافظات العراقية للوقوف ضد الفاشية انذاك. فشل العراقيين في مقاومة
البعث في شباط 1963 كان بمثابة الضوء الاخضر لاخطاف العراق من قبل حزب البعث لاكثر
من اربعة عقود.
هل ان المواطنة العراقية يتم تقييمها بحيازة
شهادة الجنسية السيئة الصيت ام الدفاع عن كرامة العراق من المستغلين و الطامعين
والعنصريين المجهولي الاصول؟
اليس مضحكا ان يتم
تقييم عراقية السكان في العراق على اساس حيازتهم على وثائق صادرة من اناس غير
عراقيين و لا حتى من سكان منطقة الشرق الاوسط؟ فالاتراك هما مهاجرين جاؤوا الي
الشرق الاوسط ابتداء من القرن العاشر الميلادي. انهم مهاجرون.
دور
الكرد الفيليون في الاقتصاد العراقي
الكرد الفيليون ينفسمون الي نوعين :
اولئك الموجودين في الاصل في الجزء الغربي من الحدود العراقية الايرانية، و اولئك
الذين جاؤوا الي العراق خلال الهجرات الفردية والجماعية المنبثقة من الجزء الايراني
من لورستان.
الصنف الاول كانوا
يمارسون اعمالهم المهنية في مناطقهم الاصلية في لورستان او في المدن العراقية
الكبيرة، مثل بقة العراقيين.
اما الصنف الثاني القادم من ايران، فكان في الاغلب من سكان القرى والفلاحين و
الرعاة ، رغم وجود نسبة من اهل المدن اللورية الرئيسية اضافة الي وجود
العديد من رؤساء العشائر الثرية . .ولهذا فنوع الاعمال الت امتهنها هذا الصنف كان
متنوعا حست امكانيات الشخص، ولو ان الطابع العام لهذه الاعمال كانت الاعمال
اليدوية نظرا الي الخلفية القروية للاغلبية منهم.
لهذا كانت المهن
الرئيسية هي كل انواع الاعمال اليدوية من حراسة و مساعدين صغار للحرفيين و
حمالة و بيع الفواكة و الخضر في السوق و بيع الشاي ...الخ. ونظرا للربح
المميز لعمل الحمالة و القوة البدنية للكرد الفيليين، وعدم معرفتهم للغة العربية،
لهذا كان الكثيرين من الفيليين المهاجرين الاوائل يفضلون العمل كحمالين بدلا من
الا عمال الاخرى. ولهذا الصقت صفة الحمالين على الفيليين، ولو ان هذه الصفة كانت
تستعمل احيانا للاساءة في سمعة الفيليين.
يجب التنويه هنا بان كل انسان مهاجر ولا يعرف لغة البلد المقيم فية يجد نفسه
مجبورا في القيام باعمال يدوية بسيطة وهذا الموضوع يعرفه الان اكثر من اربعة
ملايين عراقي مهاجر لانهم شاهدوا هذه التجربة بام اعينهم.
مهما يكن، فالعمل ،
مهما يكن مستواه واطئ ، خير من عمل الفحشاء او السرقة او الابتزاز،
وكما يقول المثل العراقي القديم: الكار مو عار
(العمل ليس عار).
في نفس الوقت ،
ينبغي عدم اهمال دور الفيليين المهاجرين ذوي الحرف و كذلك الاغنياء منهم من رؤساء
العشائر والذين تمكنوا منذ الفترات الاولية لمجيئهم الي العراق من اقامة اعمال
تجارية لهم في بغداد وبالذات في السوق الرئيسي المسماة الشورجة وظهور الكثير
منهم كمقاولين و ارباب اعمال وتجار مرموقين على مستوى العراق ككل.
لا احد يستطيع انكار
دور الكرد الفيليين في الاقتصاد العراقي بعد تشكيل الدولة العراقية سنة 1920,
لانهم كانوا يشغلون حيزا كبيرا في النشاطات التجارية في العراق. نزاهة الانسان
الكردي ، وبساطته، وحبه للعمل ، وحبه في مساعدة الاخرين، وتواضعه، كانت الصفات
المميزة الاساسية التي ساعدتهم في اعتلاه مستويات رفيعة في الوسط التجاري العراقي.
