قلبي على أهلي من الكورد الفيليين في ستوكهولم

الحاج عبد الأمير الجيزاني
صوت العراق،
13/5/2005

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد قرأت البيان الذي نشره الدكتور زهير عبد الملك عن تشكيله لحزب سياسي فيلي جديد والذي نشر على صفحات موقع صوت العراق. وقد تعجبت للتقرير الذي كتب عن الندوة التي اقامها الدكتور زهير عبد الملك والتي أعلن فيها عن النية لتشكيل حزب سياسي جديد. ولأني كنت احد الموجودين في هذه الندوة التي نوه عنها على صفحات اكثر من موقع، لذا اجد من الواجب علي قول حقيقة ماجرى وليس ما نشر.

لقد كان يشدني الشوق للألتقاء ولحضور ندوة الدكتور زهير، وكنت أسعى لكي أكون أول الحاضرين والجالسين في الصفوف الأمامية خوفا ان لا أجد مكانا لي داخل القاعة، وذلك لكثرة ما تم الإعلان عن الندوة، ولكثرة المقالات والتحاليل السياسية والفكرية التي ينشرها الأستاذ المحاضر دكتورنا الفاضل وأحد مفكرينا على مواقع الإنترنيت.

لكني للأسف لم استطع ان اكون أول الحاضرين بل تأخرت عن بداية المحاضرة، وذلك بسبب موعد الصلاة الذي يكون في ستكهولم في حدود الساعة الواحدة، بينما تم الإعلان عن الندوة من الساعة الثانية عشرة.

إنني اكتب هذه التوضيحات من باب العتب على شريحتنا من الكورد الفيليين في مدينة ستكهولم، فهم يعدون بالآلاف، بينما عندما دخلت القاعة فوجئت بالعدد القليل جدا الذي وللأمانة لم يتعدى (
42) شخصا من أبناء شريحتنا الأفاضل بمن فيهم من ممثلي الأحزاب السياسية الأخرى. وكذلك من باب الدهشة فان التقرير والبيان الذي كتبه الدكتور زهير يتحدث عن حشد غفير من أبناء الجالية الفيليية، فهل هؤلاء حشد غفير بينما في ستكهولم وحدها يتجاوز عدد الفيليين مابين ثلاثة آلاف وحتى الخمسة آلآف شخص؟.

إنني أعاتب على أبناء شريحتنا ان يكون بيننا الضيف الكريم الدكتور زهير عبد الملك، الكاتب المعروف، الذي لديه عشرات المقالات والدراسات، وأحد مفكري الفليين والذي له سمعة طيبة في نفوسنا، بينما يكون الحضور بهذه القلة القليلة.

لكن خوفي من عدم الحصول على مكان لم يكن في محله، فحينما دخلت القاعة كان الدكتور قد بدأ حديثه، فجلست وكلي شوق لسماع هذا المفكر الفيلي، وأخذت أكتب كل ما يقوله وما يطرحه للحاضرين كي أتعلم منه أصول المحاضرة والسجال بين المحاضر والمسمتعين.

وللأسف فوجئت أولا لبعض طروحاته ومناقشاته، وأجوبته العصبية، لاسيما فيما يخص المناقشات التي كانت تدور حول تشكيل كيان سياسي للكورد الفيليين، وحينما سألته عما تناهى إلى سمعي من شخص آخر أجله كان يعمل على نفس هذا الموضوع، فأردت سماع رأي الدكتور المحاضر في الموضوع، لكن ومع جل إحترامي وإعتزازي للدكتور زهير، فانه نعت الشخص الآخر بكلمات نابية وقذف شخصي، وبعصبية، وأمام جميع الجالسين، بينما وللأمانة والتاريخ والضمير أقول هنا بأن الشخص الآخر حينما تحدث عن الدكتور زهير تحدث عنه بكل أدب وإحترام وتقدير رغم الأختلاف في وجهات النظر، مما دفعني لأن أعترض على الدكتور وأقول له بأن الشخص الذي يقذفه هو بكلام غير لائق هنا وأمام الجميع كان قد تحدث عنك يادكتورنا بكل أدب وأحترام ومن غير اللائق ان تذكره هنا بالسوء، وهذه مع الأسف من الصفات التي لا تليق بشخص أكاديمي يريد أن تشكل حركة جماهيرية لشريحة ممزقة، هذا مأخذ كبير على دكتورنا الفاضل .

