مرة أخرى مع بيان اللجنة التحضيرية لـ ( الحزب الكوردي العراقي )

وداد فاخر*
صوت العراق،
9/5/2005

حفزتني رسالة الأخ الدكتور برهان شاوي للتواصل والنقاش حول ما طرح في بيان اللجنة التحضيرية لـ ( الحزب الكوردي العراقي ) ، وعودة للبيان الأنف الذكر فان ما سطر فيه هو هذه العبارة التي تختصر كل الحقوق المطلوبة ( لقد اتفق الحاضرون على إن الأسس الفكرية والأيديولوجية للحزب تقوم على الأيمان بمباديء حقوق الإنسان ودولة المؤسسات الدستورية والمجتمع المدني ) . بينما تحدثت في قراءتي الأولى للبيان عن أهمية إيلاء اهتمام كبير بالجيل الجديد من الشباب ، والمرأة كالجزء الآخر المتمم للمجتمع ، والتي لم يرد عنهما شيء بتاتا في البيان .
وكلي يقين بأن المؤتمر العام للحزب سوف يولي اهتمامات كبيرة نحو عنصر الشباب والمرأة ، وكل المسائل التي تدور في أذهان العراقيين كافة مما يعزز الدور المهم للعملية الديمقراطية الجارية في العراق ، ويساعد على تأطيرها جماهيريا .
لكن لدي اعتراض على ما ورد في رسالة الدكتور خالد السلطاني للدكتور برهان شاوي والتي تحدث فيها عما سماها بـ ( المحنة الإنسانية ) التي ( يتعين في رأيي أن لا تكون مصدرا لحالة من التفرد " الفجائي " والارتقاء بها كحالة خاصة ومتقدمة عن المظالم الأخرى ) . وفي رأيي المتواضع بأننا واقصد هنا العراقيين كافة ، قد وقع عليهم ظلم وحيف لم يكن بتلك البساطة التي يجب نسيانها ، وما وقع على الكورد الفيلية هو كما تقول يجب أن لا يكون الحديث عنه بمعزل عما وقع على بقية النسيج العراقي ، لكننا يجب أن نضع دائما في بالنا مسألة تثقيف جيلنا الحاضر والأجيال القادمة بما اقترفته الفاشية في عراقنا الحبيب ليكون ذلك الدرس القاسي جرس إنذار يدعو الجميع بعدم نسيان الممارسات الفاشية التي اقترفها البعث ، والتأكيد على عدم فسح المجال مطلقا لتكرار استنساخ الحجاج بن يوسف الثقفي أو المتوكل العباسي مرة أخرى ، واكبر دليل على ذلك ما نراه من احتفالات بالذكرى الستينية للقضاء على الفاشية التي جرت في أنحاء متفرقة من العالم .
ونصيحتى أن يكون هناك تأكيد على الممارسات الديمقراطية داخل صفوف الحزب والذي تتمثل بواسطة قيام انتخابات ديمقراطية تبدأ من القاعدة حتى القمة لاختيار قيادات الحزب الكفوءة ، ورفض مبدأ التزكية أو التعيين إطلاقا . وأتمنى على الحزب الجديد أن يتخلص من الكثير من أمراض الأحزاب العراقية التي يقف على رأسها ملازمة القيادات لمواقعها الحزبية حتى رحيلها عن الحياة ، مثلها مثل حكام العرب وبعض دول الشرق ، لذا فالأفضل إن يتم تثبيت فقرة في النظام الداخلي الذي سيتم مناقشته في المؤتمر العام بأن لا يجوز أن يتم انتخاب سكرتير الحزب أو قياداته إلا لفترتين انتخابيتين ، كي يتم التخلص من القائد التاريخي والقيادات التاريخية للحزب ، كما هو حاصل في أحزابنا العراقية التي تعاني من هذا المرض الملازم لها منذ ولادتها .
كذلك وضع برنامج مرحلي يتماشى والتغيرات الديمقراطية الحاصلة في داخل الوطن ، وان يتعزز دور الحزب في الداخل فهو المحك الحقيقي لثباته وكفاءته جنبا لجنب مع بقية الأحزاب الوطنية العراقية .
أخيرا أتمنى للحزب الوليد كل الخير والنجاح ، وان يكون رافدا من روافد العمل الجماهيري ، وعاملا من عوامل رص الصف الوطني ، ودعم التوجه الديمقراطي .

* كاتب عراقي
فيينا ـ النمسا