بيان 11 آذار
 

ضياء السورملي ـ لندن
kadhem@hotmail.com
10/3/2005

كان بيان
11 آذار تأريخي في مرحلة ما من التأريخ . وأصبح اليوم من الوثائق الموضوعة على الرفوف ان لم تكن في سلة المهملات ، هذا البيان الذي صدر في سنة 1970 نتيجة لأتفاق القيادة الكردية بزعامة القائد الخالد المرحوم الملا مصطفى البارزاني من جهة والقيادة العراقية التي كان يرأسها الرئيس المجرم احمد حسن البكر ونائبه المجرم صدام حسين لمنح الأكراد حكما ذاتيا في العراق ينظمه قانون متفق عليه .

في الفترة التي سبقت هذه الأتفاقية كان النظام الفاشي يشن هجماته الفاشلة على الشعب الكردي في كل انحاء كردستان ، وكانت الميليشيا الكردية المتمثلة بالبيشمركة الأبطال تلقن فلول الجيش العفلقي الفاشي دروسا في البسالة والصمود المنقطع النظير ، لقد كان الجيش يمارس ابشع الممارسات من حرق الغابات وزرع الألغام والقهر والأستبداد بحق المدنيين العزل من ابناء الشعب الكردي والعراقي وينفذ احكام الأعدام العشوائي بحق الكرد وكل الوطنيين الأحرار

لقد وضعت الحكومة العراقية قبل فترة اعلان بيان
11 آذار كل امكانياتها ومواردها في سبيل تدمير كل ما يمت للأكراد بصلة من سبل العيش والحياة الكريمة ، ولكن باءت كل هذه المحاولات بالفشل الذريع ويعود سبب ذلك لصمود الشعب الكردي وعناد وجبروت القائد مصطفى البارزاني وخبرته العتيدة في قيادة المعارك بنفسه ، ومساندة الخيرين والشرفاء من ابناء امته ، والتفاف العشائر البارزانية ذات التاريخ العريق وتضحياتها في سبيل نصرة شعبنا ودعم الجماهير الكردستانية في دهوك وزاخو وكذلك التفاف جماهير الكرد في السليمانية واربيل وكويسنجق وبيارة وطويلة و جماهير كرميان في كركوك وخانقين ومندلي وكذلك العمق الأستراتيجي للكرد الفيليين الممتد تواجدهم من بغداد الى البصرة وما قدموه من المساندة الأقتصادية والمعنوية كظهير قوي وسند متواصل ومستمر للحركة الكردية المسلحة

لم يبق للحكومة الا ان ترضخ صاغرة لمطالب الأكراد رغم عجرفتها وطغيانها لأنها لم تعد تمتلك من مقومات الدولة الا الأسم ، ولم يبق في ميزانية الدولة من الأموال الا الخواء باعتراف مجرميهم فيما بعد

تم الأتفاق بين الجانبين القيادة المسلحة المناضلة التي تمثل الشعب الكردي وبين الحكومة العراقية التي لا تمثل الشعب العراقي لأنها بكل بساطة حكومة انقلاب وحكومة تحكمها مجموعة من المتخلفين والمشوهين تسلطوا على مقدرات ورقاب الشعب العراقي
لم تمر فترة قصيرة حتى ادرك الكرد ان الطريق لتنفيذ هذه الأتفاقية المشؤومة مسدود وان الحكومة وقعت هذا الأتفاق لتلتقط انفاسها لكي تهاجم الشعب الكردي مرة اخرى ولقد اثبتت الأيام فيما بعد صحة هذا الرأي والأدلة على ذلك كثيرة ومنها
• محاولات اغتيال الشخصيات الكردية ومن اهم هذه المحاولات هي استهداف شخص الزعيم الراحل الملا مصطفى البارزاني ، عندما ارسل مدير جهاز الأمن المجرم ناظم كزار مجموعة من رجال الدين الذين تم لغمهم بالمتفجرات وزرع العبوات الناسفة في السيارات التي كانت تقلهم وشاء القدر ان ينجو الزعيم الكردي من الموت المحقق بسبب شهامة واخلاص مرافقيه وباءت محاولة النظام ومدير امنه بالفشل الذريع
• التهجير القسري لأكثر من مليون شخص من الكرد الفيليين وشن حملات لابعادهم ومصادرة املاكهم واموالهم المنقولة وغيرالمنقولة وحجز اكثر من عشرة آلاف من الشباب بعمرالزهور وتغييبهم عن ذويهم ومن ثم اعدامهم وقتلهم
• تشكيل التنظيمات الكارتونية والواجهات السفيهة من فلول المرتزقة وصرف الأموال الطائلة في سبيل اضعاف الحركة الكردية والنيل من مساراتها الثورية
• تشكيل الجحافل المسلحة والمرتزقة والضغط على البسطاء من الناس للأنخراط بها وتدريبهم للأعتداء على الشعب الكردي
• الأعتقال العشوائي والسجن من دون توجيه التهم الأصولية حسب القانون والتمادي في اعدام المئات بل الآلاف من الكرد بابسط التهم واحيانا من دون تهم محددة

