اشلون انشيل الزنجار (7): الانشطار الايديولوجي او العقائدي عند الفيليين

 

صباح دارا

22/01/2005

 

خلاصة تعريفية
المقصود بالزنجار هو كل التراكمات التي حصلت في المجتمع الفيلي في العراق والتي ادت بها الى حالة من الشلل القومي وفقدان الهوية وعدم وجود اية صفة فعلية للانتماء او الاصطفاف داخل الطيف العراقي كفئة من الفئات المكونة للامة العراقية
 عن الزنجار.
سبب البحث في هذا الموضوع هو في تسليط الاضواء على الحالة الخمولية المزرية عند الكرد الفيليين للتعبير والدفاع عن انفسهم . وكما اشرنا اليه في الكتابات السابقة ، الفيليون الكرد لم ينجحوا لحد هذه اللحظة في فرض حضورهم ووجودهم داخل المؤسسة السياسية والدولة العراقية
- رغم مرور اكثر من عام ونصف على ازالة جمهورية الخوف
- ورغم قيام 235 حزب سياسي جديد في العراق،
- ورغم قيام بعض الاطياف العراقية التي لا يتجاوز نفوسها ’عشر نفوس الكرد الفيليين وتجد هؤلاء لديهم العديد من الاحزاب السياسية.
يجب على الكرد الفيليين ان يكون لهم ممثلين سياسيين والا فسوف نضل نتراوح في اماكننا الحالية وهي نفس الاماكن التي كان فيها ابائنا واجدادنا اي نضل كفئة مهّمشة لا تملك اية حقوق لان الذي لا يطالب بحقه ليس فقط هو شيطان اخرس، وانما ليس له حقوق لان الحقوق تؤخذ ولا تعطى كهبات

 

لتوضيح فكرة الانشطار الاديولوجي، ارتئنا الى الاتيان بثلاثة احداث حقيقية من خلال ثلاثة لقطات حدثية تعبر بشكل واضح عن الاركان الرئيسية للتوجه الفكري عند الكرد الفيليين.

 

اللقطة الاولى: ملحمة عكد الاكراد في شباط 1963

ملحمة المقاومة المسلحة لمحلة عكد الاكراد في بغداد والتي سجل الكرد الفيليون المنزوين تحت مظلة الحزب الشيوعي العراقي انذاك، اروع صفحة من صفحات مقارعة الفاشية والعملاء الذين اتت بهم شركات النفط والامبريالية العالمية من خلال انقلاب 8 شباط 1963 .

هذا الانقلاب الدموي دشن مجئ حزب البعث وجميع الحثالات العسكرية الحاقدة على كل شئ غير مرتبط بالعرب السنة او المثلث السني الى العراق، من خلال اقامة المذابح الجماعية والاعدامات بالجملة والاغتيالات والتعذيب.

لقد ايعن الكرد الفيليون بخطورة الانقلاب البعثي منذ صباح ذلك اليوم المشؤوم ، ولهذا انطلقوا الى الشوارع يتظاهرون وذهبوا الى ورارة الدفاع وعرضوا انفسهم مع بقية ابناء الشعب المخلصين من اجل الوقوف في وجه المتأمرين، ولكن ومع شديد الاسف كان جواب الزعيم عبد الكريم قاسم بالرفض والنتيجة هو سقوط العراق الى همج المثلث السني لمدة اربعة عقود .

نتيجة رفض الزعيم وقيادتة تضحية الشعب، اضطرت الجماهير المناضلة بقيادة الحزب الشيوعي الى الاعلان عن المقاومة ولم يكن لهم خيار اخر واحسن غير اختيار عكد الاكراد كمركز لمقارعة المتأمرين بغية منعهم من السيطرة على دفة الحكم.

استمرت المقاومة اربعة ايام ولياليها ساهم فيها الغالبية العطمى من الرجال البالغين في عكد الاكراد، والعديد من العوائل التي كانت تقوم بدور اللوجستيك والتموين من خلال تجهيز المقاومين الكرد الفيليين والشيوعيين بالمأكولات والماء والشاي والشوربة والملابس وحتى صنع قنابل الكوكتيل المولوتوف في البيوت.