تواضع الفيليين يفيق الخيال و هي من ابرز السماة التي اشتهروا فيها كما تبين الحدث
التالي:
(احد التجار الفيليين
الكبار احتفظ بملابس عمله كحمال لغاية وفاته و كانت هذه الملابس او الجلة
معروضة بشكل بارز في مكتبه الفخم، رغم ان مكتبة كان دائما تعمه انواع
الشخصيات العراقية من رجال الاعمال و الحرفيين وغيرهم.)
اذا كان الكرد
الفيليون قد غزوا شارع غازي (الكفاح) سياسيا، فانهم لم يترددوا من غزو الشريان
الصناعي للعراق في شارع الشيخ عمر الصناعي ، لان حرفييهم كان يشغل
اجزاء عديدة من هذا الشارع. ميكانيكيوا السيارات, والحدادين و اصحاب
الكراجات و النجارين وادوات بيع قطع السيارات وغيرها من الحرف كان للكرد الفيليين
فيها دور مرموق.
الحديث عن
الفيليين والمسائل الاقتصادية في العراق لا يمكن ان يمر دون الاشارة بمسألة
الاحداث المؤسفة لسنة 1948 و المسماة بالفرهود، والتي قتل فيها العديد من افراد
الجالية اليهودية من قبل بعض المهوسيين الدينيين و العروبيين.
بسبب عدم
اشتراك الفيليين في هذه المذابح الهمجية، ومساعدتهم لهم كي ينقذوا بحياتهم من
سكاكين و بنادق الرعاع المتسبعين على النساء و الاطفال والشيوخ, اخذ بعض الحاقدين
في بث سموم الاشاعة بان الكرد الفيليين قد استحوذوا على املاك اليهود
بعد احداث الفرهود و هذا كان سبب ثراء الفيليين في العراق!
لو كانت هذه الاشاعة
صحيحة ، فان اول من كان يقوم باتهام الفيليين هم اليهود الضحايا انفسهم ، و انهم ليسوا
بضعفاء و لا قصيري اللسان . وللعلم فان حكومة اسرائيل قد اجبرت حكومة البعث
العراقية بتعويضها المثات من ملايين الدولارات بسبب الاضرار النفسية و الاقتصادية
الوهمية التي تضرر بها موطنون اسرائيليون على اثر الصواريخ الفارغة من
العتاد التي اطلقتها القوات الصدامية باتجاه اسرائيل ابان حرب الكويت.
الكرد الفيليون
ابرعوا في التجارة و الاعمال مثلما ابرعوا في الثقافة و الفن والرياضة والدين و
السياسة وغيره من المهن، لانهم بطبيعتهم يكرهون التقاعس والاتكالية ونادر
جدا ان تجد كرديا فيليا يستعمل الدجل في الوصول الي مأربه ، وهذا ينطبق حتى
على الفقراء منهم.
من خلال العمل اراد ويريد الكرد
الفيليين تبيان ارتباطهم العميق بالعراق ، وحبهم لهذا الوطن فهم يشعرون تبعيتهم له
مثلما يشعرون بتبعية العراق لهم، لان جذور الكرد الفيليون في وادي الرافدين هي
اقدم بكثير من عمر هذه الدولة الفتية.
دور
الكرد الفيليين في النشاطات الدينية
بسبب كون العراق
عاصمة المذهب الشيعي،
وبسبب كون اكثر من
65 % من سكان العراق من الشيعة
وبسبب من وجود
العتبات الشيعية المقدسة في هذا البلد
ونظرا للارتباط
العقائدي الوثيق و العميق للكرد الفيليين بالمذهب الشيعي,
فأن هذه الحوافز الروحانية تجعل من
الانسان الفيلي يشعر بانتماءه
الطبيعي الي بلاد وادي الرافدين والي ارتباط وادي الرافدين بهم.
كل الفعاليات
الدينية التي يقوم بها الفيليون هي علامات حب و وقار و احترام لارض العراق الطاهرة
التي احتظنت على ترابها العتبات الشيعية المقدسة مثل النجف وكربلاء
والكاظمية والتي هي بمثابة قبلة هذا المذهب .
الاخلاص للمذهب
الجعفري عبر عنه الفيليون دائما وبمختلف الاشكال مثل
اقامة الحسينيات و القيام بالمراسيم السنوية لعاشوراء، واداء السفرات الجماعية
للاماكن المقدسة في المناسبات الدينية.