كل هذه الممارسات غير الأنسانية ونقض بنود الأتفاق ومحاولة التملص من تنفيذ البنود المتعلقة بالجانب الحكومي من ممارسة الكرد لحقهم في الحكم الذاتي اوصل الأتفاقية الى طريق مسدود واندلاع الحرب المدمرة بين الأكراد والحكومة العراقية الجاثمة على صدور العراقيين

الى ان رضخ صدام حسين في سنة
1975 الى شروط شاه ايران وتنازل العراق عن شط العرب لأيران وتآمر الشاهنشاهية الأيرانية وتدخلها لقمع ثورة الكرد التي توجت بتوقيع الحكومة العراقية اتفاق الجزائر السئ الصيت وتقبيل صدام حسين يد شاه ايران وداست الحكومة العراقية على العهود التي وقعتها ولطخ صدام حسين شاربه العربي بالقذارة وسلم أرض العراق و كرامة العراقيين لطاغية ذلك العهد شاه ايران مفضلا التنازل للأجنبي على التنازل لأبناء شعب العراق بعربه وكرده

من اهم النتائج المترتبة على عدم تنفيذ اتفاقية
11 آذار

• اندلاع الحرب العراقية الأيرانية ـ حرب الخليج الأولى ، التي استمرت ثمانية سنوات خسر فيها العراق خيرة شبابه وتدمير البنى التحتية والأقتصاد العراقي بالكامل والعجز الهائل في ميزانيته
• اندلاع الحرب العراقية الكويتية ـ حرب الخليج الثانية ، والتي كان من نتيجتها احتلال العراق للكويت واعلانها المحافظة التاسعة عشرة ونهب وتدمير كل ممتلكات الكويت
• استعانة الكويت بامريكا والدول المتحالفة معها لأعادة السيادة للكويت وطرد المحتل العراقي أو العدو الشقيق من ارض الكويت
• فرض الحصار على العراق بقرار من مجلس الأمن لأكثر من عشرة سنوات وتدمير كل اسلحة الدمار الشامل التي كان يمتلكها العراق
• الهجوم الأمريكي المسلح على العراق بمساندة القوى الوطنية العراقية المعارضة ودعم من دول التحالف
• الأطاحة بنظام صدام وزبانيته ومقتل ولديه وفرار عائلته بعد ان استطاعت سرقة المليارات من الدولارات حيث تم توفير الحماية القبلية لهم من قبل النظام الملكي الأردني
• تشكلت حكومة مؤقته لأدارة البلاد ومن ثم حكومة انتقالية وتم اجراء انتخابات اشرفت عليها الأمم المتحدة وفاز الأكراد بالمرتبة الثانية نتيجة للتلاحم الكردي والتفاهم المتبادل ونبذ القتال
• توجت ثمار النضال الكردي بتحقيق الحكم الفدرالي للأكراد ضمن الجمهورية العراقية

بقي الشعب الكردي صامدا وشامخا وبقيت وستبقى شعلة نوروز متقدة على أعلى قمم سلسلة جبال حصار روست الشامخة وجبال قنديل وهندرين وزاكروس وحمرين وفي سهل شهرزور وفي وادي بلنكان وفي قلعة دزة وفي سجن نقرة السلمان وفي سجن الفضيلية وسجن ابو غريب وفي دهاليز الأمن العامة وامن السليمانية وفي المقابر الجماعية وفي مدينة حلبجة وفي صفحات حملات الأنفال والتجارب الكيمياوية التجريبية بحق الكرد الفيليين

لقد تلاشى حلم الطغاة وذهبوا الى مزابل التأريخ لا يذكرهم احد ولا يشفق عليهم احد تلاحقهم اللعنات في كل يوم وفي كل مكان وفي كل ذكرى