مرحبا بك يا نوروز

ضياء السورملي ـ لندن
18/3/2005

يعتبر شهر آذار منعطفا تاريخيا في تاريخ الكرد الحديث ، كما ان يوم الحادي والعشرين من آذار هو اول يوم من ايام السنة الكردية ، يعرف الجميع هذه المناسبة من خلال الأحتفال الجماهيري لشعبنا الكردي في كل بقاع الأرض وفي كل منافيهم الأختيارية منها والأجبارية ، يحتفل شعبنا معبرا عن فرحته بانتصار الحق ضد الظلم ، وانتصار الرمز الكردي المكافح كاوه الحداد على الرمز الأسطوري للظلم الملك الضحاك

كما يستذكر شعبنا في هذا اليوم نضالاته المستمرة من دون توقف من اجل تحرير الكرد وكردستان من براثن الأستعمار المتسلط على رقاب شعبنا وامتنا الكردية ، هذا الأستعمار الذي ياخذ اشكالا متعددة وثيابا ملونه بالعتمة والذي يغلف نفسه باطر مثل القومية العربية او الطورانية التركية او الأمة الفارسية العنصرية ، وكلما وصلت او تقترب من الوصول ثمرة الشعب الكردي الى مرحلة النضوج لقطف ثمار الأستقلال يتصدى الشوفينيون بكل قواهم لقمع شعبنا الكردي ومنعه من جني ثمار زرعه ونضالاته

يتلبس القمع اشكالا متعددة ونماذج مختلفة والأمثلة على ذلك كثيرة واية دراسة منصفة لما يجري بحق الكرد في الدول التي وزعت عليها اراضي كردستان سيعرف كيف ياكل المستعمرون وينهشون من اللحم الكردي وكيف يتلذذون بطعم ضحاياهم من الأكراد

ان قمع الثورة الكردية واسقاط جمهورية مهاباد من قبل النظام الشاهنشاهي المقبور وما فعله الحكام في قم وطهران عندما ازيح شاه ايران من الحكم ولتحل محلها مرحلة جديدة من الأستبداد والظلم تجاه الكرد وهذه المرة باسم الدين الأسلامي والجمهورية الأسلامية والتوحيد والجهاد لتحرير فلسطين من جهة والقمع والتسلط على رقاب الكرد المسلمين والشعوب غير الفارسية من جهة اخرى وبذلك يدخل الكرد في كردستان الشرقية تحت قيود جديدة وارهاب ديني تقوده مجموعة من الطغاة العنصريين من الجنس الفارسي الذي يلغي الحقوق لبقية الأجناس المتواجدين على الأرض الأيرانية متسلحين من دون وجه حق بمبادئ الدين الأسلامي الحنيف

ولو اخذنا ما يجري في تركيا وما تحمله مبادئ اتاتورك العنصرية سنجد حجم الماساة التي يعاني منها شعبنا والكم الهائل من الضغط والمرارة التي يعيشها تحت سياط الجنرالات ومدافعهم وطائراتهم وجندرمتهم المتخلفة ، يدعون الحرية والديمقراطية ويريدون الأنتماء الى صف الدول المتحضرة ويغمضون اعينهم عن جرائمهم بحق الشعب الكردي الذي يشكل ثلث مساحة تركيا ونسبة نفوس الكرد حوالي ثلث نفوس الملة التركية

وبالنسبة للعراق فان النموذج المطروح للحكم بعد كل ما قامت به الزمرة الطاغية من تهجير وقتل للكرد الفيليين ومجزرة حلبجة وسلسلة الأنفال وتدمير القرى الكردية لا يزال في مرحلة النقاشات غير المضمونة لا بعهد مكتوب ولا توجد اية ضمانات دستورية او غير دستورية ، وينتظر الأسلام المتطرف من الجانب السني فرصته للأنقضاض على الحقوق الكردية المشروعة ، وينتظر الأسلام الشيعي المتشدد لسحب البساط من تحت اقدام الكرد المطالبين بالفدرالية ، وسياتي اليوم الذي يرفعون البرقع الذي يغطون به وجوهم فهم ليسوا الا نسخة غير محسنة من النسخة الأيرانية العنصرية

اما الكرد في سوريا فلا تزال الحكومة السورية البعثية لا تعترف بوجود الأكراد على اراضيها واذا وجدوا فهم من دون هوية اوشخصية قومية علما ان نفوسهم يتجاوز المليون نسمة

ان القوة الهائلة الكامنة لدى الشعب الكردي بدأت تنمو وتتفاعل مع كل عيد نوروز يحتفل به الكرد وعوامل التفاعل للظهور التدريجي صارت واضحة لكل كردي وستصل الى مرحلة الذروة في المرحلة القريبة وسيكون للكرد شأن كبير جدا اذا ما استمرت القيادات الكردية المركزية من توحيد صفوفها في جميع ارجاء كردستان وليس في كردستان الجنوبية فقط


حان الوقت ان نوصل صوتنا للآخرين وان نسمع الصوت الاخر الكامن في صفوف ابناء امتنا وتفعيل كل المكونات المهمة والضرورية ليصبح في داخل كل منا كاوة الحداد وليكن كل يوم من ايامنا نوروزا خالدا


ومطلوب منا جميعا ان نركز ونغرز سياسة ومفاهيم حق تقرير المصير للشعب الكردي بين ابناء امتنا باعتباره هدفا ساميا ومبدا مهما من مبادئ الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والشعوب في حق تقرير مصيرها