حيث يتواجد الفيليون ، تتواجد الحسينيات
والمواكب، وعلى سبيل المثال في محلتهم المشهورة بعكد الاكراد في بغداد ، هنالك
اربعة مواكب حسينية والعديد من الحسينيات.
من جانب اخر، يؤدي
الفيليون جميع الفرائض الشيعية الاخرى مثل الاربعين و مولد النبي ولهم مساجدهم او
حسينياتهم الخاصة و حتى موتاهم يتم دفنهم في مدينة النجف.
بعد الثورة
الايرانية وظهور الاسلام السياسي بقوة، تفجر الاسلام الشيعي السياسي في العراق
ايضا ممثلة بحزب الدعوة الاسلامية و المجلس الاعلى للثورة الاسلامية و حزب العمل
الاسلامي ، وادت هذه التطورات الي انجذاب اعداد كبيرة من ابناء الطائفة الشيعية
وبضمنهم الكرد الفيليون الي تلك الاحزاب.
ارتباط الفيليين
بالمذهب الشيعي والقيام بفعالياتهم الدينية بشكل نشط و حيوي هو دليل انخراط
الفيليين في المجتمع العراقي لان هذا المذهب هو المذهب السائد في البلاد، وما يقوم
به الفيليين من نشاطات في هذا المجال الا اعلان ظمني عن حبهم للعراق و دين العراق، وبالنتيجة حب شعب
العراق.
دور
الفيليين في المجالات الثقافية والفنية والرياضية
حيوية الفيليين لم تكن فقط في المجالات المهمة جدا مثل السياسة والاقتصاد و الدين،
وانما كان لهم دورا مميزا في الثقافة والفن والرياضة كما تثبتها الاسماء العراقية
المشهورة المدرجة ادناه:
مصطفى جواد : اشهر
مؤرخ تاريخي عراقي
ابراهيم الزهاوي :
شاعر مشهور في بداية القرن العشرين
حافظ القاضي : رجل
اعمال وصلت شهرته الي الحد الذي سمي ركن مهم من شارع الرشيد باسمة ولغاية اليوم.
الفن
رضا علي: مغني
احمد الخليل: مغني
سلمان شكر : عازف
عود
حسن خيوكه: مغني
مقام قديم
كوكب حمزه : مغني عراقي
الرياضة
محمود اسد : عضو في
منتخب العراق لكرة القدم
انور مراد : عضو في
منتخب العراق لكرة القدم
صمد اسد : عضو في
منتخب العراق لكرة القدم
عباس محمد : منتخب
العراق لرفع الاثقال
مجيد كه سه: مصارع
زورخانة
سامي كريم : عضو في
منتخب العراق لكرة السلة
ماهو السبب في الاعتقاد بوطنية
الكرد الفيليين للعراق؟
1- الاسباب
التاريخية:
علاقة الكرد وبالذات الفيليين
منهم مع وادي الرافدين هي علاقة ازلية تمتد على مدى التاريخ الانساني. هذه العلاقة
الطويلة قد تكون تحولت الي غريزة فطرية عند الكرد الفيليين لاعتبار وادي الرافدين
هو امتداد لجبال زاكروس وبالعكس.
2- العلاقة التاريخية مع العرب:
منطقة كردستان الفيلية او
لورستان محاطة من الجنوب بعرب الاحواز، ومن الغرب بعرب الاهوار وعرب المناطق
الرافدينية الوسطى. وهذا يعنى ان اقرب الشعوب الي الكرد الفيليين هم العرب (ان
استثنينا سكان مناطق كردستان ايران و سوران لانها كردية و لا تحتاج الي اثبات
قرابة).
من هنا فأن وجود الكرد الفيليين
في العراق ليس بالامر الهجين المستغرب ، لان الكرد والعرب كانوا منذ الازل
يعيشون و يتعايشون سوية في هذه المنطقة.
3- العراق يحوي جزئيا علي كردستان:
مناطق من كردستان وكذلك لورستان
واقعة ضمن الحدود العراقية. هذه الحقيقة تجعل الانسان الفيلي يشعر بانه يعيش مع
ابناء جلدته.
4- الغالبية الشيعية في العراق:
اكثر من 60% من سكان العراق هم
من الشيعة، الامر الذي يساعد و يشجع الكرد الفيليين من الشعور بوجودهم في احضان
اناس ينتمون الي مذهبهم الروحي وهذه صلة قوية و كافية بالنسبة لهم لكي
يشعروا بان العراق هو وطنهم .
