القائمه الكوردستانيه و نشمي لوغية الكورد الفيليه

حسين القطبي
tohussein@hotmail.com
صحيفة الرافدين الالكترونية،
15/1/2005

اثار استغرابي كاتب بعثي امتدح الكورد الفيليه في العراق، واطنب في الوصل وعراقة هذه القبيله باعتبارها احفاد اقدم الحضارات التي سكنت وادي الرافدين مثل الايلاميه و السومريه، وشدد على محبتهم لهذا الوطن والتصاق جذورهم بهذه الارض و..

المديح لنفس هؤلاء، الذين كانوا في نظر البعث، و للامس القريب "متسللين ايرانيين"، غرباء عن هذه الارض، نصفهم استحق الطرد في حافلات عسكريه بعد احتجاز الشباب -لاستكمال تجارب الاسلحة الكيمياويه- كونهم الارخص سعرا، اذ لا وجود لدولة في العالم تدافع عن اجسادهم، او تثير ثمة استفسارعن مصيرهم، اسوة ببقية الكورد في خانقين وكركوك وسنجار وحلبجه..

والسبب الذي غير الاهواء هكذا، ورطب الاجواء، بين البعث والفيليه هو ان الكورد الفيليين وحسب معلوماته، قد انظموا الى قائمه التحالف العراقي، بالضد من القوى الكوردستانيه معتبرا ذلك منتهى "الاصالة" العراقية واخر مراحل الـ"نشمي لوغيه"، فهم عراقيون حتى اخمص القدم، لا تخدش عراقيتهم الا اذا صوتوا للقائمه الكوردستانيه. حينها سيعودون كما كانوا خونه غرباء ومتسللين من ايران.

منع اصوات الكورد الفيليين عن القائمه الكوردستانيه (تضم هذه القائمه تسعه مرشحين فيليين) لا يكون بهذه الطرق البدائيه، وقطعا لن تكون بالتحريض المتذاكي، فاذا طلب البعثيون من الكورد الفيليين ان لا يكونوا اكرادا فعليهم هم اولا التخلي عن فكرهم النازي ومحاولاتهم المضحكه لاثارة الفرقة داخل القوميات الواحده وان يشيعوا بدلا عن ذلك ثقافة الاخوة والتسامح، هي المحيط الوحيد الذي يمكن ان تنصهر فيه الفوارق العرقيه والثقافيه.

مازالت ابشع الصور الاجراميه التي ارتكبها نظام البعث تتلالا في الاذهان، مثل اضواء المعابر الحدودية في ليالي نيسان عام
1980.

مازالت جثث الضحايا من المحتجزين الذين اجريت عليهم التجارب الكيمياويه غير مكتشفه، ومازالت الدور والاموال المصادره لم تسترد، من غاصبيها البعثيين، ومازالت قرارات التمييز العنصري التي اتخذها البعث سارية المفعول، والوثائق والمواطنه محجوبة. فما الذي تغير في البعث ليغيرالفيليون رأيهم فيه؟

ولسخرية القدر، وبعد كل جرائم البعث بحق هذه الشريحه، فقد غاب هو عن الساحة الانتخابيه، بينما لا تكاد تخلو اليوم قائمه ائتلافيه في العراق من عناصر الكورد الفيليه، فهم مع الشيعه في قائمة التحالف العراقي، ومع الشيوعيين في اتحاد الشعب، واياد علاوي في العراقيه، ومع القائمه الكوردستانيه. اذ لا يمكن حصر مليوني انسان سواء من في الداخل، في بغداد وواسط وميسان مثلا، او في مناطق كوردستان الفيليه، او في المنافي التي تمتد من استراليا الى كندا مرورا بايران والدول الاسكندنافيه، لايمكن حصرهم بجهة واحده، ولاي قائمة صوتوا فهم يصوتون لمستقبل سيتم فيه اقرار دستور فيدرالي ستحقق فيه الحركه التحرريه الكورديه اكبر انجازاتها منذ سقوط مملكة كوردستان في السليمانيه ونفي الملك محمود الحفيد عام
1923 الى لحظة الانتخابات ذاتها.

وبعد، اذا صوت الشيعي لقائمة شيعيه، او الكوردي الفيلي للقائمه الكورديه، واذا صوت الشيوعي للقائمه الشيوعيه او السني للحزب الاسلامي (في حال اشتراكه) فانها لا تعد خيانة للوطن، ولا طعن في المشاعر الوطنيه، بل قد تكون هي الوضع الطبيعي، والشاذ هنا هو ان تجبر فئة ما، بوسائل اعلاميه متخلفه، للتصويت الى جهة اخرى، والا طعنت في عراقيتها.

هنالك تنظيم كوردي فيلي نزل بقائمه مستقله، لن يصوت له الاكراد كي لا يتشرذم العدد، ليدعو البعثيين للتصويت له باسم "العراقية"؟ وكدرس من دروس الوطنيه او ليصوت البعثيون للقائمه الكوردستانيه، وليتخلوا عن استعلائهم الشوفيني ويافطاتهم العروبيه كي يضربوا مثلا وطنيا يمكن للكورد الفيليين ان يحتذوه ويتخلوا عن كورديتهم، بل ويصوتوا للبعث ايضا.