الكرد الفيليون طليعة الكرد و رأس حربتهم؟؟

هشام عقراوي
صوت كردستان،
3/4/2005

من أفرازات الظلم و الاضطهاد، الدمار و القتل و المقاومة. ومن أفرازات المقاومة ابراز دور بعض الجماعات و الافراد بشكل تجعلهم في صدارة هذه المقاومة. قد يكون الموقع الجغرافي له دور في تعرض هذه الجماعة للاضطهاد و لكن في كل الاحوال مواقفها الوطنية و الثورية هي التي تدفع المستبدين باالاعتداء على جماعة دون أخرى.

لو كان الكرد الفيليون راضين بالحكم و الاستبداد الصدامي و مستعدين لخدمة نظامة الجائر ضد شعبهم الكردي والعراقي، لما حصل لهم الذي حصل و لما نالوا من صدام و نظامة غضبه و جرائمه. وهناك في العراق أمثلة كثيره لقوميات و طوائف و فئات رضوا بالذل و خدموا صدام و أصبحوا اليد الطولى له في جرائمه و حربة ضد أيران و الكويت و الكرد و الشيعه و نتيجة لهذا ربما تعرضوا للقتل في جبهات الحروب الصدامية و لكنهم لم يتعرضوا الى الابادة من قبل صدام و لم يحصل لهم ما حصل للكرد الفيليين.

الكرد الفيليون تعرضوا الى الترحيل و السجن و القتل و الابادة على يد صدام لأنهم كرد أولا و لم يكونوا مستعدين خدمة النظام البعثي العفلقي الصدامي ثانيا. و عندما تعرضوا الى الترحيل كانوا ضمن الطليعة الرافضه و المناضلة وفي الخط الامامي. الكرد الفيليون تعرضوا الى الترحيل و القتل ضمن حملة صدامية شاملة على مدن مندلي و خانقين و بعقوبة و السعدية و كركوك و مخمور و الشيخان و سنجار و القصبات و المناطق التابعة لهذه المناطق. وفي خطوة لعدم تمكن الفيلييين و الكرد من مساعدة بعضهم البعض، مد صدام جبهتة لتشمل بغداد و العديد من المناطق الاخرى في وقت كانت فيه الثورة الكردية في اضعف مراحلها و أخطرها.

نضال الكرد الفيليون كان جزءا من ثورة شاملة خاضها الكرد و بعض الشيعة و في الجبهتين كان الكرد الفيليون رأس الحرب فيها و نالوا اضد الضربات العنصرية.

الكرد الفيليون بهذا التأريخ النضالي وهذه التضحية يجب أن يكونوا اليوم في مقدمة الشعب الكردي و العراقي و في مقدمة الفئات التي ترى و تحصد ثمار هذا النضال.

هذا النضال الذي خاضه الكرد الفيليون تجعلهم متحصنين بحنكة سياسية و خبرة لا تستهان بها و يستطيعون تمميز الصالح من الطالح و يعرفون ماذا يفعلون و من الصعب جدا أن يستغلوا من قبل اية فئة أو طائفه في الداخل أو الخارج. هذا التاريخ النضالي من الصعب ان يفرط به اي فرد كردي فيلي لأنه شرف نادر و لا يستطيع اي شخص أخر أن ينالة. الكرد الفيليون رسموا هذا التاريخ بدماء ابناءهم و بتضحياتهم و معناتهم التي لم يتجرأ الكثيرون حتى التفكير بها.

من الصعب أن تجد أشخاصا بين فئة كهذه او حتى تنظيما يوافق او يكون مستعدا الاتجار بالكرد الفيليين و الشعب الكردي من أجل مصالح شخصية أو حزبية ضيقه. قد يختلف الكرد سياسيا و قد ينتقدون بعضهم و قد تكون لهم مواقف مختلفة و هذا أمر أعتيادي، الا أنه من المستحيل أن يتحولوا الى أداة بيد أحزاب و أطراف أخرى ضد شعبهم الكردي أو استخدام اسم الكرد الفيليين من أجل الحاق الضرر بالكرد و مصالح الكرد القومية.