يضاف الي ذلك وجود العتبات
المقدسة و وادي السلام اي اكبر مقبرة في العالم ، هذه المقبرة التي يتفاخر
الفيليين في دفن موتاهم فيها، فقد كانوا في الايام السابقة لعصر السيارات يجلبون
موتاهم من لورستان الي العراق .
5- اهل العراق:
انا شخصيا عشت في العديد من
الدول العربية ، و خالطت كل سكان الدول العربية، واعرف لهجات وعادات الكثير منهم،
استطيع الجزم و التأكيد بأن الشعب العربي في العراق، لو استثنينا منهم اولئك الذين انحرفوا وراء الشعارات العروبوية , فان البقية هم اناس
نبلاء و طيبين وكريمين و يحبون الشعوب الاخرى، لانهم احفاد حضارات سحيقة مرت في
بلاد وادي الرافدين.
ان شعب العراق هو وليد اكثر من 7 الاف سنة من
الحضارة الانسانية، و هذا سبب طيبته و حسن ضيافته . ان هذا الشعب هو النتاج
النهائي للبودقة الانسانية التي حوت بمرور الفرون على عناصر سامية وارية , كردية و
عربية واشورية وكلدانية و فارسية وهندية وافريقية و غيره من الشعوب.
شخصية الانسان العراقي يمكن ابرازها ككاليدوسكوب لجميع
الشعوب التي مرت في وادي الرافدين. وهذا يعني ان كل من يعتبر ان سكان العراق من
العرب ، فهو في خطأ علمي و تاريخي وسياسي كبير.
ثانيا ) معانات الكرد الفيليين في
عراق القرن العشرين
تتلخص
المعانات الفيلية في العراق في الصعوبات المرافقة لمسألة المواطنة العراقية (
شهادةالجنسية ) ومسلسلات التهجير الي ايران واخيرا الجرائم الممثلة بالمقابر
الجماعية.
عمليات التهجير كانت تجري بشكل "سري " اي ان الصحافة العراقية
والعربية والاسلامية و العالمية كانت ساكتة تماما عن هذه العمليات الوحشية
والمنافية لحقوق الانسان.
الحكومة
العراقية لم تطلق اية اتهامات بحق هؤلاء والسبب واضح وهو ان المهجرين لم يكن لهم
وجود رسميا . وهذا بالضبط كان السبب في استعمال الاف من الكرد الفيليين في
المختبرات الكيمياوية و البايوكيمياوية سنة 1982.
هذه العمليات جرت في بداية الثمانينيات ؛ وشملت
الكرد الفيليين و العرب الشيعة بحجة تبعيتهم الي الدولة الايرانية، رعم كونهم
قاطبة من مواليد العراق ومن سكنتها منذ الازل بالنسبة للبعض، ومنذ عقود بالنسبة
لاخرين ، ويحملون جنسيات عراقية؛ ولم يروا قط ابران في حياتهم، ولم يعرفوا اللغة
الايرانية.
هذه العمليات العنصرية كانت في الحقيقة لعبة
سياسية شوفينية تم اخراجها ووضع ديكورها من قبل القيادتين القطرية والقومية لحزب
البعث العربي الاشتراكي ، وذلك بعيد قيام الجمهورية الاسلامية في ايران
تاريخ عمليات التهجير من العراق
اول عملية تسفير بحق الكرد الفيليين
حصلت سنة 1936 في عهد حكومة طه ياسين الهاشمي.
تبعتها حملة اخرى في عهد رشيد عالي الكيلاني في نهاية
الاربعينيات من القرن الماضي, حيث تم تسفير عشرات الالاف من ك ف الي ايران
تحت ذريعة عدم حيازتهم على وثائق تثبت تبعيتهم للعثمانيين الاتراك .
بعيد ثورة 14 تموز 1958 حصلت موجة ثانية من التهجيرات بحق ك ف الذين اصبحوا
حينئذ ضحية سوء العلاقات مع ايران.
وفي سنة 1963 و علي اثر انقلاب دموي , اصبحت السلطة بيد
حزب البعث وقامت السلطات بتنفيذ الحلقة الثالثة من عمليات التهجير بحق ك ف.
