نوري المرادي ... ومحنة الاكراد الفيلية

كريم البيضاني
kareem_albaidani@hotmail.com
موسوعة صوت العراق، 12/1/2005

بعض الاحيان اشاهد قناة الجزيرة القطرية ليس حبا في ما تنقل من اخبار ولكن بدافع الفضول او للمقارنة بين ماتبثه هذه القناة من اخبار وبقية القنوات الاخبارية. ولكن سمعت من الاصدقاء ان برنامج الاتجاه المعاكس عاد ليكيل التهم ويحرض على العراق واهله كعادته ولكن هذه المرة عبر (نوري المرادي) هذا النكرة الذي التقيت امثاله الكثير من الذين يمارسون مبدأ (خالف تعرف) لهذا اثرت على نفسي ان (اشاهد) البرنامج.

انا من الداعين الى مقاطعة قناة الجزيرة وبرامجها ليس لاني لا اؤمن بحرية الكلام او الراي والراي الاخر كما تدعي القناة والقائمون عليها ،بل لان القناة لاتطرح الحقيقة وتحاول الالتفاف عليها وكذلك لعدم المساهمة في زيادة مشاهديها المتفرجين على مصائبنا، والتي تشارك قناة الجزيرة في الامعان باذكائها ، تماما كما قال السيد خلف المحاور المعاكس للرفيق نوري المرادي.

ان نجاح قناة الجزيرة في السابق كان لعدم وجود منافس لها من القنواة الاخرى الناطقة بالعربية وكذلك البيانات (الثورية) التي كان يطلقها ابن لادن واتباعه وكانت قناة الجزيرة تكسب منها الملايين، وكذلك بهلوانيات الدكتاتور صدام و(تحدياته) العنترية ودعمها ماديا ساهمت في ابراز قناة الجزيرة الى الواجهة .

ولكن بعد ان اختبأ (امل الامة العربية) في جحورهم في تورابورا وتكريت، انكشفت لعبة قناة الجزيرة وبانت حرية رئيها الملفق والمناصر للارهاب والدكتاتورية وما التقارب الان الحاصل بينها وبين عقيد افريقيا القذافي الا دليل على الدور المشبوه الذي تقوم به هذه القناة التي يديرها الفلسطيني الاصولي وضاح خنفر ويدير برامجها حداد والقاسم الفلسطينيين ايظا و(الولد منصور) كما كان ينعته (امير) القباحة والفساد عدي المقبور.

ان حلقة التلفيق التي قادها نوري المرادي جائت عكس ما خطط لها فيصل القاسم و(ضيفه) المرادي حيث قام المرادي بفضح قناة الجزيرة والقائمين عليها عبر تفاهة ما تقيئ به هذا النكره حين جعل من الشعب العراقي عميل وخائن والظاري ومن تبعه ابطال سوف يلقون الامريكان والشعب العراقي في البحر.تماما كما وعد الامة العربية بطلهم جمال عبد الناصر في مهزلة حرب 1967 التي اتهم فيها المرادي ابناء جلدته الايرانيين بانهم اقاموا الاحتفالات بمناسبة هزيمة العرب!!.

اي وضاعة يتمتع بها هذا النكرة وهو الذي كان احد ضحايا فكر القومجية البعثيين، حيث قاموا باهانة وقتل وتشريد عائلة المرادي وجميع الكرد الفيلية ابناء العراق المظلومين. حملوهم على ظهور (اللوريات) في ليالي ظلماء ورموهم على حدود دولة الشاه المقبور ولم يتركوا لهم ان يجلبوا معهم حتى حليب الاطفال وهكذا مات الكثير من احبتنا الذين ولدو وعاشوا وتربوا بيننا. احبة لم نسالهم ان كانوا كردا ام عجما لان العراق فيه من البشر ما يعجز الانسان ان يعد اصولهم وقومياتهم ومناشئهم. فالمرادي ردد ولازال يردد كالببغاء كلمات طالما اهان حزب البعث ومن بعثه الينا بها الشعب العراقي الكريم. فاذا كان نوري المرادي يريد ان يلعن الناس باصولهم الايرانية او الباكستانية او الافغانية ام الاذربيجانية، فهذا دليل على ان نوري المرادي شخص لايفقه مايقول وهو من حكم عليه البعث بالمجهول ونكران الاصل. ان ما قاله المرادي من تفاهات لايمكن لنا ان نرد عليها لان المذمة من (ناقص) هي دليل كمالنا.