كل فيلي كان يملك قطعة سلاح استعملها، وكان لشقاوات العكد وحتى مهربي السلاح الفيليين دور وطني يحمدون عليها لانهم كانوا يبدون شجاعة غير طبيعية في التصدي للعسكريين المتأمرين والقوميين والبعثيين من منطقة باب الشيخ.

 

المقاومة انتهت بنفاذ السلاح وقصف المحلة بالدبابات من قبل القوات العسكرية المتأمرة على العراق وزعيمها النزيه عبد الكريم قاسم.

ملحمة عكد الاكراد تعكس عمق الفكرة الشيوعية عند الكرد الفيليين انذاك ومدى انتشارها في هذا المجمتع، الى درجة ان شارع الكفاح الذي يقطع عكد الاكراد الى نصفين، ويسكن حواليه اغلبية فيلية، كان يسمى في العهد الملكي والعهد الجمهوري بشارع موسكو. والفيليين كان يشار اليهم بالشيوعيين.

 

اللقطة الثانية: عاشوراء والتطبير

فترة الاحتفالات العاشورائية في شهر محرم الهجري هي فترة بالغة التعبير والدلالات عند الكرد الفيليين المنتمين مذهبيا الى الاسلام الشيعي.

اسابيع قبل ابتداء شهر محرم، يقوم الفيليين من كلا الجنسين بارتداء الملابس السوداء حدادا على مذابحة كربلاء والمذابح الاخرى التي اقيمت للطائفة الشيعية ابان العهد الاموي.

في كل محلة يسكنها الكرد الفيليون كما هو الحال بالنسبة للمحلات الشيعية بشكل عام، تجد هذه المحلات مزينة حيطانها باللافتات السوداء المذكرة بهذه المناسبة. الاعلام الملونة نجدها تزين اسطح البيوت والمباني، والمكبرات الصوتية تنشد القصائد الحسينية الحزينة طوال النهار.

اما في فترة العشرة الايام الاولى من محرم., فأن المواكب الحسينية تكون سيدة الموقف وخاصة في المساء لان هذه المواكب تجذب الناس اليها بحشود كبيرة للمساهمة في مراسيم اللطم او ترديد القصائد.

المحلات الكردية الفيلية لها مركز مرموق في التعبير عن هذه المناسبة وذلك لتحمس الفيليين الشديد للمذهب الشيعي الذي يعكس نوعا ما المعاناة الفيلية.

في عاشوراء سنة 1966 حين كنت طالبا في الخامس الاعدادي، دفعني حب الاستطلاع للمشاركة في ليلة التطبير في الكاظمية واعتقد بانني اتخذت قرارا صائبا لانها تركت في نفسي ذكريات لا زالت طرية في نفسي. لقد بهرت من الاحداث التي شهدت والاندفاع والحماس المنقطع النظير الذي كان يدفع المساهمين وبالاخص الكرد الفيليين في التعبير عن ايمانهم بمذهبهم واستعدادهم للتضحية في سبيله.

كان الفيليين في الجوامع المخصصة لهم منذ مساء اليوم السابق ليوم عاشوراء, قسم منهم بملايسهم البيضاء وسيوفهم بايديهم. الالاف من الكرد الفيليين ومن كافة الاعمار والمستويات والمناطق الجغرافية كانوا مجتمعين في تلك الليلة بانتظار ساعة الصفر والخروج في مسيرة التطبير لاحياء ذكرى الحسين.

في الصباح حين بدأت المسيرة تكت وطأة الطبول والابواق، كانت الارض تهتز تحت اقدامنا وكان الدم يحيط بنا من كل مكان لان ضربات السيوف كانت تؤدي الى تلطيش الدم على الاخرين اضافة الى ان السيوف والقامات كانت ملطخة بالدم ولهذا كانت حركات المطبرين تؤدي الى رش كل ما هو موجود حواليهم بالدم.