في عهدي الاخوين عارف, هدأت الامور نسبيا غير ان ذلك لم يمنع من استمرار
عمليات التهجير. في سنة 1964 استئنفت عمليات التهجير مرة اخرى
وكانت ضحايا هذه العملية اغلبهم من سكان المناطق الفيلية الحدودية مثل مندلي و
بدرة و جسان و علي الغربي والشرفي والعمارة وغيرها.
ينبغي الاشارة هنا بأن
المضايقات الادارية لم تتوقف هي الاخرى بالنسبة للفيليين، وكانت المراجعات
الادارية بالنسبة لهم كابوس يتكرر عليهم باستمرار حتى بالنسبة لاولئك الحاملين
لشهادات الجنسية العراقية.
في الفترة 1969 الي 1972 ، قامت الحكومة البعثية
الثانية بقيادة احمد حسن البكر باستئناف عمليات التهجير بحق40000 كردي
فيلي الي ايران، في الوفت الذي كانت الحكومة العراقية انذاك ملتزمة باتفاقية 11
اذار 1970 مع قيادة الحركة الكردية. هذه الحملة تم تنفيذها في
مرحلتين الاولى سنة 1969، والثانية سنة 1971.
حملة التهجيرات الثالثة بدأت في 4 تموز 1980 حين
استدعت الحكومة كافة التجار و رجال الاعمال الفيليين (حوالي 500 شخص) الي اجتماع
في قاعة تابعة الي غرفة تجارة بغداد. هذا الموعد والمكان في الحقيقة كان فخا نصبته
السلطات البعثية
حيث كان المدعوون يقادون الي داخل القاعة التي كان في انتظارهم فيها قوات الامن و
الحزبيين الذين كانوا يأمرونهم بالخروج من باب خلفي الي فناء كانت تنتظر فيها
شاحنات وحافلات عسكرية. يجبر التجار الي ركوب الشاحنات وحال الامتلاء، كانت تغادر المكان
متجهة الي الحدود الايرانية لكي يتم رميهم على الجانب الاخر من الحدود.
استمرت عمليات التهجير لغاية انتهاء الحرب
مع ايران سنة 1988, وشملت حوالي700000 مواطن عراقي، غالبيتهم من الكرد.
ينبغي الاشارة هنا بأن تهجيرات 1980 لم تكن عملية
عنصرية عادية يراد بها فقط التعبير عن حقد العروبيين الاعمى ضد الكرد والشيعة,
وانما كانت خطة مدروسة و مبرمجة استنادا لاجماع جزب البعث والحكومة العراقية انذاك.
اجراءات
اخرى بحق المهجرين
كان المهجرون يجبرون
على توقيع وثائق يتم بموجبها اسقاط حقوقهم عن كل ممتلكاتهم واموالهم المنقولة و
غير المنقولة، ولهذا كانوا من خلال هذه العملية الابتزازية يجبرون على تنفيذ حكم
الاعدام الاداري و المعنوي على حياتهم ووجودهم في العراق : ففي لحظة جرة قلم
يفقدون بيوتهم و سياراتهم و محلات اعمالهم و حساباتهم المصرفية و متعهم الثمينة و
مجوهراتهم .
لقد قامت السلطات العراقية والمؤسسة البعثية
بنهب ممتلكات اكثر من نصف مليون من اولئك الناس الذين كانوا تحت حمايتهم وبشكل
علني.
من جانب اخر، فقد قامت السلطات
البعثية باغلاق المدارس الفيلية و النوادي الاجتماعية و الرياضية و حجزت هذه
الممتلكات مثل بقية الممتلكات الفيلية و اعتبرتها غنائم ضمن عمليات النهب الرسمية.
طريقة الحجز في السجون العراقية
بعد تصنيف الضحايا الي قسمين اي
النساء والاطفال و الشيوخ من جهة والرجال من الجهة الاخرى، تم ارسال الرجال الي
معسكرات او سجون نائية في المناطق الصحراوية القاحله في جنوب غرب العراق مثل سجن
نقرة السلمان السئ الصيت والذي كان منفى للسياسيين والمجرمين في العهود السابقة
نظرا لوجودها داخل بحر من الصحارى الرملية .
سبب اعتقال الرجال كان لاجل استعمالهم
كرهائن و كذلك كنماذج بشرية للتجارب الكيماوية التي كان يقوم بها الجيش .
