قائمة التحالف الكردستاني والكرد الفيليون

د. زهير عبد الملك
zuhair@libero.it
موسوعة صوت العراق،
12/1/2005

اطلعت على النص المنشور في
8/1/2005 للبرنامج الانتخابي لقائمة التحالف الكردستاني، ويضم إلى جانب الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني الحزب الديمقراطي الكردستاني كلا من الاتحاد الإسلامي الكردستاني و الحزب الشيوعي الكردستاني و الأحزاب والقوى السياسية الكلدانية (الآشورية السريانية) و الأحزاب والشخصيات السياسية التركمانية و الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني و حزب كادحي كردستان و الاتحاد القومي الديمقراطي الكردستاني و حركة فلاحي ومضطهدي كردستان و شخصيات عربية مستقلة (شخصية عربية عراقية من أصدقاء الكرد ومن المدافعين عن حقوق الكرد الفيليين المخلصين).

وقد استرعى نظري واهتمامي ذلك التجاهل الواضح في البرنامج الانتخابي لقائمة التحالف الكردستاني لذكر الكرد الفيليين وكأنهم ليسوا أكرادا فحسب بل وليسوا من أهل العراق أصلا.
ولولا خطورة هذا التجاهل على مستقبل الديمقراطية المنشودة ، و ضمان حقوق المواطن العراقي واحترامها ، لما كلفت نفسي عناء القيل والقال ،مكتفيا وقنوعا بانتظار أن يأتي اليوم الذي ترفرف فيه راية الديمقراطية على عراقنا الحبيب.
ولكن !
الرياح قد تجري في ما يبدو بما لا تشتهي السفن.. فقد تجاهلنا أشقاؤنا في القومية وإخواننا في الوطن عن عمد وليته كان ذاك التجاهل عن سهو ، وهو أضعف الإيمان.
بيد أن العمد والسهو في هذا المقام أمران أحلاهما مر قاطع أما كليهما فهي الطامة كبرى : تجاهل متعمد للناخبين من الكرد الفيليين ، وهذا لعمري قصر في النظر،واستهتار في كسب أصوات الناخبين من الكرد الفيليين المقيمين في بغداد وفي سائر المناطق الوسطى والجنوبية من العراق لصالح مرشحي قائمة التحالف الكردستاني، ومنهم عدد من الكرد الفيليين من أعضاء الحزبين الكرديين الرئيسيين الموقرين، أو تجاهل عن جهل بمحن وعذاب مئات الألوف من الكرد الفيلين الذين هجرهم نظام البعث المقبور قسرا من وطنهم العراق وسباهم نساء وأطفالا وشيوخا بلا واعز من ضمير أو شعور أنساني وأغتال خيرة شبابهم من الذين احتجزهم رهائن لديه في العراق. وهذه مأساة إن صحت فهي تضاف إلى مآسي الكرد الفيليين وما أكثرها في العراق. فقد ذهبت عبثا جهود الفيليين للاعتراف بحقوقهم ، وذهبت أدراج الرياح قرارات مؤتمر المعارضة العراقية ( لندن ديسمبر/ كانون الأول
2002 ) التي نصت على أن المؤتمر " بدين ما تعرض له شعب كردستان العراق من تمييز وقهر واضطهاد منظم من قبل نظام صدام العنصري وبصورة خاصة حملات الإبادة الجماعية (الجينوسايد) وعمليات الأنفال سيئة الصيت التي شملت أكثر من 180 ألف مواطن إضافة إلى ثمانية آلاف من البارزانيين وخمسة آلاف من الفيليين وخمسة آلاف من أهالي حلبجة وتدمير آلاف القرى والقصبات، الأمر الذي هز الضمير العالمي. الفقرة 8. ودعت إلى " عودة الكرد الفيليين وجميع العراقيين المهجرين بذريعة أصولهم الإيرانية إلى خارج البلاد بغض النظر عن أصولهم ، والذين جردتهم السلطة دون وجه حق من مواطنتهم العراقية إلى العراق وضمان تمتعهم بجنسيتهم العراقية وإعادة ممتلكاتهم إليهم وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم والكشف عن مصير المعتقلين الفيليين. منذ أبريل/ نيسان 1980 (الفقرة 9 - ت)
فما الذي حدث في الفكر السياسي العراقي والكردي العراقي على وجه التحديد ؟

لماذا وألف لماذا يطرحها الناخب الكردي الفيلي على برنامج قائمة التحالف الكردستاني. متسائلا بغضب عما يجري وراء الكواليس.

لا علم لي ، اكنني أعلم أن أخطر النتائج إنما تترتب على سؤال يبدأ بلماذا!!!!