العديد من المطيرين كانوا يسقطون بسبب الاغماء عليهم اما من شدة الجروح والضرب او بسبب عدم تحملهم الموقف او بسبب الجو العام المشحوب بالموسيقى والطبول الصاخبة وفي كل انحاء منطقة الكاطمية، وبسبب ازدحام الشوارع الشديد بحيث يمكن وصف ذلك اليوم بيوم المعشر!

 

اي شخص يشاهد مدى الاندفاع الفيلي في عاشور في اداء واجباتهم المذهبي قد بعتقد بأن الفيليين هم اناس مذهبيين من الطراز الاول وهذا المذهب هو الطاغي على تفكيرهم، الا ان هذه النطرة لا يمكن ان يكون متكاملا لان الفيليين يظهرون حماسا مشابها لعقيدتهم الشيوعية كما بينا اعلاه، وكذلك الحال بالنسبة لافكارهم القومية المعروضة في اللقطة الثالثة ادناه.

 

اللقطة الثالثة: اكتوبر 1958

هذا التاريخ يمثل تاريخ عودة البطل الاسطوري الزعيم الخالد الملا مصطفى البازراني من الاتحاد السوفيتي عن طريق ميناء البصرة ومن ثم المجيئ الى بغداد حيث استقله الرئيس عبد الكريم قاسم.

اول عمل قام به الزعيم البرزاني في بغداد كان بزيارة محلة عكد الاكراد ورغم صفر سني انذاك، الا انني ما ازال اتذكر تلك الزيارة التأريخية التي كان تاثيرها وصداها شديدتان الى درجة ان شارع غازي (الاسم القديم لشارع الكفاح) قد انقطع تماما من السير بسبب عشرات الالاف من الكرد الفيليين الذين اندفعوا يتراكظون للقاء رستم عصرهم ومارد خيالاتهم واحلامهم.

التقى البرزاني خلال هذه الزيارة بالعديد من رؤساء العشائر الفيلية ومن ضمنهم السيد جراخ على الذي كان يملك محل تجاري في وسط عكد الاكراد. لقاء السيد جراخ علي مع البرزاني الخالد تخلد يواسطة صورة اخذت للاثنين وهما يتعانقان وكانت هذه الصورة تتصدر وسط محله لسنوات عديدة.

يمكن اضافة حادثة اخرى للتأكيد على الروحية القومية الكردية عند الفيليين وذلك من خلال الاحتفالات البهيجة التي صاحبت اتفاقية 11 اذار 1970 بين الحكومة العراقية والحركة الكردية بقيادة مصطفى البرزاني. فقد امتلئت شوارع بغداد بالمتطاهرين الكرد وبالاخص الفيليين لانهم يشكلون العمود الفقري للكرد في وادي الرافدين. شارع الكفاح ومحلة عكد الاكراد مرة اخرى كانت في صدارة المحتفلين بهذه المناسبة التأريخية.

صلة الكرد الفيليين بالحركة التحررية الكردية في العراق قديمة وتعود الى فترة تاسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني سنة 1946 حيث كان مؤسسيها اكراد من مختلف المناطق بضمنهم الفيليين الممثلين ببضعة اعضاء مؤسسين اشهرهم كان الدكتور جعفر محمد كريم.

 

من خلال اللقطات الثلاثة اعلاه نستطيع الاستدلال باطمئنان بأن الكرد الفيليين ينتمون الى ثلاثة مدارس فكرية: المذهبية الشيعية والايديولوجية الشيوعية والقومية الكردية، وهذا هو بالضبط السبب الذي دعانا الى اعتبار هذه الظاهرة بمثابة احد المكونات المعرقلة للتفتح السياسي والاجتماعي عند الكرد الفيليين والذي نتج وما يزال ينتج حالة التشتت والتشزذم السياسي عندهم.