اما النساء والاطفال فكانوا يرسلون الي
سجون عادية مع كل انواع المجرمات والعاهرات اضافة الي سجون خاصة اخرى كانت في
الحقيقة فسحات او قاعات او محلات ورش ميكانيكية او غيرها تملؤا بهؤلاء المساكين.
طريقة التسفير الي الحدود الايرانية
كان المهجرون في الاغلب من النساء و الاطفال و الشيوخ ،
و كان هؤلاء يتم تسفيرهم على شكل وجبات تتجاوز الواحدة منها الالف شخص و احيانا
اكثر حسب المخططات الخبيثة للسلطات العراقية في تلك الايام.
كانوا ينقلون بواسطة باصات كبيرة ترفقهم سيارات
المخابرات والشرطة، وتتجه القافلة صوب الحدود الايرانية في مناطق خانقين و مندلي
وغيره من المناطق.
حال الوصول الي النقاط الحدودية ، كانت الباصات تفرغ من
ركابها ، ويجبر الجميع على التحرك باتجاه الاراضي الايرانية. بغية تجفيزهم على
التحرك، كانت المخابرات تصيح فيهم وتقول :
روحوا الي ايران. روحوا عند الخميني هناك
(ويؤشرون بابهامهم صوب الاراضي الايرانية).
كانت كلاب الامن والحزب القائد تطلق العيارات
النارية من رشاشاتهم و مسدساتهم بغية ترهيب افراد القافلة واجبارها على التحرك
مشيا نجو ايران.
في
ايران
ابران
في الثمانينيات كانت في اسوأ حالاتها بسبب الثورة الاسلامية الهائجة والتي كانت
تهدد بالحرب الاهلية ، وبسبب الصراع ضد الامريكيين و الحرب مع العراق. مجئ
اللاجيئين العراقيين في تلك الظروف كانت تسبب عبئا اضافيا لم يكن الحكام
الايرانيين حاسبين له الحساب.
عليه
يمكن تخمين اوضاع المهجرين العراقيين والصعوبات التي لاقوها هناك ، فحالتهم يمكن
وصفها بجيدة مقارنة بجهنم . لان هؤلاء المهجرين كانوا قادمين من جهنم ،
والحياة في ايران مهما تكن صعوباتها فانها انستهم جهنهم واحييت فيهم ثقتهم بانفسهم
وبالحياة لكي يحاولوا العيش بشكل طبيعي من جديد.
اي
شخص كان له اقارب في ايران سراء من مهحري السنوات الماضية (1963 او 1970) كان يسمح
له بالخروج من معسكرات الللاجئين بعد ان يكفله احد اقاربه. اما اؤلئك الذين كانوا
بدون اقارب او ذوات مقيمين في ايران، فكانوا يبقون في هذه المخيمات.
السلطات
الايراينة كانت تمنح كل عراقي مهجر هوية تسمى البطاقة الخضراء، وهي تعريفية
فقط لا ينطوي ع ليها اي من المزايا الممنوحة لللاجئين حسب المواثيق الدولية ، اي
ان حامل الهوية لا يستطيع عمليا من القيام بأي اي شئ غير العيش : لا
العمل ولا الزواج ولا املاك عقار او سياره او اي شئ، فقط يستطيع الادعاء بانه صاحب
الهوية !
المحجوزين
والمقابر الجماعية
كل
اولئك الذين حجزوا و نقلوا الي مختلف السجون العراقية تم ابادتهم ابتداء من سنة
1982 حين بدأت الفيالق البعثية في التقهقهر عائدة الي الاراضي العراقية بعد
مذابح عبادان ومجنون و شلمشه وغيره . اندحار الجيش البعثي واحتلال الجيش الايراني
للاراضي العراقية لعب دورا مهما في التجاء القيادة البعثية الي استعمال الابادة
الجماعية بحق المحجوزين كوسيلة للتعبير عن انتقامهم لخسائرهم.
تحليل
عمليات التهجير البعثية
·
انها عملية
غير قانونية للاسباب التالية:
-
نفذت باسلوب عصابات المافية.
-
لم تتهمهم السلطات البعثية باية تهم لانهم لم يقترفوا اية مخالفات للقانون.
ولهذا فان التهجير يمكن اعتباره جريمة اقترفها النطام
البعثي.
