ايجابيات تشكيل حزب سياسي من قبل الكورد الفيليين

نظيرة اسماعيل كريم

ان النظم السياسية الديمقراطية تتسم بالتعددية . ويكون لدساتيرها طابع التفاعل بين الشعب والحكومة ، حيث إنها بمثابة العقد الذي يتم ابرامه بين الشعب صاحب السيادة والسلطة السياسية ويتم فيها تخصيص باباً يتناول حقوق افراد الشعب كحرية التعبير عن الرأي وحرية الاعتقاد وحماية الشعائر الدينية وحرية الانتقال وحق المواطنة والتعليم والرعاية الصحية والعمل وتعد هذه الحقوق جزء من الحقوق الشرعية في القوانين الوضعية وجزءً من الحقوق الشرعية في النظام الاسلامي وعليه فإن النظام الديمقراطي يجيز تأسيس احزاب ومنظمات وجمعيات تعبر عن آراء قوميات او مجموعات وطنية أو اية فئة اخرى من اجل الدفاع عن حقوقها وتسعى لاحقاق هذه الحقوق ومنها الانتماء إلى الحزب الذي يرغب المواطن الانخراط في صفوفه لانه يرى فيه السبيل لتحقيق آماله وافكاره بحرية تامة تجيزها له قوانين دستور بلاده.

عليه ليس هناك اي مسألة في تأسيس حزب سياسي من قبل الكورد الفيليين يسعى للدفاع عن الحقوق المشروعة لهذه الشريحة الكوردية ضمن مجموعة الشعب العراقي لاسيما وانها تعرضت للهجوم والانتهاكات على مدى العقود الماضية ولااعتقد انه يعتبر انتهاك لحق اي من الحزبين الكورديين الكبيرين الذين كانا ولايزالان يقدمان دعماً كبيراً للكورد الفيليين ويصح القول على الاحزاب التي لها طابع شيعي أو اي حزب عراقي وطني اخر مهما كان طابعه القومي او المذهبي انما سيكون عونا وصديقاً ومتضامناً مع مجموعة هذه الاحزاب جميعاً واعتقد ان هذا الامر كان يجب ان يتحقق منذ امد بعيد والان وقد توفرت الفرصة لبناء عراق جديد تعددي وفي الوقت ذاته موحد وحر ديمقراطي فلماذا يسعى البعض ان يحرم هذه الشريحة من حقها الطبيعي ويوحي بأن تشكيل الكورد الفيليين لحزب سيشيع الفرقة بين الاكراد مثلاً فنحن جزء من الشعب الكوردي فكما العرب أو اية قوميات اخرى لها خصوصيات اخرى مثل انتماءها إلى مذاهب او اديان مختلفة فان الأكراد ايضاً سنة وشيعة او مسيحيين وإن مثل هذه الذرائع غير صحيحة ومرفوضة لا تتواكب مع الافكار الجديدة التي نريد جميعاً ان نزرعها في عراقنا الحبيب ومنها " ان الجميع احرار في النعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوقهم ضمن اطار القانون وبالسبل السلمية والحوار" ...................