تعدد الايديولوجيات هو اغناء لاي مجتمع لان ذلك يرفع من مستواه الفكري ويوسع من افق تصورات الافراد التابعين لذلك المجتمع حسب مفهوم الايديولوجية المعرف ادناه .

 

الايديولوجية:

مجموعة من الافكار تم تبنيها من قبل المجتمع عن طريق نخبة من الذوات او العلماء او ذوي النفوذ في ذلك المجتمع.

حين وجود اكثر من ايديولوجية واحدة داخل نفس المجتمع, يمكن الاستنتاج بوجود اكثر من مركز ثقل في ذلك المجتمع، اي ان ذلك المجتمع سيكون معرضا الى التقسيم في احسن الاحوال، والتناحر في اسوء الاحوال.

الايديولوجية هي ايضا مجمل الافكار المحمولة من خلال المبادئ العامة والعقائد والاساطير والرموز التأريخية والحركات الاجتماعية والطبقات الاجتماعية.

في العلوم الاجتماعية يصار الى تعريف الايديولوجية بمجموعة من الافكار والمبادئ التي ترشد الى كيفية سير وتصرف المجتمع والضوابط والالتزامات التي ينبغي المحافظة عليها داخل ذلك المجتمع.

الايديولوجية تمثل القاعدة التي عليها يتم تكوين الرأي العام للمجتمع، وفي حالة وجود اكثر من ايديولوجية واحدف في مجتمع ما، فسوف يكون معرضا الى احتواء اكثر من رأي عام واحد وبهذا يكون للمجتمع عادة اراء عامة بدلا من رأي عام واجد..

مدى شعبية ونجاح ايديولوجية ما تعتمد على مدى تأثير بعض الشخصيات ذوي النفوذ في المجتمع. هذه الشخصيات قد تكون نزيهة وشريفة وتهدف الى خير مجتمعهم، او قد تكون وراء مصالح ذاتية او جهوية معينة قد لا تمت بأية صلة بمصالح المجتمع نفسه.

 

نعود مرة اخرى الى مسألة المحاسن الناتجة عن وجود اكثر من ايديولوجية في مجتمع ما بانها رأس مال فكري وحضاري، الا ان هذه المحاسن يمكن تفييمها فقط في حالة وجود مجتمع او شعب يمارس حقوقه وواجباته ويؤكد وجوده بشكل طبيعي غير مقيد اليدين ولا مهدد بالزوال و لا توجد جهات مسلطة عليه تمارس عنصريتها وقمعها عليه متى ما شاءت.

فلوا نظرنا الى حالة الفيليين ذوي الايديولوجيات الثلاثة, هل يمكن لهذا الشعب الاستفادة من المزايا الفكرية المتولدة من تعدد الايديولوجيات اذا كان هذا الشعب لا يزال غير موجودا عمليا؟

ما هو فائدة غناء الافكار وتعددها حين لا توجد اية مؤسسات او كيانات حقيقية لتمثيل هذا الشعب؟

اذن، لا يمكن لنا التكلم عن الثمرات الفكرية او المذهبية لتعدد الايديولوجيات عند الفيليين لان المستفيدين من غناء المجتمع الفيلي الفكرية هم الاخرين وليس الفيليون انفسهم، وتعليل ذلك بسيط:

لا وجود للفيليين في المجتمع العراقي رغم انهم جسديا موجودين ، وهذا يذكرنا بالمثل القائل:

اسمه بالحصاد او منجله مكسور.

العديد من مشاهير المجتمع العراقي هم من اصول فيلية ونسبة هؤلاء اكثر بكثير من نسبة نفوس الكرد الفيليين في المجتمع العراقي. هذه الظاهرة ان دلت على شئ فأنها تعكس القدرات الكامنة عند الفيليين كافراد نظرا الى تكويناتهم الفكرية والاجتماعية الناتجة عن دمج المذاهب او الايديولوجيات التي تم ذكرها اعلاه.