-
كان اغلبهم عراقيين سواء بالتجنس او الاصل او التبعية العثمانية . وحتى
بالنسبة لاولئك الغير حائزين لاية وثائق تثبت عرافيتهم، فان القانون الدولي يقر بمنح
الجنسية لكل مقيم اجنبي بعد 5 سنوات اقامة في البلد.
·
انها عملية
عنصرية
العنصرية البدائية كانت السمة الاساسية
لعمليات التهجبير والمقابر الجماعية لانها شملت شرائح محددة استنادا الي القومية
او المذهب الديني.
هل كانت مجرد صدفة ان يتم تلقين البعثيين بفكرة احتقار
العرافيين وبانهم يستحقون البطش كما تدل عبارتهم المشورة:
( العراقي مايفيد وياه الا الخيزرانة)
وعملية اجبار
اربعة ملايين من الاختصاصيين وخريجي الجامعات والعلماء والاساتذه الي ترك
العراق واستبدالهم بالمصريين والفلسطينين واللبنانيين والشمال افريقيين كانت تسير
ضمن معادلة الاحتقار المطبقة ضد العراقيين من اناس لم يكونوا لا عربا ولا عراقيين!
هل هي محض الصدفة ان يتم فيها القاء القبض على التجار
الفيليين بطريقة ( الكماشة الانكشارية ) اي الطريقة العثمانية لاجبار
الشباب عنوة في الانخراط في الجيش العثماني في بداية القرن التاسع عشر.
·
انها عملية
نازية وفاشية
-
لانها اقتبست الاساليب النازية في تهجير اعداد ضخمة من الناس من بيتهم و
قراهم و مدنهم.
-
لانها اقتبست الاساليب النازية في قتل سجناءهم .
-
لانها اقتبست النازية في تجريد جزء من شعبهم من جنسية بلدهم و تجريدهم من
جميع الوثائق التي تثبت انتمائهم للبلد.
-
لانها اقتبست النازية في استعمال وسائل قتل جماعية محرمة حتى في التعامل مع
المجرمين. فالنازيون استعملوا الافران وقاموا بالتجارب الكيمياوية على ضحاياهم ،
في حين البعثيون اسعملوا الاسلحة الكيمياوية و طرق خبيثة اخرى.
-
لانها اقتبست النازية في نهب المهجرين من كل ممتلكاتهم.
ثالثا ) ماهي طموحات الكرد الفيليين
في الدستور العراقي الجديد
نظرا الي
تهميش الكرد الفيليين في الدساتير العراقية الماضية
وبسبب
اهمال الحكومات السابقة للمبادئ الاساسية لتلك الدساتير،
عليه،
نجد انفسنا ملزمين الي اخذ المباردة الذاتية
ورفع مطاليبنا الي لجنة صياغة الدستور وكل الجهات المعنية بهذا الموضوع، من اجل
تأكيد وجودنا قانونيا و تثبيت حقوقنا
القومية والمذهبية والاجتماعية من خلال المطاليب المدرجة ادناه:
1.
المطاليب العراقية
العامة:
نصبو الي عراق ديمقراطي تعددي قائم على
اساس الاتحاد الفدرالي واحترام المبادئ الاساسية لحقوق الانسان والاعراق والقوميات والمذاهب وتحريم التمييز بكافة انواعه
ومنح حقوق المرأة كاملة اسوة بالرجل.
نتطلع الي عراق تسود فيه المؤسسات
الدستورية ويتم فيها تشييد صرح المجتمع المدني في ضل حكم القانون والمبادئ
الحضارية والانسانية.
2.
الحقوق القومية:
نطالب باحترام الحقوق القومية الكردية
للفيليين وان توضع الا سس الكفيلة للحفاظ على هويتهم وتراثهم وتاريخهم ولغتهم.
3.
اللغة :
ممارسة حقهم في استعمال لغتهم وتدريسها في كافة المستويات الدراسية في
مدارس خاصة بهم.
4.
حق النشر الصحافي والكتب والبث الاذاعي والتلفزيوني باللهجة الفيلية.
5.
استرجاع حق المواطنة
كاملة لكل المهجرين العراقيين، وكذلك الي كل الكرد الفيليين المقيمين في العراق
لمدة تتجاوز 5 سنوات.
6.
حق اقامة الكيانات
السياسية والمذهبية والاجتماعية.
7.
