الطفيـلي ... الدكتور أبو عمامة

ضياء السورملي ـ لندن
kadhem@hotmail.com
23/1/2005

عندما خطرت لي فكرة الكتابة عن الطفيلي ، رحت ابحث في المصادر والكتب والشبكات المعلوماتية عن هذا المفهوم ، وجدت ان الأفكار التي كانت في مخيلتي والتي سآتي على ذكرها تختلف كليا عن التي حصلت عليها ولا اخفي عليكم سرا لقد اضاف هذا البحث زخما جديدا للأفكار التي كانت تزدحم في عقلي .

يوجد اكثر من خمسين ألف نوع من الحشرات الطفيلية وهي حشرات تعيش على ماتحصل عليه من الوسط الذي تعتاش عليه مثل قمل الرأس وقمل الجسم الذي يلتصق بالثياب ويمتص دم الأنسان على سبيل المثال ، وتمتاز الطفيليات بصعوبة رؤيتها ، ومكافحتها تستغرق وقتا طويلا وجهدا فائقا وصبرا شديدا .

ضحكت من كل اعماقي وخصوصا اليوم هو عطلة نهاية الأسبوع وكذلك احد ايام عيد الأضحى وكلنا مجتمعون في البيت عندما اتحفني البحث الألكتروني بنكتة مفادها " ان رجلا طفيليا أراد ان يحتفل بعيد الطفولة ليثبت للآخرين انه طفل فعملها و بال على نفسه " ، معتقدا ان الطفل هو كل من يعملها ويتبول على نفسه وعندما ذكرت هذه النكتة لمن حولي ، قالت زوجتي معلقة على ذلك بمثل عراقي معروف " عرب وين طنبورة وين " ، والحقيقة ان هذه الطرفة وهذا المثل قد ربطا ما كنت افكر به بمنطق رياضي هو من صلب اختصاصي العلمي ، ماذا لو اجتمعت الطفيليات مع العرب ومع طنبورة !!! . ويصبح كل طفيلي هو من يعملها ويتبول على نفسه من الرجال العرب ومعهم طنبورة .

ما يؤلمني هو ان يحاول البعض من الطفيليين ان يحشر نفسه في السياسة بغباء من خلال اضافة لقب علمي لا يحمله ولا يستحقه ولا يعرف معناه ويضعه قبل اسمه معتقدا انه لا يصبح بطلا قوميا الا باضافة مثل هذه الألقاب وهو لا يعرف انه مثل الطفيلي الذي يحتفل بعيد الطفل .

وفي هذه الأيام يحاول البعض من الطفيليين ترشيح أنفسهم للفوز بمقعد في المجلس البرلماني للعراق رغم عدم حصولهم على اية مؤهلات علمية او أدبية او حتى أخلاقية بل على العكس من ذلك البعض منهم موغل سجله في الجريمة ، واتذكر كيف كان المرشحون في عهد الطاغية صدام لم تسنح لهم فرصة الحصول على مؤهل دراسي بسبب ظروفهم النضالية وكانت مؤهلاتهم تقرأ خريجوا مدارس الحياة من امثال المناضلين أبو الثلج وكاتب التذاكر ونائب العريف و أبو شوارب وأبن العوجة وكلهم من الطفيليات التي من الصعب القضاء عليها وابادتها لتلونها وقوة اختفاءها وصغر حجمها

بدأت بعض أسماء الطفيليين من الأكراد الفيلية تتباهى بألقاب مثل الدكتور والأكاديمي والعلامة والمستشار ورئيس المجالس الأستشارية ، وكأن الكرد الفيليين هم من السذاجة ان يقبلوا او تنطلي عليهم هذه الألقاب والبهلوانيات ، ولكي نفهمهم ان اللقب العلمي هو شرف وحصانة وامانة علمية لا يجوز التجاوز عليه بمثل هذه السذاجه . وانهم بعملهم هذا اصبحوا نكتة القوائم الأنتخابية وأساؤا الى أنفسهم قبل غيرهم .

كتب احد الطفيليين لوحة على باب عيادته (ح . فلان ابن علان ) متخصص في علاج الأمراض من دون فحص او لمس المريض ، وعندما ساله أحد المراجعين لماذا تضع حرف (ح .) بدلا من حرف ( د . ) يا حضرة الدكتور ، رد عليه الطفيلي انا لست دكتورا بل انا حضرة الدكتور أو بتعبير أدق باللهجة المصرية ( حكون دكتور ان شاء الله أد الدنيا ) ، لهذا فان نصيحتي لهؤلاء الدكاترة المحترمين ان يستبدلوا الدال بالحاء قبل ان تقام ضدهم مخالفة انتحال صفة ليست لهم .

و ما زلنا في موضوع الطفيليات وعلينا ان نتوخى الحذر عندما نخاطب رجلا معمما ، لأن لون العمامة تدل على مرتبة ودرجة وشهادة الرجل المعمم فاذا كانت العمامة سوداء فان صاحبها سيد من سلالة الرسول (ص) او كما يحلو لهم وصفها ان جده رسول الله ويتوجب تقبيل يده عند تحيته ، وليس المهم من يكون هذا السيد وما هي صحيفة اعماله ، فان العمامة السوداء هي العلامة والماركة المسجلة . ليس لدينا اي اعتراض لا على العمامة السوداء و لا على السادة أجلهم الله ولا على العمامه البيضاء ولكن موضوع البحث هو المتطفلون على السادة من الرفاق البعثيين الذين نزعوا البدلة الصدامية الزيتوني ولبسوا لباس السادة واطلقوا اللحى وصاروا سادة اكثر من سيد مالك وسيد ابو الخرگ .

يقول د. عبد الوهاب سلمان في احد المقالات الأقتصادية التي يتعرض فيها للأنشطة الطفيلية أن وزن الأنشطة الطفيلية تعاظم على حساب الأنشطة الأنتاجية . وتهريب رؤوس الأموال وانتشار مظاهرالفساد الجديدة التي نتجت عن انهيار المؤسسات العراقية .

ويقول صبحي الطفيلي ـ الأمين العام الأسبق لحزب الله في خبر منشور على موقع الوكالة الشيعية للأنباء والأخبار أن ايران خطر على التشيع في العالم ورأس حربة المشروع الأميركي ، والمقاومة في لبنان خُطفت وأصبحت حرس حدود لأسرائيل .

ومن هنا ادركت دور الطفيلية الدولية التي تقودها دول ومنظمات ارهابية متجاهلة حقوق الأنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق المعوقين وحقوق المسفرين وحقوق المقبورين في مقابرهم الجماعية لكي تؤدي الأدوار الطفيلية على الشعوب المجاورة لها من قتل ومن ارهاب ومن قطع الرؤوس من الرقاب