جيمع الاحزاب و الاطراف، كردية كانت أو شيعية أو سنية أو مسيحية و غيرهم، لديهم الحق بالدخول في تحالفات سياسيه والانظمام الى القوائم الانتخابية، ولكن ليس من حق اي حزب كبيرا كان أم صغيرا، ان يتكلم باسم الكرد أو العرب او الشيعة. فالحزب هو جزء من الشعب ولا يمثلهم. وفي اية لحظه ترى فيها الاحزاب أو الاشخاص بأن اي تحالف حزبي تحول الى منبر لمعادات شعوبهم فمن الطبيعي أن تنسحب هذه الاحزاب من تلك التحالفات.

قليلون الذين يقبلون أن يتحولوا الى أحزاب كارتونية كالتي كان يكونها صدام باسم الشعب الكردي مثلا. و الكرد الفيليون بعيدون كل البعد من شئ كهذا و اي شخص أو فئه تحاول أستغلال أسم الكرد الفيليين النضالي ستلقى الرفض و المعارضة و التنديد من قبل كل الكرد و بالذات من قبل الكرد الفيليين. و قد يكون أنسحاب حزب الاتحاد الاسلامي لكرد العراق الفيليين من القائمة (الشيعيه) ناتجه عن رفض لأستغلال اسم الكرد الفيلييين من أجل أغراض خاصة.

بعد أن أنتهى الحكم الصدامي و ظلمة و أستبدادة للشيعة و الكرد و للكرد الفيليين، أستبشر العراقيون خيرا و تصوروا بان زمن الاهانات و المؤمرات قد ولى الى غير رجعه وان الانسان المناسب سيأخذ المكان المناسب و سيتحول المضحون الى رموز و طنية و قدوة للاجيال القادمة، لا ان يتاجر بهم وباسمهم الشريف و البراق.

هنا أوجة أنتقادي الى كل الاطراف العراقية، من الحكومة الى المجلس الوطني و الى الاحزاب العراقية قاطبة شيعية و سنية ومن ضمنهم الحزبين الكرديين الرئيسيين. هذه الاطراف كلها لم تعر الاهمية الكافية الى قضية الكرد الفيليين ولم يحاولوا تعويضهم عن الاضرار التي لحقوا بها، ليس هذا فقط بل لم تقيهم لحد الان تضحيتهم بطريقة متوازنة مع التضحيات التي قدموها.

صحيح أن الاحزاب الكردية تحاول ذلك و محاولاتها في اعادة التطبيع في منطقة كركوك تدخل ضمن هذه المحاولات و تحاول اشراكهم بعض الشئ في ادراة العراق و كردستان، ألا ان هذه المحاولات لا ترتقي الى المستوى المطلوب و تصطدم بمعارضة الحكومة و أطراف عديدة أخرى تدعي بأنها مع حقوق الكرد الفيليين.

أذا كانت الادارات و الاحزاب العراقيه قاطبة صادقه في اقوالها حول الكرد الفيليين فالتعطي للكرد الفيليين الدور و التعويضات التي يستحقونها ومنها توفير الامكانيات بعودة الذين يرغبون بالعودة الى مدنهم و قراهم التي شردوا منها و مشاركة الاخرين في حكم العراق و المدن وتعويضهم عن الاضرار التي لحقت بهم.

يبدوا ان الكرد الفيليون كتب عليهم ان يستمرا في ممارسة دورهم الطليعي و النضالي الى أن يتحول العراق و كردستان بحكم سواعدهم الى دولة ديقراطية تحترم فيها حقوق الانسان و يقدس فيها المناضلون و يضعوا حدا للذين يقولون و لا ينفذون أقوالهم.