نقول للرفيق الماركسي المرادي انت اهنت نفسك عندما تسب الناس باصولهم والفكر الماركسي يحارب الانتماءات القومية وينكرها بل يدعوا الناس الى ترك كل اشكال الارتباط العشائري والمناطقي والايمان بالاممية التي افشلها رفاق السوء امثال المرادي ورهطه.

ان اختيار نوري المرادي الكردي الفيلي لكي يسب على اهله بهذه الطريقة الشنيعة هو ما يصبوا اليه فيصل القاسم الفلسطيني الاصل السوري المولد. ان الحقيقة قد بانت للعراقيين حول من يريد النيل منهم واهانتهم بعد الرحلة الطويلة من التهميش والغدر الذي مورس ضدهم طوال عقود من الزمن . فاذا كانت المتاجرة بكلمات منمقة ومعسولة حول مقارعة المحتل والوعود القاطعة التي يطلقها البعض للناس لكي يصدقوها ويبعثون بابنائهم لتفجير انفسهم في شوارع مدننا الامنة كان جوابها سريعا في استفتاء الجزيرة نفسها ان العراقيين صوتوا باكثر من خمسة وثمانون بالمئة لصالح اجراء الانتخابات وهي نسبة الشعب العراقي الذي اضطهده صدام وازلامه في الماضي .

قد نتفهم احساس نوري المرادي تجاه ايران الدولة التي لم تقبل به بل عاملته بجفاء وجعلته يسكن المنافي تلبية لرغبات من قام بتسفيره وكذلك ايران الدولة التي قمعت الكرد وتطلعاتهم لنيل حقوقهم. ولكن نقول للمرادي ان المراهنة على فلول البعث ليس بالخيار الصائب فالعراقيين كشعب لم يفعلوا شيئا معيبا تجاه اخوتهم الكرد الفيلية بل كانوا اكثر الشعوب تفهما ومؤازرة لمعاناتهم، وكانوا ولازالوا الاهل الطيبين الذين تربطنا بهم اوثق العلاقات الاسرية والاجتماعية. فنحن ايظا قمعنا مثلهم والمقابر الجماعية كانت ولازالت مكتظة بساكنيها من كرد وشيعة وليس كما وصفها الحاقد فيصل القاسم بانها كانت في الفلوجة والرمادي . ان مجازر الارهاب البعثي لايمكن ان يقابلها قتل الارهابيين في الفلوجة التي اعلنوها امارة طالبانية يطبل لها القاسم وجزيرته المشبوهة.

ان المقابر الجماعية الحقيقية تمت على ايدي الارهابيين البعثيين الذين لازالوا يذبحون الناس في شوارع مدننا ويمجدهم نوري المرادي الذي ربما اغلب عائلته نزلائها.ان المقاومة التي يعنيها نوري المرادي لايمكن ان تسمى مقاومة وهي جمهرة من البعثيين والارهابيين الاصوليين الذين يصفون اهل المرادي بـ (الرافضة) والذين يحل قتلهم بفتاوى من فقهائهم غيضا من تحول ايران (الصفوية) كما يسميها المرادي الى التشيع ومناصرة اهل البيت. ان الظاري قائد المقاومة التي يعنيها المرادي خرج علينا في قناة الجزيرة نفسها بسجلات صدام اللعين واحصاءاته التي تقول ان اتباع الظاري هم من يشكلون نسبة
99 بالمائة من الشعب العراقي وان الباقي هم ايرانيون وهنود جاؤا مع الجاموس وكرد جاؤا من القوقاز وان في هذه السجلات لاوجود للمرادي وعشيرة المرادي في العراق.

ان هذا التطاول الفج على كل ماهو عراقي وتمجيد قتلة الشعب العراقي بهذه الطريقة الحقيرة وبتواطؤ قوى الارهاب السلفي والبعثي يدل على افلاس عائلة ال ثاني التي تنطلق من اراضيها الجزيرة وكذلك الطائرات التي تقصف الفلوجة الذين يتباكى عليها نوري المرادي المعتوه ويدعواهلها الى المزيد من القتل والذبح ومقاطعة الانتخابات التي تصر قناة الجزيرة على عدم اجرائها في موعدها او ربما عدم اجرائها بالمرة.

نحن ندعو السيد نوري المرادي ان لايراهن على الارهابيين واصحاب السوابق وعليه ان يفكر جيدا بان كل من سلك طريق البعث سكن الحفر وان المراهنة على ابادة شعب لن يقبض الا الريح وعلى نوري المرادي ان لا يسب اهله فالناكر لاصله (.....) والباقي يعرفه الرفيق المناضل نوري المرادي ..

نسخة منه الى سمير عبيد الياسري .