ليس هذا فحسب، فحينما أخذ الدكتور يتحدث عن العمل السياسي مستعرضا بعض شهداء شريحتنا الفيليية وما قدمته هذه الشريحة لبعض الأحزاب الكوردستانية واليسارية إستغفل الشهداء الذي كانوا ينتمون للأحزاب والحركات الاسلامية، وهذا إجحاف بحق هؤلاء الشهداء الأبرار من أبناء شريحتنا ممن كانوا يعملون في تلك الأحزاب الاسلامية، مما دفعني لسؤاله عن سبب هذا الاستغفال في ذكر هؤلاء بينما يتم التركيز على شهداء بعض الجهات السياسية، وأمانة لذكرى هؤلاء الشهداء شرحت دور الكورد الفيليين ومحاربتهم لطاعون وعصابات العصر المقبور، خاصة أثناء الحرب العراقية الايرانية، حينما سقط حوالي ثمانين من شهداء الكورد الفيليين الذين كانوا يعملون تحت قيادة قوات المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق، وعندما تمكنوا من صعود وتحرير قمة جبل (شاح شيران)، وسحق العصابات البعثية هناك، وهناك العشرات غيرهم، فكيف ينسى الدكتور الفاضل هؤلاء، مما دفع به وأمام الجمهور الحاضر بأنه سيذكر أسماء الشهداء الفيليين من الحركات الاسلامية إسوة بالشهداء الفيليين من التنظيمات الكردستانية واليسارية، ولكن حينما نشر البيان على بعض المواقع لم أجد أية ولو كلمة واحدة بحق هؤلاءالشهداء الذي ذكرتهم. فعجبت من وعد الدكتور بذكرهم، وخلفانه للوعد، وهؤلاء شهداء ليس لهم مصلحة في هذه الدنيا حتى نغارمنهم أو نحسدهم أو حتى نعاديهم. وهذا مأخذ آخر على دكتورنا، فقد وعد لكنه لم يوف بوعده.

لقد تحدث الدكتور الفاضل باسلوب وكأن جميع المنظمات والجمعيات الفيليية لم تقدم شيئا من أجل الفيليين، وبودنا أن نقول لدكتورنا الفاضل: إن الكورد الفيليين ومن خلال تواجدهم وتطوافهم من منفى إلى منفى كان لديهم أدوار مهمة، فقد كانوا السباقين في مقارعة عصابات البعث وعملائهم وجحوشهم داخل هذه الدول إعلاميا، وفي بعض الأحيان بالتصادم والعراك معهم، وكذلك المناوشات والمشاجرات مهعم ومع عملائهم من أبناء الجنسيات الأخرى، كما كانت لشريحتنا منظمات إجتماعية وحسينيات فاعلة في خدمة أبناء الشريحة الفيليية، فكيف يجري شطب كل ذلك بجرة قلم، وهذا مأخذ ثالث، إذ كيف نبني شيئا جديدا على أساس إلغاء كل ما قبلنا.

أما فيما يخص الانسلاخ عن تاريخنا الفيلي العظيم والذوبان في تواريخ اخرى فأقول لأستاذنا الفاضل أن للفيليين تاريخهم وهو تاريخ أجدادنا الذي تربينا عليه، تاريخ البساطة والطيبة، ومن لم يحترم تاريخه وأصله وتاريخ شريحته فليذهب إلى مزبلة النفايات، فلن نقبل أن ننصهر بتاريخ آخر ولن نقبل ان نتنازل عن تاريخ الكورد الفيليين مع جل إعتزازي وإحترامي لتاريخ كل مكونات شعبنا وأمتنا الكوردية وتاريخها العظيم.

وليس من مثال أبرز من أعضاء الجمعية الوطنية من أبناء شريحتنا الذين كان الأولى بهم ان يطالبوا بحقوقنا في عودة المهجرين من الكورد الفيليين ورفع الغبن والتمييز القومي والطائفي عنهم.

وأخيرا فان المبالغات في لغة البيانات شيء والواقع والأحداث شيء آخر، فلم يكن هناك حشد غفير وانما كل الذين صوتوا على البيان كانوا
32 شخصا في مدينة يسكنها آلآف من الكورد الفيليين، وكان الأصح عدم المبالغة في البيان السياسي فكل من حضر حتى من المؤيدين يعرف عدم دقة ما ورد.

المجد والخلود للشهداء والمغيبين من الكورد الفيليين

المجد والخلود لشهداء كوردستان الحبيبة

المجد والخلود لشهداء الأنتفاضة الشعبانية البطلة

المجد والخلود لشهداء الأحزاب الاسلامية الوفية للعراق

المجد والخلود لكل الشهداء من كل الطوائف والملل والأقليات الأخرى التي قارعت النظام الفاشي في العراق

الحاج عبد الأمير سلمان جمشير الجيزاني
(الحاج ابو علي الجيزاني)
السويد ـ ستوكهولم