الكرد الفيليين والانتخابات المقبلة

عبد الامير ميرزا
موسوعة صوت العراق،
5/1/2005

يتساءل كثير من أبناء الشريحه الفيلية عن الانتخابات المقبله ، ولصالح اية قائمة يصوتون وهم يطلعون على اسماء منظمات وحركات تدرج اسم ( الفيلي او الفيلية ) ازاء قوائمهاالانتخابية ، اضافة الى قائمة الاْئتلاف الكردستاني مما خلق نوعا من البلبلة والتشويش لديهم .
من الامور البديهيه ان المرء يصوت لصالح القائمة التي يعتقد انها تلبي طموحاته وتسعى لتحقيق اهدافه بعد الاطلاع على برنامجها الانتخابي والاحتكام الى الواقع الحالي والتجارب الماضية التي عايشها ومدى تطابق هذه البرامج مع مايمكن ان تحققه الجهة المعنية له في المستقبل ، بعيداً عن تحكيم العاطفة او الانجرار نحو الشعارات الكلاسيكية والمفاهيم المطاطية والوعود العسلية... لا نود التعرض الى المظالم و التجاوزات غير الانسانية التي تعرض لها الكرد الفيليين طوال حقبة الحكم ( الوطني ) و لغاية سقوط الصنم فهذه اصبحت من ابجديات المعرفة التاريخية و السياسية ، كذلك لا نريد التعرض لمواقف القوى الوطنية والقومية والاسلامية ازاء محنة الكرد الفيليين وهل كانت بمستوى الكارثة التي حلت بهم فهذه الامور يعرفها جيداً ابناء الكرد الفيليين ويتذكرون وقائعها ويتساءلون هل كانت ردة فعلهم بمستوى الكارثة التي حلت بنا، ان كان هناك ردة فعل !! ليس من حقنا ان نطلب من الاخرين التصدي للدفاع عنا وعن قضايانا وان كان ذلك من باب رد الجميل لما قام به الكرد الفيليون من دعم واسناد للحركة الوطنية والقومية مقدمين التضحيات الجسام جراء هذا الدعم والاسناد، وبنفس الوقت، نعتبر ان الشريحة الفيليه ليست بحاجة الى ان تتصدى اية جهه للوصاية عليها او توجيههاالى اهدافها ... انما التقصير و الاهمال كان من جانب ابناء الشريحة انفسهم، الذين اندفعوا في تأييد الاحزاب الوطنية والقومية - وحسنا فعلوا – ولم يتوقفوا- خصوصاً الواعون المدركون منهم – ليتدارسوا وضعهم الخاص ، هل كتب عليهم عليهم التشرذم بين مختلف التيارات والاحزاب والتنظيمات ام عليهم ان يؤسسوا تنظيمهم الخاص بهم وان يلتفوا حول هذا التنظيم وجعله صوتاً معبراً عنهم وعن اهدافهم و طموحاتهم كشريحه يبلغ عدد افرادها اكثر من مليونين ، فيها من المثقفين والاكاديميين والادباء والشعراء والاختصاصيين من جميع فروع المعرفة الانسانية ما يؤهلهم لتبؤ المركز المرموق في ساحة العمل الوطني السياسي والاجتماعي، اسوة بباقي مكونات الشعب العراقي ... الان وقد تحقق قيام هذا التنظيم المستقل واصبح حقيقة واقعة تمتد وتنتشر فروعه في اغلب مدن وسط وجنوب العراق بالاضافة الى العاصمة بغداد ، ولثقة القائمين على هذا التنظيم ، فقد تقدموا بقائمة مستقلة لخوض الانتخابات ثم تقدم حزب صديق، يحمل نفس التوجهات الوطنية العامة اضافة الى اسناده لمطالب وحقوق الشريحة الفيلية ودخل التنظيمان في أئتلاف بقائمة واحدة باسم ( العدالة والمستقبل ) و تسلسل القائمة الانتخابية 363 ... فهل يقوم الفيلييون بالتصويت لصالح قائمتهم الخاصة المستقلة ام سيظلون مبعثرين و مشتتيين بين القوائم والاتجاهات الآخرى التي لايمكن ان تفرط باولوياتها واستيراتيتها و طموحاتها في سبيلهم ؟نحن لا ندعوا الى التقوقع والانعزالية ، بل ، يشهد التاريخ ، باننا نؤمن بالتسامح وحب الغير ونصرة الحق، تشهد لنا كافة معارك ونضالات الشعب العراقي – بعربه وكرده – باننا كنا في طليعة المناضلين من اجل العراق وشعب العراق ، ومن اجل نصرة قضية شعبنا الكردي في كردشتان العراق ...
ان ما يحز في نفوسنا – ناهيك عن القوائم الآخرى – خلو برنامج قائمة الائتلاف الكردستانية من اي ذكر او اشارة الى ( المسألة الفيلية ) مع ادراجها ( الحقوق القومية والسياسية والثقافية والدينية للتركمان والشعب الاشوري الكلداني السرياني والارمن والايويديين والشبك والكاكائيين والصابئة ...
وكافة مكونات الشعب العراقي ) كما ورد في نص البيان .
لنا ان نتسائل : من هم كافة مكونات الشعب العراقي !!! عدا الكرد الفيليين ... فهل اصبحنا لا نستحق حتى ادراج اسمنا – ولو للتعمية – في برنامج
11 حزب كردستاني ... ياللعجب ، لقد كانت بيوت الفيليين مفتوحة على مصاريعها لايواء الاخوة المناضليين ( انذاك ) من كردستان العراق .
اما ادراج اسم مجموعة من الاكراد الفيلية في ( قوائم الاسماء ) فلا يعني شيئاً ، لسببين : اولهما ان اسم شخص في قائمة انتخابية لايعني بالضرورة انه سيحصل على ( الكرسي ) ، وثانيهما ، انه من البديهي ان لا يحصل حزب دخل الائتلاف مع
10 احزاب اخرى على كافة المقاعد المطلوبة ، وفي هذه الحالة سيكون مصير الاسماء ( الفيلية ) الزحف الى الوراء ( لانهم تبعية ) ... وادعو اخوتي لمراجعة كافة القوائم الانتخابية وهل سيعثرون على اسم ( الفيلي او الفيلية ) من كل ما تقدم ، وبلا انفعال عاطفي او تعصب ( شرائحي ) ادعو كافة ابناء الشريحة الفيلية و محبيهم ، ان يدركوا – ولو بعد تاْخر – بان مصلحتهم ومستقبل اجيالهم وحقوق اهلهم – تكمن في وحدتهم وتراصهم وادراكهم بان لاسبيل الى نيل حقوقهم الا عن طريق التازر والتألف والتوحد ... وهاهي منظمتهم الفتية تتقدم بقائمة مستقلة – بلا ذيلية ولا وصاية – فهل هم واعون مدركون ... ستكشف لنا صناديق الاقتراع ذلك والى غد ... ان الغد لناظره قريب .. واول الغيث قطر .