حق التمثيل البرلماني
والحكومي عن طريق الانتخابات . في حالة تعذر الفوز بمقاعد برلمانية، ينبغي
ايجاد ألية مناسبة لظمان التمثيل الفيلي كجزء اساسي من مكونات الشعب العراقي. هذه
الحالة سوف تنطبق على بقية الاقليات وسوف تفرض على المشرعين العراقيين ابتكار
اسلوب بركماتي في التعامل مع مسألة التمثيل البرلماني والحكومي وذلك بوضع حد ادنى
من الممثلين يتناسب عددهم مع نفوس الطائفة المقصودة ويتم الالتجاء الي هذا الحل في حالة عدم فوز تلك الطائفة بمقاعد او مناصب
حكومية.
8.
تحديد ميزانية خاصة من قبل
الدولة لتمويل عمليات العودة الي الوطن وتعويض اهالي الشهداء
والمتضررين ماديا ومعنويا جراء عمليات التهجير والمقابر الجماعية ، ومساعدتهم
في عملية الاستقرار وكذلك الكشف عن مصير
المفقودين.
9.
مطاردة العناصر المتهمة
بجرائم ضد الانسانية لكي تتم محاكمتهم.
10.
سن قانون خاص يتم بموجبه الاعتذار
من قبل دولة العراق الي كل ضحايا العهد الفاشي نظرا الي ان ذلك النظام كان يديره
الملايين من العراقيين الذين فرضوا جريمة العداء للانسانية على دولة العراق.
المؤسسة البعثية كانت مشبعة بكل انواع الطيف العراقي، ولهذا فأن مسألة الاعتذار
تقع على عاتق الجميع لان الكل مسؤول لما حصل لبلدنا.
11.
تأسيس هيئة مكونة من
اخصائيين في علم النفس والاجتماع من اجل تقديم المساعدات النفسية الي
ضحايا عمليات التهجير والمقابر الجماعية والارهاب والخطف.
12.
تحديد نفوس الاطياف
المكونة للشعب العراقي داخل وخارج الوطن.
13. التعديلات الدستورية في
المستقبل:
نظرا الي الاوضاغ الاستثنائية التي يمر فيها العراق حاليا ويتم فيها صياغة
الدستور, لهذا نرجو ان تؤخذ احتمالية وجود ثغرات ونواقص داخل الدستور المزمع
صياغته هذا العام، الامر الذي يتحتم عليه وضع ألية سهلة وخالية من العراقيل من اجل
اجراء التعديلات الضرورية في المستقبل عليه، مع العلم بأن الفترة الزمنية المخصصة
لصياغة الدستور هي ضئيلة نسبيا . الفرنسيون استغرق بهم صياغة الدستور اكثر من 20
عاما في حين ان الامريكان اضطروا الي تعديل دستورهم 7 مرات، والبريطانيون لم
يصيغوا لبلادهم دستورا لحد اليوم ، وذلك لان الدستور المعمول به هو معرض للتعديلات
بشكل مستمر.
14. المؤتمر الدستوري:
نؤيد فكرة اقامة المؤتمر الدستوري
الهادف الي دعم لجنة صياغة الدستور واكمال مهماتها والتأكيد على شموليتها لكي يتم تمثيل كل الطيف العراقي بدون استثناء.
ينبغي على هذا المؤتمر ان يساهم فيه ممثلي الطيف العراقي اضافة الي خبراء القانون
وممثلي الاحزاب السياسية و المذاهب وكذلك ممثلي كيانات المجتمع المدني والمنظمات
النسوية. دور المؤتمر الدستنوري سوف يكون مكملا اكثر ما يكون بديلا للجنة صياغة
الدستور.
15.
نطالب بمساهمة عدد من الكرد
الفيليين في لجنة صياغة الدستور.
16.
نرجو تثبيت النظام
الديمقراطي الفدرالي المستند على مبادئ حقوق الانسان والمرأة وحرية الرأي
والفكر
والمذهب وحقوق المجماميع العرقية.
الكرد الفيليون مثلهم مثل بقية الطيف العراقي، لا يمكن
لهم الشعور بالمواطنة كاملة متطمئنة ، وغير مهمشّة طالما لم يشر الي وجودهم
وحقوقهم في الدستور العراقي، وطالما لم تطبق الحكومات العراقية وتسير بخطى ذلك
الدستور.
المكتب
السياسي
حزب بايمان