تصورات الفرد المعتنق لايديولوجية واحده بالمقارنة مع شخص يعتنق ثلاثة ايديولوجيات يمكن تخيلها من خلال المقارنة بين صورة فوتوغرافية عادية واخرى مجسمة يمكن فيها القاء نظرة على الاجزاء الجانبية والخلفية من الصورة.

ولكن و كما نوهنا سابقا, بروز افراد فيليين عظام ليس بالضرورة ظاهرة صحية بالنلسبة للمجتمع الفيلي المعرض للزوال والاانصهار القومي . الشئ المهم والاساسي بالنسبة لنا هو وجود مجتمع معترف به وممثل وله صوته ويحترمه الاخرين مثلما نحن نكن الاحترام لهم.

 

اسباب ثلاثية الاعتناق الفكري عند الكرد الفيليين

الفيليون هم بالاساس جزء من الامة الكردية وهذا موضوع محسوم من قبل الفيليين انفسهم لهذا لا ضرورة من الاهتمام لتنضيرات اي مبتدئ في التحليلات السياسية او التأريخية حول هوية الفيليين.

اما الانتماء الشيعي للفيليين، فيعود الى سنة 1506 حين قرر الشاه اسماعيل تبديل مذهب الامبراطورية الصفوية من السنية الى الشيعية[1]. وهذا ما ادى الى استياء الترك العثمانيون ونشوء حرب بين الامبراطورينية سنة 1514. نتيجة هذا الحرب كانت اتفاقية جالديران المشؤومة التي تم على اثرها تفسيم كردستان العظمى الى قسمين تابعين الى هاتين الامبراطوريتين. لورستان او كردستان الفيلية اصبح ايضا مقسما رغم ان الجزء الاعظم ضل في الجانب الصفوي، ولهذا ضل الفيليين على جانبي الحدود يعتنفون مذبب الصفويين بسبب ان اغلبيتهم كان مجبورا على اعتناق هذا المذهب من خلال ضغط السلطات الصفوية ، وكذلك ايضا بسبب وجود المناطق الشيعية المقدسة و وجود الشيعة في جنوب وادي الرافدين.

بالنسبة للمبادئ الشيوعية عند الفيليين، فأنها طبعا دخلت في دائرة المعتقدات الفيلية بظهور الحزب الشيوعي العراقي في الثلاثينيات من القرن العشرين نظرا الى الافكار الاممية العالية التي كانت في طياتها، وبالاخص فيما يتعلق بحقوق القوميات الاخرى والاقليات و حقوق الطبقة العاملة التي كانت تشكل نسبة عالية في المجتمع الفيلي.

  

المضار الناتجة من وجود ثلاثة معتقدات متباينة عند الفيليين

المعتقدات او الايديولوجيات هي بمثابة محركات او داينموات للشعوب لانها تمنح القوة المعنوية والروحية الى افراد المجتمع لكي يقوموا بواجباتهم والتزاماتهم الاجتماعية والسياسية والدينية.

الايديولوجية تمثل شرف كل مجتمع لانه يمثل عصارة الافكار المقدسة عند ذلك المجتمع.

بدون ايديولوجية او عقيدة لا يمكن لاي مجتمع ان ينعم بعيش امن ومزدهر لان فقدان العقيدة يعني فقدان الهوية وهذا ما ينطوي عليه حدوث التشتت والتشرذم والانقسامات.

حين يكون المجتمع خاضعا لمشيئة ثلاثة عقائد ، فحينئذ ينقسم الافراد الى ثلاثة طوائف، وحتى الفرد نفسه داخل هذا المجتمع يكون عرضة الى التردد والحيرة بين عقيدته والعقيدتين الاخريين المكملتين لعقيدة الكرد الفيليين.

عليه ، فأن حيوية و فاعلية الكرد الفيليين تكون مقسمة الى ثلاثة اقسام وقوة الشعب الفيلي هي ثلث قوته الحقيقية فيما اذا كان هذا الشعب يؤمن بعقيدة واحدة.

من الناحية الاخرى، فأن التناقضات الموجودة بين الايديولوجيات الفيلية الثلاثة تلعب دورها ايضا في زيادة حدة التضعيف والتشتيت والتشرذم عند الفيليين.

