المجازر العراقية كالمجازر الأرمنية

مسعود عكو
موسوعة صوت العراق،
5/3/2005

هذه المقالة فكرة أتت من على قارعة الطريق هذا الطريق الوعر المليء بالأجساد المقطعة والرؤوس المحزوزة على أيدي جلاوزة الظلام هذه المقالة تعيد إلى أذهاننا مجازر ارتكبت بحق إخواننا في الإنسانية وكانت مرة أخرى بذريعة أربعين حورية والجنة الخالد المخلد فيها فأية جنة هي إذا كان ثمن تذكرة دخولها قتل إنسانٍ بريء لا حول له ولا قوة وذنبه الوحيد إنه إنسان أخر.

مذابح السلطان عبد الحميد الثاني:
جرت المذبحة الأولى في آب وأيلول من عام /
1894م/ في منطقة ( ساسون ), عندما شعر السلطان المستبد بالخوف من النهوض الثوري للمسائل القومية والوطنية في الإمبراطورية العثمانية ومن النزاعات الإقليمية وخاصة من نهوض الحركة الأرمنية بشكل أكثر, والاهتمام بها من قبل الدول الأوروبية. لقد اشتد خوف السلطان الطاغي المستبد أكثر من أي شيء آخر وازدادت مخاوفه أكثر من إمكانية تقديم المساعدة من قبل روسيا والدول الأوروبية. لأن الحركة الأرمنية كانت تشكل أخطر وأهم موقع. وكان هناك وجود نوع من التعاطف بين الأرمن وروسيا بالنسبة لوضعهم في الإمبراطورية العثمانية وحتى أن الأرمن رحبوا بالقوات الروسية عندما وصلوا إلى القفقاس.

لقد بلغت الوحشية فوق تصورات العقل البشري, وقرر السلطان عبد الحميد أن يقتل جميع الأرمن دون استثناء ودون أن يأخذ أحداً من الأرمن أسيراً, رفع شعاره: ( ساسون من دون ساسون ) أي يريدون ساسون بدون أرمن وهذا ما عبر عنه بصراحة الصدر الأعظم كوتشوك ( سعيد حليم باشا ) إذ قال في قراره: ( إن المسألة الأرمنية لا تحل إلا بإزالة الأرمن من الوجود نهائياً ).

وبعد أن نجحت المذبحة الأولى بدأت السلطات العثمانية بارتكاب مذبحة ثانية في
26 آب عام /1896م/ وبدأت بأحداث بسيطة كاعتقال عضوين من الهنجاك ( كانا يعبران الجبال في إقليم /سامسون/ في أرمينيا) ومن الأحداث الملفتة للنظر ونتيجة خلاف بين تركي وأرمني على سعر ثور للبيع ألقوا القبض على /150/ أرمنياً وتم قتلهم على أيدي البوليس التركي بتهمة التحريض على الثورة وحدثت مذبحة أخرى دامت ثلاثة أيام بلياليها في مدينة آمد / ديار بكر/ على سبيل التسلية والتسليم زهاء ثلاثة آلاف شخص ودمروا /120/ قرية كما قتلوا مسيحيين كثيرين بحجة أنهم أرمن وكان قتل الأرمني أمراً عادياً إذا وجد في حوزته خنجراً أو سيفاً أو سلاحاً وفي عام /1904م/ أرسلت كتائب من وحدات الجندرمة والجند إلى المناطق الأرمنية وخلال عشرين يوماً قصفت المدن والقرى قبل دخولها لتمشيطها نتجت عنها مقتل أكثر من ثمانية آلاف من الأرمن ودمرت أكثر من /2500/ قرية فبلغت عدد ضحايا الأرمن في عهد السلطان الطاغي عبد الحميد الثاني /300/ ألف أرميني دفعوا ضريبة اختلافهم بالقومية عن الأتراك العثمانيين وطبعاً هذا غيض من فيض.
اتهم الأكراد أيضاً بارتكاب المجازر ضدهم والمسلمين بشكل عام فكان الشعار المرفوع في ذاك الوقت( أقتل أرمنياً تدخل الجنة ولك أربعين حورية ) فثمن تذكرة دخول الجنة كان إراقة دم إنسانٍ أرمني بريء والجنة التي وعدوا بها امتلئت بالطغاة والمجرمين قاتلي البشر وبأية ذريعة لأنهم فقط بشر.

مذابح العراقيين:
أما المجازر التي ترتكب اليوم في العراق فهي لا تقل عن مجازر الطغمة الفاشية التركية آن ذاك فأخر تلك المجازر هي مجزرة الحلة التي راحت ضحيتها حوالي /
125/ عراقياً بريئاً لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون وأيضاً بذريعة دخول الجنة وذرائع أخرى هي أتفه من أن تسرد على الألسنة في سبيل إنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق فهل خلاص العراق من أمريكا في قتل العراقيين بهذا الشكل المرعب وهذه الجرائم الفاشية التي عفت عنها اعتى إمبراطوريات الإرهاب العالمي وحتى مجازر الأرمن على يد العثمانيين كان بين قوميتين مختلفتين وبين دينين مختلفين فأي اختلاف بين العراقي الذي يسير في الشارع أو بجوار دورية أمريكية مع ذلك الإرهابي الذي يفجر نفسه ليرتكب مجازر بحق أخوته في الوطن والدين والأرض أليست هذه مجازر على شاكلة المجازر الأرمنية أم ماذا تسمى مثل هذه الحوادث المؤسفة باسم الدين وباسم الله لقتل العراقيين والمسلمين بدون أي وجه حق ودعوتي لكل رجال الدين أن يفتوا في تحريم هذه المجازر ودعوة هؤلاء الإرهابيين بأن يفيئوا إلى الصواب وكفى الله المؤمنين شر القتال ولن أقول سوى: (لا حول ولا قوة إلا بالله).