الوقف الشيعي ... الوقف الفيلي

ضياء السورملي ـ لندن
kadhem@hotmail.com
موسوعة صوت العراق، 27/1/2005

في العهد المباد ، منذ سقوط الصنم الذي كان يمثل عهد الطغيان والعبودية الكريهة للشعب العراقي المضطهد بكل فصائله وكل مفردات نسيجه من الكرد والعرب والتركمان والكلدانيين والآشوريين ، سواء من كان منهم مسلما او مسيحيا او يهوديا او صابئيا مندائيا . من اي مفردة من النسيج العراقي الذي شوهت حياكته وتماسكه الطغمة الشريرة الباغية وعصابات بعثية عبثية ساندت و تآزرت مع الدكتاتورية التي حكمت العراق بارهابها المقيت

كانت وزارة الأوقاف من بين الوزارات الخطرة التي لعبت دورا مشوها في التأريخ الحديث للوزارات العراقية . تمثلت مهمة هذه الوزارة الأشراف على الأنشطة الدينية بكل تشعباتها وتياراتها الفكرية .


و نجد اليوم ان بقايا هذه الوزارة تنشط بتمويل الأرهاب الذي يهجم على البنى التحتية للأقتصاد العراقي ، ويحاول ذبح و وأد الأنتخابات في مهدها ، علما بانهم نفسهم الذين افتوا بالمبايعة والمذلة والخضوع لمجرم واعد في اجرامه وهم نفسهم من افدى الطاغية بارواحهم ودماءهم في وقت كان الطاغية وعائلته الفاسدة مشغولة بالملذات والفساد وسرقة اموال وقوت الشعب ، روجوا لنتائج مهزلة انتخاباتهم لرئيس المعوجين في العوجة مائة بالمائة ... يا للمهزلة ويا للعار .

لقد تم تفكيك وزارة الأوقاف الى وقف للسنة ، وقف للشيعة ، وقف لشؤون المسيحين وأدارة الكنائس والديـًر واماكن العبادة ، وبهذا استطاع الشيعة من المحافظة على الأموال الهائلة التي كان يستولي عليها الطفيليون المتلبسين بلباس الدين من التلاعب والأستفادة منها لأغراضهم العدوانية واعمالهم الأرهابية التي اثبتت الأيام صحة ما نقوله .

ان الأموال الطائلة التي يقدمها الشيعة والتبرعات الكثيرة التي تأتي من الوافدين لزيارة المراقد المقدسة يجب ان تكون من الآن فصاعدا بايدي امينة وشريفة ومخلصة للعراق ولمقدسات العراق ولضحايا وشهداء العراق ، هذه الأموال والكنوز الثمينة والثروات التي لا يمكن تقديرها باي ثمن ستكون امانة باعناق مؤتمنيها .

ونذكر بان هذه الأموال اولى بها اهلها من سكنة المقابر الجماعية والشهداء الأبرار والأيتام والمعوقين والأرامل والمساكين والمشردين . سيحترق كل من يحاول العبث والمساس بها ،

ندعو الى تشكيل هيئة نزيهة وشريفة منتخبة بقانون دقيق وصارم ينص عليه وينظمه الدستور الدائم ، وتشكل هيئة يـُمثل فيها ممثلوننا من الشيعة كافة ، ونذكر بان تكون للشيعة من الكرد الفيليين حصة ونسبة واضحة ومكتوبة في النصوص الدستورية التي أشرنا اليها . وان توضع لائحة واضحة وصريحة ومدروسة بعناية لعمل المشاريع ذات الجدوى الأقتصادية المفيدة والمثمرة

كما نطالب الحكومة العراقية المنتخبة ان تشكل هيئة قانونية لملاحقة الأموال المسروقة من الأوقاف الشيعية ، ولن يضيع حق وراءه مطالب ، لقد بعثرت الملايين من الدنانير العراقية في بطون لا تشبع من نهب اموال المسلمين ، واصبح النهب والسلب للمال العام جهرا وعلانية وامام الأعين والكاميرات . اصبحت الريشة على رأس السارق علامة يتباهى بها ويطالب بسرقة المزيد ، صارت القصور المليونية لرجال فوق رؤوسهم ابهى انواع العمائم تنبت في ارقى الأحياء في دول العالم من أموال الزكاة والخمس من ابناء واحفاد آل البيت . رؤوس هؤلاء المعممين خاوية من اي علم ومعرفة واجتهاد عدا فن الحيلة والسرقة والضحك والتلاعب بعواطف البائسين المستضعفين في الأرض وفي الفضاء والمحرومين والمبعدين والمعدومين بسبب تضليلهم وحجبهم عن احكام القضاء .