فالمذهب الشيعي مناقض للممعتقد الشيوعي والقومي في أن واحد لان الشيعة مثلهم مثل بقية الاسلاميون، لا يؤمنون بوجود الشعوب الاخرى الا العربية, ويطلقون كلمة اخواننا الاكراد بدل من الشعب الكردي، ولا يوجد في قاموسهم مسالة حق تقرير المصير وحق الشعوب. وفي حالة الفيليين، فأنهم اساسا لا يعترفون بهم ككتلة خاصة بخصائصها، وانما كجزء للامة الشيعية الكبرى.

الشيوعيون اي كل اليساريون بشكل عام، لا يمكن ان يقروا او يتفقوا مع العقيدة المطروحة من قبل الشيعة او الافكار القومية المطروحة من قبل الكرد بشكل عام وبضمنهم الفيليين لانهم اناس امميون لا يؤمنون بالتحيزات الطائفية والمذهبية, وفي نظرهم ان هذه المسائل هي بالاساس معضلات اقتصادية ناتجة من استغلال اصحاب رؤوس الاموال والشركات المتعددة الجنسيات والدول الصناعية الكبرى.

اذن يمكن القول بأن قوة الشعب الفيلي المعنوية هي اقل حتى من ثلث قوتها الحقيقية لان تناقض الايديولجيات الثلاثة فيما بينها تضعف من قوة كل طرف من الاطراف الثلاثة في المجتمع الفيلي .

 

ما هو علاج الانشطار الايديولوجي العقائدي عند الفيليين؟

باختصار يجب ، اكرر يجب على الكرد الفيليين ان يحسموا هذه المسألة مرة واحدة ولصالح ايديولوجية واحدة رئيسية وجعل الاثنتين الاخرتين ثانويتين،وعكس ذلك ستستمر حالة التشتت والتشرذم والضعف التقليدي للشعب الكردي في وادي الرافدين وسوف تنتهي هذه الظاهرة في النهاية البعيدة الى زوال شعبنا ووجودنا من خلال الانصهار القومي او الهجرة والتهجير او الابادة الجماعية.

الخيار المنطقي للكرد الفيليين هو الخيار المعبر عن اصالتهم والتي لازمت وجودهم تأريخيا منذ العصر الايلامي في الالفية السابعة قبل الميلاد اي الخيار الكردي.

نحن بالاساس من سكان جبال زاگروس ويجب علينا احترام هذه الاصالة لان جبال زاگروس هو منبع ديننا الاصلي الا وهو الزرادشتية وهو منبع لغتنا وعنصرنا القومي. زاگروس تمثل الهتنا مثلما يمثل نهر الكانجي الالهة بالنسبة للامة الهندية.

علينا بتفليب العقيدة والفكر القومي الكردي على بقية العقائد الفكرية لكي نتجانس فكريا ونتحد وتلتقي اهدافنا وبرامجنا.

اما عن المذهب الشيعي والمعتقدات الماركسية ، فانها تبقى لانها جزء من تراثنا و عقيدتنا، ولكن في موقع ثانوي نسبة الى العقيدة القومية الكردية.

 

 

الصفحة الرئيسية (ايلام سومر)

 

اشلون انشيل الزنجار - 1 - مقدمة

اشلون انشيل الزنجار - 2 - مشكلة الهوية الكردية للفيليين

اشلون انشيل الزنجار - 3 - عنصر الخوف

شلون انشيل الزنجار- 4 - عقدة الشعور بالنقص

شلون انشيل الزنجار - 5 - تراكمات ستة وعشرون قرن

شلون انشيل الزنجار - 6 - المؤثرات الخارجية على حيوية الكرد الفيليين

sabah@dara813.fsnet.co.uk


[1] يقال ان تبديل المذهب السني الى الشيعي في ايران حصل نتيجة مشكلة طلاق بين الشاه اسماعيل واحدى زوجاته.